icon
التغطية الحية

تراجع بنسبة تزيد على الربع في أعداد التأشيرات البريطانية الممنوحة لمهاجرين

2024.08.23 | 14:36 دمشق

آخر تحديث: 23.08.2024 | 14:36 دمشق

قارب لجوء في عرض البحر
قارب لجوء في عرض البحر
The Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

هبطت نسبة الهجرة إلى المملكة المتحدة بشكل ملحوظ خلال الشهور الستة الأولى من هذا العام، بيد أن نظام اللجوء شارف على التوقف بسبب العدد القياسي لطلبات اللجوء المعلقة.

انخفض عدد تأشيرات الدخول الممنوحة لجنسيات أجنبية بنحو 156 ألفاً خلال الفترة ما بين كانون الثاني وحزيران، مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت بحسب بيانات جديدة نشرتها وزارة الداخلية البريطانية، ويمثل ذلك تراجعاً بنسبة 27% من 583 ألفاً إلى 427 ألفاً.

وتسببت بهذا الهبوط القيود التي فرضتها الحكومة السابقة في مطلع هذا العام، والتي شملت حظراً فُرض على العاملين في مجال الرعاية وعلى الطلاب يمنعهم من إحضار أهاليهم إلى المملكة المتحدة.

وبالعموم هبطت نسبة تأشيرات العمل بنحو 22%، والسبب الرئيس لذلك هو التراجع الحاد في التأشيرات الممنوحة لأغراض صحية أو لأغراض الرعاية، والتي انخفضت بنسبة فاقت النصف مقارنة بعددها خلال الشهور الستة الأولى من العام الماضي، أي من 178 ألفاً إلى 84500 خلال هذه السنة.

كما تراجع عدد الطلاب الأجانب بشكل ملحوظ من 155500 خلال الشهور الستة الأولى من العام الماضي إلى 93600، أي أن نسبة التراجع بلغت 40%، كما تراجعت طلبات الحصول على سمة دخول والتي يتقدم بها طلاب من الهند ونيجيريا.

وثمة انخفاض ملحوظ أيضاً شهدته أعداد اللاجئين الذين دخلوا إلى المملكة المتحدة بطرق آمنة وشرعية، ويعود ذلك لتراجع طلبات اللجوء التي تقدم بها أوكرانيون ومن هونغ كونغ.

وإجمالاً، تظهر الأعداد بأن حزب العمل ورث تلك النسب المنخفضة للهجرة عن حكومة ريشي سوناك، وهذا ما سيساعد السير كير ستارمر على تحقيق وعده بالحد من نسب الهجرة عموماً.

أعداد لا يمكن التنبؤ بها

يرى خبراء في مجال الهجرة بأن هذه الأعداد تشير إلى أن صافي الهجرة لابد أن يتراجع عقب مرحلة قياسية وصلت إليها الأعداد إلى ذورتها وذلك عندما دخل إلى المملكة المتحدة 762 ألف مهاجر في عام 2022، ومن المزمع أن تنشر الدفعة التالية من الأعداد في شهر تشرين الثاني القادم.

يعلق على ذلك الدكتور بيل بريندل وهو باحث في مرصد الهجرة لدى جامعة أوكسفورد فيقول: "هبطت أعداد التأشيرات خلال الشهور القليلة الماضية من وجود حكومة حزب المحافظين، بيد أن أعداد المهاجرين ارتفعت، أي أن هذا يشير نظرياً إلى تراجع قادم في صافي أعداد المهاجرين خلال العام المقبل، بيد أنه من الصعب توقع ذلك على وجه الدقة، إذ إننا لا نعرف كم سيبقى من الطلاب الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة حالياً على المدى البعيد، كما لا ندري إن كانت التأشيرات التي تُمنح لأغراض صحية ولأغراض الرعاية ستنتعش هي الأخرى فتوقف هذا التراجع، ومع ذلك ثمة مؤشر واضح على قدرة حزب العمال في الوفاء بوعده القاضي بتخفيض صافي المهاجرين من النسب العالية غير المسبوقة التي شهدتها المملكة المتحدة مؤخراً، ويعود السبب الرئيس لذلك إلى التوجهات التي كانت سائدة قبل انتخاب حزب العمال".

