تصاعدت حدة العنف ضد اللاجئين في جنوب قبرص اليونانية، واعتقلت الشرطة عدة أشخاص من المشاركين، بعد أن تحولت مظاهرة ضد اللاجئين في ليماسول، ثاني أكبر مدينة في الجزيرة، إلى أعمال شغب أسفرت عن إصابات.
وقالت الشرطة إنها اعتقلت 13 شخصاً بينهم منظم المظاهرة، وذلك بعد خروج مظاهرة احتجاجية ضد وجود اللاجئين مساء الجمعة، شارك فيها قرابة 500 شخص ملثمين، وارتدى معظمهم قمصانا وحملوا لافتات كتب عليها "اللاجئون غير مرحب بهم".
وسرعان ما تحولت المظاهرة إلى أعمال عنف تسببت بأضرار في الممتلكات، واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
تصاعد العنف ضد المهاجرين
وقالت الشرطة "إن المتظاهرين أحرقوا وكسرروا متاجر سوريين وألقوا حجارة وقنابل حارقة"، بينما ذكر شهود عيان بحسب ما نشرته وسائل الإعلام القبرصية أن بعض الأجانب تعرضوا لهجوم خلال المظاهرة.
ووفقاً للمعلومات، أصيب خمسة لاجئين معظمهم "سوريون" في أعمال الشغب التي اندلعت وتم نقلهم إلى المستشفى.
وتظهر لقطات من مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من القبارصة اليونانيين وهم يهتفون "اخرج، اخرج" خلال المظاهرة التي تحولت إلى مواجهة عندما التقوا مجموعة من السوريين.
وفي المقابل خرج عدد من القبارصة اليونانيين في مظاهرة تدعم المهاجرين وتندد بتنامي الفاشية والعنصرية، ورددوا هتافات قالوا فيها "لن تمر الفاشية.. لا في ليماسول ولا غيرها، دع الخوف ينكسر.. دع النور ينتصر".
وجاء الحادث بعد مرور أيام على اعتقال قرابة 20 شخصاً، خلال اشتباكات عنيفة بين القبارصة اليونانيين واللاجئين بالقرب من مدينة بافوس، حيث بدأت السلطات في إجلاء السوريين من مجمع سكني هناك.
وتعتبر قبرص اليونانية عضواً في الاتحاد الأوروبي، و"دولة خط المواجهة" على طريق المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.
ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي في الكتلة المكونة من 27 دولة، أكبر عدد من طالبي اللجوء بالنسبة لعدد السكان يوجد في قبرص اليونانية.
وقال المسؤولون الأسبوع الماضي إن المهاجرين واللاجئين يشكلون ما يقدر بنحو 6% من سكان الجزيرة، بينما يبلغ المتوسط في الاتحاد الأوروبي نحو 1%.
اجتماع طارئ
وعقد رئيس جنوب قبرص اليونانية، نيكوس خريستودوليدس، اجتماعا طارئا مع قائد الشرطة ووزيري العدل والداخلية لمناقشة الاضطرابات التي تصاعدت ضد اللاجئين، وهو الاجتماع الطارئ الثاني خلال أسبوع بعد جلسة عقدت الثلاثاء عقب أعمال العنف في بافوس.
وصرح خريستودوليدس "أشعر بالخجل من الأحداث التي تجاوزت مشكلة اللاجئين بالأعمال الاحتجاجية وتحولت إلى اعتداءات على الأبرياء، وسنعرف المهاجمين، حتى لو كانوا ملثمين، ولن نحاكمهم فقط، بل سنحصل على تعويضات للمهاجرين المتضررين".
وأضاف "ليس هناك الكثير مما يمكن قوله مع اللقطات المحرجة والمخزية التي رأيناها"، "هذا لا علاقة له بالتعامل مع الهجرة.
وأكد "لو كان [أولئك المتورطون في حوادث ليماسول] يحبون بلدنا أو يهتمون بها، لما اتخذوا مثل هذه الإجراءات التي تؤدي، قبل كل شيء، إلى تدهور بلدنا".
ووفقاً لصحيفة بوليتيس القبرصية اليونانية اليومية، فقد تم تسجيل 413 هجوما وحادثة عنصرية في المحكمة في السنوات الـ 16 الماضية، وما تزال 125 قضية تتعلق بهذه القضايا معلقة في المحاكم.
بينما انخفض عدد اللاجئين المتقدمين بطلبات اللجوء بنسبة 53 % في الأشهر الخمسة الماضية، بحسب مانشرته وزارة الداخلية.
في حين تقدم أكثر من 10600 شخص بطلب اللجوء في الفترة من آذار إلى تموز 2022، مقارنة بـ 4976 في الفترة نفسها من العام الجاري.
ومع ذلك، تفيد بيانات الشرطة بوجود زيادة في عدد المهاجرين واللاجئين الذين يصلون عن طريق البحر.
ويشكل السوريون ممن وصلوا في الأشهر الثلاثة الماضية، الغالبية العظمى بين أكثر من 500 شخص وصلوا إلى الشاطئ على متن 45 قارب صيد صغيراً أو قوارب مطاطية.