اشتكى سكان قرية الرّقمة الواقعة شمال شرقي مدينة الشيخ بدر في طرطوس، من تجاهل مطالبهم بضرورة نقل أو تأهيل مكب النفايات في المنطقة، والذي يهدد الإنسان والنباتات، بوصفه خطراً بيئياً يصل إلى حد "الكارثة".
وذكر سكان المنطقة، أن مكب النفايات يبعد عن المناطق السّكنية 500 متر، وعن الأراضي الزّراعية 10 أمتار فقط، وقد تسبب بعدة حرائق، وذلك بفعل الحرارة الشّديدة في فصل الصّيف وتفاعلات المواد في القمامة.
ووفقاً لما نقلت صحيفة "تشرين" المقربة من النظام، فقد خسر المزارعون إثر هذه الحرائق أشجار زيتون يعود تاريخ زراعتها لعام 1988، فضلاً عن تراجع المحصول بشكل كبير بسبب تلك الحرائق من جهة والتلوث الذي انتشر من جهة أخرى.
وقال المتضررون البالغ عددهم أكثر من 22 شخصاً، إنّ أحدهم خسر من جرّاء الحريق 70 شجرة وآخر 130 شجرة، بينما خسر آخرون كل أشجارهم من الزيتون، مشيرين إلى أنهم قدّموا العديد من الشّكاوى التي تطالب بنقل المكب وإزالته خارج الأراضي الزّراعية بعيداً عن القرية.
ما تعليق الجهات المسؤولة؟
ورداً على شكاوى المواطنين، قال رئيس بلديّة الرّقمة براء حسن، إنّ "موضوع المكبات العشوائية بشكل عام يحظى باهتمام المحافظة، والبلدية تحصل على إعانتين من قبل المحافظة كل عام لتعزيل وتسوية المكب ويتم حالياً وضع دراسة ورفعها للحصول على إعانة مالية من المحافظة بغية بناء سور حول المكب للتخفيف من الأضرار وحصرها في مكان محدد درءاً للحرائق".
وأضاف أن "الحل الجذري لهذه المشكلة هو إغلاق كل المكبات العشوائية لتلافي أخطارها، ولا يتم ذلك إلا بتوسيع معمل وادي الهدة لمعالجة النفايات وزيادة الطاقة الاستيعابية له".
من جهته، لفت مدير النفايات الصّلبة في طرطوس وسام عيسى إلى "وجود خطة تسعى لإغلاق كل المكبات العشوائية وهو ضمن أولويات إدارة النفايات الصلبة"، حسب وصفه.
وتكررت شكاوى المواطنين خلال الأشهر الماضية من تراجع واقع النظافة في جميع الوحدات الإدارية بمحافظة طرطوس الواقعة تحت سيطرة النظام السوري يوماً بعد يوم بشكل لم يسبق له مثيل، حيث تتراكم القمامة في الشوارع والأحياء لعدة أيام دون أن يتم ترحيلها إلى مكب وادي الهدة وغيره من المكبات.