icon
التغطية الحية

تحديات الذكاء الصناعي في صناعة الموسيقا: نزاع حقوق النشر يتفاقم

2024.06.26 | 16:20 دمشق

آخر تحديث: 26.06.2024 | 16:20 دمشق

علامة شركة سوني
علامة شركة سوني
The Washington Post- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

رفعت أكبر شركات تسجيلات الموسيقا دعوى ضد شركتين صاعدتين في مجال الموسيقا التي يدعمها الذكاء الصناعي يوم الاثنين الماضي، إذ زعمت تلك الشركات بأن هاتين الشركتين استخدمتا أغاني لها حقوق نسخ ونشر لتدريب أدواتها. وتضاف هذه الدعوى الجديدة إلى عدد من القضايا التي رفعت ضد الصناعات التي يدعمها الذكاء الصناعي.

قامت مجموعة من شركات التسجيلات وعلى رأسها شركة Sony Music Entertainment وشركة Universal Music Group وشركة Warner Records برفع قضيتين إحداهما ضد شركة سونو والأخرى ضد Uncharted Labs وهي الشركة المطورة لنظام يوديو، وذلك لأن كلا الشركتين تسمحان للناس بصنع أغان بواسطة تعليمات نصية بسيطة.

وبخصوص ذلك علق مليتش غلازيار، المدير التنفيذي لشركة Recording Industry Association of America التي تمثل المجموعة الصناعية لشركة سوني، بالقول: "إن الخدمات غير المرخصة التي تقدمها أدوات مثل سونو ويوديو والتي ترى أنه من العدل نسخ أعمال لفنان  واستغلالها لتحقيق مرابح شخصية من دون موافقة صاحبها أو تعويضه تعتبر حنثاً في الوعد الذي حلمنا من خلاله بظهور ذكاء صناعي مبتكر بحق يخدمنا جميعاً".

هذا وتعتمد أدوات التوليد التي يدعمها الذكاء الصناعي مثل روبوتات المحادثة ومولدات الصور والأغاني على إدخال كميات كبيرة من المحتوى الذي صنعه الإنسان وابتكره، ولهذا ترى شركات التسجيلات بأن أداتي سونو ويوديو استعانتا بأغان لا تمتلكان حقوقها عندما عملتا على تدريب الخوارزميات الخاصة بالذكاء الصنعي لديهما.

"محتوى جديد كلياً"

وتعقيباً على ذلك، أعلن ميكي شولمان المدير التنفيذي لشركة سونو بأن: "التقانة الموجودة لدينا تحويلية، أي أنها مصممة لتولد مخرجات جديدة كلياً، لا لتحفظ المحتوى الموجود أصلاً وتجتره من جديد"، أما عن الشركات التي رفعت دعوى ضد شركته فقد صرح قائلاً: "بدلاً من فتح نقاش بنية طيبة، لجأت كل شركة من تلك الشركات إلى الدليل العتيق الموجود في جعبة محاميها".

وعند التواصل مع الشركة المطورة لأدات يوديو لم يرد الناطق الرسمي باسمها على أي سؤال.

المحتوى مسروق!

مع تفجر الاهتمام بالذكاء الصناعي خلال العام الماضي، بدأ المؤلفون والفنانون والمصممون والموسيقيون والصحفيون بالتصدي لفكرة استخدام الصناعة التي يدعمها الذكاء الصناعي لأعمالهم بهدف تدريب التقانة التي تطورها تلك الصناعات، ولهذا بدأت الدعاوى التي رفعها مؤلفون وممثلون هزليون وصحف تنهال على رأس شركات الذكاء الصناعي وأولها شركة OpenAI   

وعموماً، ترى الشركات الرائدة في مجال الذكاء الصناعي بأن الاستعانة بالكتب والمقالات الإخبارية والفن لتدريب الذكاء الصناعي تندرج ضمن الاستخدام العادل لحقوق النسخ والنشر والذي يسمح بإعادة استخدام المحتوى الحاصل على حقوق نسخ ونشر في حال تغييره بشكل جوهري، غير أن أغلب صانعي المحتوى لا يتفقون على ذلك، ويقولون بأن أعمالهم تعرضت للسرقة بهدف تدريب الأدوات التي يمكن الاستعانة بها لتحل محلهم.

تتيح أداة سونو ويوديو للمستخدمين توليد أغان كاملة عبر كتابة وصف يشتمل على نوع الأغنية المطلوبة وكلماتها والآلات الموسيقية المطلوب استخدامها فيها. بيد أن أداة سونو تحظر أي طلب يدعو لتوليد أغنية تشتمل على تقليد لصوت مطرب معين، أي إنك إن طلبت من هذه الأداة توليد أغنية "على غرار أسلوب عمرو دياب" مثلاً، فستظهر لك رسالة خطأ تخبرك بأنه من غير المسموح توليد شيء بموجب تعليمة تذكر اسم المطرب، وقد تطابق ذلك مع الاختبارات التي أجرتها صحيفة الواشنطن بوست على هذه الأداة.

بيد أن هذه السياسة لا تُتبع على الدوام، إذ لدعم أساس الدعوى، قدمت الجهة المدعية أمثلة عديدة تفيد بأن أدوات الذكاء الصناعي التي تولد أغاني تنتج أغاني تطابق الأغاني الحقيقية التي يغنيها إنسان حقيقي. إذ إن الأغنية التي صنعت بواسطة أداة سونو من خلال كلمات أغنية تعود لمطرب شهير وباستخدام اسمه هي عبارة عن أغنية صنعت بالذكاء الصناعي وفيها يظهر صوت الجوقة التي تغني لحن وكلمات الأغنية نفسها التي ظهرت في النسخة الحقيقية من الأغنية الأصلية.

أما أداة يوديو فلا تتمتع بالقيود نفسها، إذ إنها على استعداد لتوليد أغنية حزينة بكلمات غناها صوت يشبه صوت عبد المجيد عبد الله مثلاً، وذلك عندما يطلب منها أن تقدم أغنية للمطرب نفسه مع إعطائها اسم الأغنية الأصلية.

ولهذا طالب بعض الموسيقيين بسن قوانين جديدة لحماية أعمالهم ونوع الموسيقا التي يقدمونها، فقد حدث النواب في ولاية تينيسي الأميركية قانوناً قديماً صدر في مطلع هذا العام ليحرم أي عملية تقليد لصوت مطرب من دون إذنه، كما تقدم نواب جمهوريون وديمقراطيون بمقترح لسن قانون عام مشابه خلال العام الفائت.

المصدر: The Washington Post