تعرض 12 شخصاً بينهم أطفال في بلدة القدموس شمال شرقي طرطوس لحالات تسمم، وذلك بعد تناولهم سمك "البلميدا"، نقلوا بعدها جميعاً إلى مستشفى البلدة الذي أبقى على شخصين في العناية المشددة.
ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام عن مدير مستشفى القدموس سليمان بدر قوله إن "المرضى وصلوا إلى المستشفى ليل أمس بأعراض الشّرَى وانخفاض الضغط، بينهم أطفال وبالغون يعانون من أمراض أخرى".
وأضاف: "على الفور قمنا بإجراء الإسعافات الأولية، ونظراً لتفاوت الحالات بين العادية والشديدة، تم نقل حالات إلى قسم الداخلية، وأخرى إلى قسم العناية المشددة".
وأشار إلى أنه تم تخريج جميع المرضى بعد تماثلهم للشفاء، باستثناء حالتين لا تزالان في قسم العناية المشددة، حيث سيتم تخريجهما ظهر اليوم لأن حالتهما العامة باتت جيدة.
وأكد مدير المشفى أن المرضى اشتروا سمك "البلميدا" من سيارة جوالة كانت تبيع الكيلو الواحد بـ5000 ليرة سورية فقط.
ودعا الطبيب سليمان بدر المواطنين إلى عدم شراء أي نوع سمك من السيارات الجوالة، لعدم موثوقية مصدر السمك المباع بأسعار زهيدة، ناهيك عن عدم إمكانية حفظه بالشروط الصحية المطلوبة للحفاظ على الصحة وعدم الإصابة بالتسمم.
حالات تسمم سابقة من جراء تناول الأسماك
في نيسان الماضي تسمّمت عائلة من 3 أفراد في مدينة طرطوس، من جرّاء تناولها سمك "البالون" السام المعروف محلياً بـ"النفيخة"، وسط تحذيرات من بيعه في الأسواق وشرائه.
كما شهدت محافظة طرطوس، العام الفائت، وفاة ثلاثة أشخاص - بينهم رجل وزوجته - نتيجة تناولهم سمك "البالون" السام في منطقة شاليهات البصيرة بريف المحافظة.
وفي أيلول الماضي أصيب 21 مواطناً في مدينة اللاذقية بحالات "تسمم غذائي" بعد تناولهم سمك "البلميدا"، حيث أسعفوا إلى مشافي المدينة وأخرجوا منها بعد تماثلهم للشفاء.
يشار إلى أنّ العديد مِن المواقع والصفحات الإخبارية الموالية حمّلت المسؤولية للجهات المعنيّة في "حكومة النظام"، لـ عدم تحريكها ساكناً حيال تكرار حالات التسمّم بأسماك وخصوصاً ما يعرف باسم "البالون"، وأنها لم تنظّم أي حملات توعية تمنع أكلها، أو تفرض رقابة على أسواق السمك لـ منعِ بيعها.
أسباب التسمم بأسماك "البلميدا":
شرح المدير العام لهيئة الثروة السمكية، د.عبد اللطيف علي لقناة "الخبر" المقربة من النظام في وقتٍ سابقٍ أن أسباب الإصابة بالتسمم من جراء تناول سمك "البلميدا" "التداول الخاطئ وغير الصحي للبلميدا يؤدي إلى إصابة بعض الأشخاص ممن لديهم تربة تحسسية بحالات تحسس، بسبب تفكك مادة "بري هيستامين" الموجودة فيها إلى مستقلبات "الهيستامين" المسببة للتحسس".
وأشار إلى أن المقصود بالتداول الخاطئ هو: "شراء السمك من الباعة المتجولين، والذي يكون تعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة والملوثات المختلفة".
وأضاف أنه "يجب تناول سمك "البلميدا" الطازج أو المحفوظ بدرجة حرارة -18 درجة مئوية، ما يمنع تفكك أي من مكوناتها، وشرائه من مصادر موثوقة".
وحول طرق طهي سمكة "البلميدا" الأكثر أماناً وصحة، قال إنه "يفضل الإسراع بتنظيف الأسماك بشكل جيد بمجرد وصولها إلى المنزل، وذلك عن طريق فتح البطن بحرص بحيث لا يؤدي إلى تجريح لحم السمك وتعريضه للتلوث من محتويات البطن".