منظومة شارفت على التعطل

من جهة ثانية، زاد عدد ما تراكم من طلبات اللجوء التي لم يُبت بأمرها خلال هذا العام، بوجود 118882 شخصاً ينتظرون قراراً أولياً بشأن طلب لجوئهم حتى نهاية حزيران الماضي، أما مجمل عدد طالبي اللجوء الذين ينتظرون أي قرار فقد وصل إلى أعلى مستوى له بوجود 224742 شخصاً حتى نهاية حزيران، فضلاً عن الآلاف الذين ينتظرون نتيجة الطعن في قرار رفض طلب لجوئهم.

يعلق على ذلك جون فيتونبي وهو كبير المحللين في منظمة مجلس اللاجئين، فيقول بأن البيانات كشفت بأن نظام اللجوء "قد شارف على التعطل خلال الأشهر التي سبقت الانتخابات، فقد وصلت نسبة إنتاجية أصحاب القرار في هذه المنظومة إلى أدنى مستوياتها منذ الوصول إلى تلك النسب العالية خلال فترة جائحة كوفيد"، إذ لم تجرَ سوى 1150 مقابلة خلال شهر حزيران، في تراجع ملحوظ عن عدد المقابلات التي وصلت إلى أكثر من ثمانية آلاف مقابلة خلال شهر تشرين الأول الفائت.

هذا وقد حُرم أكثر من مئة ألف شخص تقدموا بطلبات لجوء عبر هذه المنظومة من الحصول على طلب اللجوء في ظل الحظر المتشدد التي فرضته حكومة سوناك على المهاجرين غير الشرعيين والذي حرمهم من الحصول على حق اللجوء.

لا خطة واضحة

وفي الوقت الذي تعهد حزب العمال بزيادة كبيرة في ترحيل من لم تُقبل طلبات لجوئهم إلى دولهم الأم، لا توجد خطة لترحيل من رفضت طلبات لجوئهم ممن أتوا من دول غير آمنة مثل أفغانستان وسوريا وإيران، بما أن هذه الجنسيات تحتل المراتب الأولى بين أكثر أربع جنسيات تصل إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة.

يمثل الفيتاميون الفئة الأكبر من المهاجرين الذين وصلوا بقوارب صغيرة خلال هذا العام، إذ وصلت نسبتهم إلى 17% من مجمل المهاجرين، وأتى ذلك عبر زيادة في عدد المهاجرين الفيتناميين الواصلين بواسطة قوراب صغيرة بلغت أربعة أضعاف وذلك خلال فترة امتدت لاثني عشر شهراً حتى شهر حزيران الفائت، إذ قفزت أعدادهم من 523 إلى 2248.

وتظهر الإحصائيات بأن جنسيات المهاجرين الذين يعبرون بحر المانش أصبحت أشد تنوعاً عما كانت عليه خلال السنوات الماضية، إذ إن أعداد القادمين من أكثر خمس دول مصدرة للاجئين تعادل 59% من الواصلين خلال هذا العام حتى نهاية شهر حزيران الماضي، مقارنة بنسبتهم التي وصلت إلى 74% خلال العام الفائت.

وما برح متوسط عدد الأشخاص الذين يحملهم كل قارب بالازدياد، إذ أصبح القارب الواحد يحمل وسطياً 51 شخصاً خلال هذا العام حتى شهر حزيران، أي أن المتوسط ارتفع عن 44 شخصاً للقارب الواحد.

وفي سياق متصل، ألقت وزيرة الهجرة سيما مالهوترا باللائمة على حكومة حزب المحافظين بسبب فشلها في الإمساك بزمام الأمور في منظومة اللجوء، وقالت بأن الأمور قد تستغرق وقتاً حتى يُصلح حزب العمال المشكلات التي ورثها على الحكومة التي سبقته.

أما جيمس كليفرلي وهو المرشح لقيادة حزب المحافظين والذي أشرف على التغيرات التي أجريت في مطلع هذا العام خلال الفترة القصيرة التي تولى خلالها وزارة الداخلية، فيقول: "عندما قلت بأني سأخفض أعداد المهاجرين، كنت أعني ذلك، وأقصد به خفض عدد التأشيرات، وخفض عدد الواصلين بقوارب صغيرة، وخفض نسبة تراكم وتأخر طلبات اللجوء، وخفض نسبة منح حق اللجوء، أي أن الأمر لا يتعلق بالأقوال بل بالتنفيذ".

 

المصدر: The Times