حصل تحالف العمل والحرية (Emek ve Özgürlük İttifakı) الذي يضم عدة أحزاب، بقيادة حزب اليسار الأخضر (YSP) وحزب العمال التركي (TİP)، على أكثر من 10 في المئة من أصوات الناخبين وفق النتائج غير الرسمية لفرز الأصوات.
وفقًا للبيانات الحالية، حصل حزب العمال التركي على 44,792 صوتاً من هاتاي، وبذلك يصبح المحامي المسجون، جان أتالاي، والذي يقضي محكوميته في سجن سيليفري في إسطنبول عضواً برلمانياً، وهو ما يطرح سؤالاً حول إمكانية دخوله البرلمان واستلام منصبه، وهل يُسمح له الخروج من السجن دون انقضاء محكوميته.
من هو جان أتالاي؟
ولد شرف الدين جان أتالاي في 24 من آذار 1976 في إسطنبول لأم مصرفية وأب محاسب، حيث حمل اسم عمه شرف الدين أتالاي الذي قتل باغتيال سياسي في عام 1971، عندما كان رئيس حزب (TİP) في ولاية أماسيا التركية.
ودرس في كلية القانون في جامعة معمار سنان، وعمل بعد تخرجه بفترة قصيرة في القسم القانوني لتلفزيون (NTV)، وترافع فيما بعد للدفاع عن الصحفي أحمد شيك الذي تمت محاكمته بسبب أبحاثه حول جماعة فتح الله غولن (FETÖ) وتأثيرها على مؤسسات الحكومة التركية.
وشارك "أتالاي" في حملات تسهيل إصدار كتاب "جيش الإمام" لصاحبه الصحفي أحمد شيك، والذي كان يتحدث عن جماعة فتح الله ووجودهم في جهاز الشرطة التركية، حيث علق رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان على الكتاب: "هناك بعض الكتب أكثر تأثيرًا من القنابل".
وشغل "أتالاي" منصب عضو في مجلس إدارة جمعية حقوق المجتمع المحلية التي مقرها إسطنبول، ودافع عن ضحايا حادثة منجم "إرميك" التي أسفرت عن وفاة 301 من عمّال المناجم في عام 2014، وتولى أيضاً الدفاع عن عائلات المتضررين في حريق مبنى سكن طلابي في أضنة حيث لقي 11 طفلاً حتفهم وأصيب 24 طفلاً في عام 2016.
"غيزي بارك"
وتولى مهمة الدفاع عن أقارب الضحايا الذين فقدوا حياتهم في حادثة قطار "چورلو" التي وقعت في 8 من أيلول 2018، ودافع عن عائلات عمّال مصنع ألعاب نارية في هنديك، حيث لقي سبعة عمّال حتفهم وأصيب 127 عاملاً في عام 2020.
ودافع "أتالاي" عن جمعية (تضامن تقسيم) التي أُسست لمناهضة مشروع بناء مركز تجاري في حديقة (غيزي)، حيث تم اعتباره متهماً متورطاً في تلك الأحداث وحٌكم عليه بالسجن في جلسة المحاكمة التي عقدت في 25 من نيسان 2022 في محكمة إسطنبول للجنايات، لمدة 18 عامًا بتهمة "محاولة إسقاط حكومة جمهورية تركيا" حيث يقضي فترة محكوميته.
"عام واحد فترة طويلة"
ويقول "أتالاي" في مقابلة أجراها مع موقع (medyascope) التركي قبل شهر من موعد الانتخابات، إن فترة مكوثه في السجن لمدة عام هي فترة طويلة على الرغم من أنها قصيرة في الوقت نفسه، منتقداً الحكومة التركية في تعاطيها مع مسألة الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد، خاصة في هاتاي التي سيمثلها الآن في البرلمان.
ويشير "أتالاي" إلى أسباب ترشحه في الانتخابات البرلمانية لأنها تاريخية ومهمة، مستشهداً بمقولة مرشح تحالف الأمة (Millet İttifakı) وزعيم حزب الشعب الجمهوري (CHP) كمال كليتشدار أوغلو الذي أطلق وعوداً بالقول "ستتوج الجمهورية بالديمقراطية".
وأضاف: "خلقت المعارضة الاجتماعية تراكماً مهماً، وأجد أنه من المهم أن يتم التركيز على وجود هذا التراكم في المشهد السياسي الحكومي وعلى حقوق الأجيال القادمة وجهود تحقيق الديمقراطية".
ماذا عن دخوله البرلمان؟
تضاربت الآراء حول إمكانية استلام جان أتالاي منصبه في البرلمان التركي ممثلاً عن ولاية هاتاي التركية، إذا يتوجب عليه تقديم طلب إلى المحكمة لإطلاق سراحه واستلام منصبه الجديد، وفي حال رفض المحكمة طلبه في الإفراج عنه، لن يتمكن من أداء مهام عضو البرلمان بحسب صحيفة (Yeni Şafak) المقربة من العدالة والتنمية.
بينما يشير موقع (Son Dakika) أن أتالاي الذي حصل على 8.7% من الأصوات وفاز بمقعد في البرلمان، سيفرج عنه من سجن سيليفري وسيتمكن من القيام بواجبه في البرلمان.
وصباح أمس الأحد، انطلقت في عموم تركيا عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأدلى الأتراك بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في جميع أرجاء تركيا، من أجل انتخاب رئيسٍ للبلاد لمدة 5 سنوات، و600 نائب يشكلون البرلمان الـ28 في تاريخ الجمهورية التركية.
وأدلى 60 مليوناً و697 ألفاً و843 ناخباً بأصواتهم، بينهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخباً يصوتون لأول مرة، وفق بيان الهيئة العليا للانتخابات.