مع قدوم فصل الشتاء تنشط مجموعات قطع الأشجار الحراجية في ريفي حمص وحماة، بهدف بيعها كحطب للتدفئة وصناعة الفحم، مع الغياب شبه التام للمحروقات في مناطق سيطرة النظام وارتفاع أسعارها في السوق السوداء.
مصدر من قرية تومين بريف حماة الجنوبي قال "إن غياب الكهرباء وغلاء المحروقات وعدم دفع حكومة النظام مخصصات المازوت للكثير من العوائل، دفع الناس باتجاه التحطيب (قطع الأشجار) بهدف تأمين الدفء لعوائلهم في ظل الغلاء الفاحش الذي تشهده البلاد"
المصدر أضاف قائلاً: "عناصر الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام وخاصة من أهالي قحمانة بريف حماة والمزرعة بريف حمص الشمالي امتهنوا قطع الأشجار الحراجية على طول الطرق الواصلة بين مناطق ريف حماة بهدف بيعه في السوق السوداء بمبالغ كبيرة".
كما أشار إلى أن "مئات الأشجار تم قطعها منذ شهر تشرين الأول الماضي وحتى يومنا وطرحها في الأسواق بموافقة حواجز النظام والمخافر الموجودة في تلك المناطق، حيث تتم سرقة وتخريب الممتلكات العامة لصالح هؤلاء العناصر، وطرح مادة الحطب في السوق السوداء بمبلغ يصل إلى 500 ألف ليرة سورية للطن الواحد".
لم يكتف عناصر النظام وضباطه بانتهاك الثروة النباتية بجوانب الطرقات في ريفي حمص وحماة فحسب بل تتوجه أنظارهم إلى اللقمة الأكبر في جبال الساحل السوري، الذي يتم فيه قطع مئات الأشجار يوميا من قبل عناصر الفرقة الرابعة وميليشيات النظام وخاصة في قرى مدينة جبلة بريف اللاذقية.
التحطيب ينتقل إلى أحراج محافظة اللاذقية
مصدر خاص من مدينة جبلة قال لموقع تلفزيون سوريا إن المدعو سامر غزيل يقوم بقطع مئات الأشجار يوميا في قرى مدينة جبلة لطرحها في السوق المحلية بمبالغ كبيرة على مرآى من قوات النظام التي تؤمن له حماية كاملة كونه محسوباً على الفرقة الرابعة.
المصدر أوضح أن المدعو سامر معروف لدى أهالي المنطقة بتواصله مع ماهر الأسد شقيق رئيس النظام بشار الأسد، ولديه أكثر من 50 عاملا، يقطعون يومياً الأشجار الحراجية من جبال الساحل السوري وينقلونها إلى بقية المحافظات السورية من أجل بيعها، حيث يتراوح سعر الطن الواحد ما بين 500 إلى 700 ألف ليرة سورية.
أحد العاملين مع سامر غزيل والذي رفض الكشف عن اسمه قال لموقع تلفزيون سوريا إن العمال يتقاضون يوميا مبلغا يتراوح ما بين 11 إلى 13 ألف ليرة سورية ويعملون 6 أيام في الأسبوع، حيث يقطعون ما يقارب الـ 50 طناً من أشجار التين والزيتون والسرو والكثير من أنواع الأشجار الجراحية يومياً، ومن ثم ينقلونه عبر شاحنات "أنتر" كبيرة إلى المحافظات، حيث يتقاضى سائقو السيارات مبلغ 25 ألف ليرة لنقل الطن الواحد.
النظام يحمي ميليشيات تقطع الأحراج بقصد التحطيب
وأضاف قائلا: "لا شيء يصعب على سامر فهو يؤمن جميع أنواع الحطب ولديه الكثير من المستودعات في جبال مدينتي جبلة وطرطوس ويقوم بتخزين الحطب فيها تمهيداً لنقلها إلى بقية المناطق وبيعها".
قطع الأشجار بشكل مكثف يأتي تزامناً مع تشديد النظام رقابته على التجار وإلزامهم على حيازة رخصة خاصة من مديريات الزراعة والحراج من أجل "التحطيب" بحجة الحفاظ على المساحات الخضراء في البلاد، وهو ما لا ينطبق على عناصر الفرقة الرابعة والعاملين معها.