نفّذت "هيئة تحرير الشام" حملة اعتقالات في مدينة إدلب وريفها يوم أمس السبت، شملت عدداً من المسؤولين والإداريين في الهيئة نفسها، لأسباب لم تُفصح عنها.
وذكرت مصادر محلية، أن الهيئة اعتقلت أكثر من 10 أشخاص، يعملون كإداريين في مفاصل التنظيم والألوية التابعة له، معظمهم جرى اعتقالهم داخل مدينة إدلب.
تصفية حسابات
وانتشرت صورة على نطاق واسع، لمحاولة عناصر من "جهاز الأمن العام" التابع للهيئة، اعتقال أحد الإداريين في مدينة إدلب، قيل إنه مسؤول "القوة التنفيذية" في مدينة إدلب، المدعو "أمين أبو الحسن".
وبحسب مناهضين للهيئة ومنشقين عنها، فإن حملة الاعتقالات طالت أيضاً "أبو مثنى شحيل" و"خطاب الحسكة"، و"عابد أبو أحمد" و"أبو عدي جبل"، وجميعهم من أفراد الهيئة.
وأشاروا إلى أن الحملة تأتي في سياق اعتقال نحو 85 مطلوباً للهيئة، ممن يعملون في مفاصلها الإدارية والعسكرية، علماً أن بعضهم تمكن من الفرار إلى خارج إدلب، بينما يتوارى آخرون عن الأنظار.
واعتبروا أن ما يجري داخل "تحرير الشام" يعد بمنزلة حملة لـ"تصفية الحسابات"، خصوصا أن القائمين على الحملة هم من "تيار إدلب وبنش"، وتستهدف بشكل أساسي "تيار الشرقية" المقرب من القيادي المعتقل "أبو ماريا القحطاني"، إضافة إلى أنصار القيادي "جهاد عيسى الشيخ" (أبو أحمد زكور).
اعتقالات مستمرة بتهم العمالة
أعلن "جهاز الأمن العام" التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، الأربعاء الماضي، عن اعتقال 20 شخصاً في محافظة إدلب شمال غربي سوريا لتورطهم بالعمالة لصالح النظام السوري وجهات خارجية.
وقال الجهاز في بيان له: "استكمالاً للحملة الأمنية التي بدأها جهاز الأمن العام في شهر حزيران من العام 2023 ضد خلية جاسوسية تعمل لصالح النظام المجرم وحلفائه في المنطقة وجهات خارجية أخرى، وبعد التحقيق مع المجرمين المنتمين لهذه الخلية، تم التوصل إلى معلومات جديدة تفيد بتورط عدد من الأشخاص المدنيين معهم بالعمالة لصالح النظام المجرم".
"ملف العملاء" داخل تحرير الشام
وفي شهر تموز الماضي، أعلنت "هيئة تحرير الشام" رسمياً، ضبط خلية تعمل لـ صالح "جهات معادية"، وهو تأكيد لِما كشفه تلفزيون سوريا في تقرير خاص.
وجاء الإعلان عبر المتحدث الرسمي باسم "جهاز الأمن العام" ضياء العمر، قال فيه إنّهم "ضبطوا خلية جاسوسيّة تعمل لصالح جهات معادية - لم يسمّها - بعد ملاحقة استمرت 6 أشهر".
وبحسب "العمر" فإنّ "أجهزة الاستخبارات لجأت إلى استدراج وتوريط ضعاف النفوس والتغرير بهم لجمع البيانات والمعلومات منهم خدمةً لأجنداتهم الخاصة، في ظل التطور التكنولوجي السريع وانتشار الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة".
وكان موقع تلفزيون سوريا قد كشف في تقرير خاص، عن سلسلة اعتقالات في صفوف "تحرير الشام" لأشخاص بينهم قياديون يعملون لصالح وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وروسيا والنظام السوري.