تغيرت حسابات البرلمان بشكل كبير بعد انتخابات 14 أيار، حيث حصل تحالف الشعب (Cumhur İttifakı) الحاكم على 322 مقعداً وحافظوا على الأغلبية البرلمانية على الرغم من أنهم فقدوا نحو 4 في المئة من الأصوات بحسب النتائج غير الرسمية إذا ما قارناها مع انتخابات 2018 حيث حصلوا على 344 مقعداً.
وحصل تحالف الأمة (Millet İttifakı) الذي يضم حزب الشعب الجمهوري (CHP) وحزب الجيد (İYİ Parti) على 35 في المئة من الأصوات، وهو ما يمنحه 213 مقعداً في البرلمان، أما تحالف العمل والحرية (Emek ve Özgürlük İttifakı) الذي يضم حزب اليسار الأخضر (YSP) وحزب العمال التركي (TİP)، فقد حصل على 10.5 في المئة من الأصوات وسيتم تمثيله بـ 65 مقعداً.
حزب العدالة والتنمية (AKP) كان الأكثر فقداناً في عدد الأصوات، بينما زادت نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري (CHP) بنسبة 3 في المئة، ولكن في حال انفصال الأحزاب التي تشكلت عن طريق التحالف في قائمته، من المتوقع أن يتراجع عدد المقاعد في البرلمان مقارنة بالفترة السابقة.
وحافظ كل من حزب الجيد وحزب الحركة القومية (MHP) بشكل كبير على نسبة الأصوات، بينما فقد حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) الذي تم تمثيله في الانتخابات عن طريق قائمة اليسار الأخضر، نحو 3 في المئة من الأصوات و6 مقاعد في البرلمان.
وحصل حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية والحزب اليسار الأخضر وحزب الجيد على عدد كافٍ من المقاعد في البرلمان لتشكيل مجموعاتهم البرلمانية، ونجح حزب الهدى (HÜDA PAR) وحزب اليسار الديمقراطي (DSP) وحزب التغيير التركي (TDP) وحزب الرفاه الجديد (YRP) وحزب العمال التركي (TİP) في تجاوز الحاجز الانتخابي والحصول على فرصة التمثيل في البرلمان.
احتمالية زيادة الكتل النيابية
حزب الديمقراطية والتقدم (DEVA) الذي دخل الانتخابات ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري حصل على 15 مقعداً، وحزب المستقبل (Gelecek Partisi) وحزب السعادة (Saadet Partisi) حصلا على 10 مقاعد لكل منهما، وحزب الديمقراطي (DP) حصل على 3 مقاعد نيابية، وبالتالي سيعود 38 نائباً إلى أحزابهم الأصلية من قوائم حزب الشعب الجمهوري التي انتخبوا من خلالها بعد تشكيل البرلمان.
ويحتاج كل حزب إلى 20 نائباً في البرلمان من أجل تشكيل كتلة نيابية في البرلمان، والطريقة الوحيدة من أجل تحقيق ذلك هي تشكيل أحزاب جديدة داخل البرلمان لتصبح أكثر فاعلية وتصل إلى العدد المطلوب من المقاعد.
ووفقًا للمعلومات التي نقلها موقع (BBC) فإن الأحزاب الصغيرة تدرس تشكيل مجموعة جديدة تحت سقف حزب مشترك، إلا أن ذلك يستدعي الانتظار إلى حين الانتهاء من الجولة الثانية من انتخابات رئاسة الجمهورية.
وأوضح الموقع أنه وبحسب المعلومات المتوفرة لديه، سيتشاور حزب (DEVA)، الذي يمتلك أكبر عدد من المقاعد، أولاً مع حزب الشعب الجمهوري بشأن الاستراتيجية المتبعة، وستُطرح مسألة تشكيل مجموعة مشتركة مع حزب السعادة وحزب المستقبل وحزب الديمقراطي بعد استشارة حزب الشعب الجمهوري.
وعلى الرغم من أنه لم يُحدد بعد تحت أي حزب ستتشكل المجموعة، يتم مناقشة إمكانية التوافق بين الأحزاب بشأن الحزب الرئيسي.
حزب العمال التركي يحافظ على مقاعده
أعيد انتخاب رئيس الحزب إركان باش وأحمد شيك وسيرا قاديغيل، في حين أصبح المحامي كان أتالاي المسجون في قضية (جيزي بارك) عضواً جديداً في البرلمان، وبذلك يحافظ على مقاعده الأربعة في البرلمان.
ولم يتمكن حزب العمال التركي الذي يحظى بشعبية واسعة ويتضمن قوائمه أيضاً صحفيين وفنانين من تحقيق القفزة المتوقعة ولم يتمكن من الوصول إلى نسبة 3٪ من الأصوات المطلوبة للحصول على المساعدة المالية من الخزانة.
ازداد عدد نساء البرلمان
وفقًا لنتائج الانتخابات، ارتفع عدد النساء في البرلمان إلى 121، وهذا يعني أعلى تمثيل للنساء في تاريخ الجمهورية، حيث حصل حزب العدالة والتنمية على 50 مقعداً، وحزب الشعب الجمهوري على 30 مقعداً، وحزب الأخضر اليساري على 30 مقعداً، وحزب الجيد على 6 مقاعد، وحزب الحركة القومية على 4 مقاعد، وحزب العمال التركي على مقعد واحد لامرأة نائبة.
ولأول مرة، أرسلت نيفشهير وغيريسون نساء نواباً إلى البرلمان، إذ أصبحت فيليز كيليج، معاونة رئيس حزب الحركة القومية من نيفشهير، وألفان إشك غيزميش من غيريسون، أول امرأتين تُنتخبن عن هاتين الولايتين.
وفي 30 محافظة بما في ذلك أديامان وأكسراي وأرضروم وكارامان وأوردو وزونغولداك، انتُخب مرشحون رجال فقط.
مفاجأة الرفاه الجديد
الحزب الذي قدم مفاجأة في التحالف هو حزب الرفاه الجديد، فعلى الرغم من كونه حزباً حديث التأسيس والمشاركة في الانتخابات بقائمة منفصلة، إلا أن الحزب تمكن من الدخول إلى البرلمان وحقق 5 مقاعد برلمانية برفقة زعيم الحزب فاتح أربكان، وهو نجل رئيس الوزراء التركي السابق نجم الدين أربكان.
ومع الحزب العدالة والتنمية، شارك حزب الهدى (HÜDA PAR) في الانتخابات بقائمته وحقق 4 مقاعد، في حين سيتم تمثيل الحزب الديمقراطي الاشتراكي بنائب واحد في البرلمان.
زعماء الأحزاب في البرلمان
أُعيد انتخاب زعيم حزب الحركة القومية (MHP) دولت بهتشلي، الذي ينحدر من مدينة عثمانية، كنائب برلماني مرة أخرى، وانتخب رئيسا حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) بيرفين بولدان ومدحت سانجار، اللذان ترشحا في قائمة حزب اليسار الأخضر، كما انتخب رئيس حزب العمال التركي أركان باش كنائب برلماني.
تم تمثيل زعماء الأحزاب الآخرين الذين شاركوا في الانتخابات تحت مظلة تحالف الشعب في البرلمان، وانتخب زعيم حزب الرفاه الجديد فاتح أربكان، وزعيم حزب الهدى زكريا يابجي أوغلو، وزعيم حزب اليسار الديمقراطي أوندر أكساكال، وزعيم حزب التغيير التركي مصطفى ساريغول كنواب جدد في البرلمان.