البث المباشر
تشهد أسواق السمك في الساحل السوري ظهور أسماك بأحجام كبيرة يصل وزن بعضها إلى 200 كيلوغرام، خاصةً سمك التونا أو كما يُطلق عليها الصيادون بـ"أم عين".
وبحسب موقع "أثر برس" المقرّب من النظام السوري، فإنّ هذه الأسماك بعد تشفيتها من قبل أصحاب المسامك وبيعها بالقطع، تفتح شهية الزبائن على شرائها، بسبب مذاقها الطيب وتعدد أساليب طهيها.
أسباب كثرة الأسماك العملاقة في الساحل السوري
نقل موقع "أثر" عن المحاضر في المعهد العالي للبحوث البحرية بجامعة تشرين والاختصاصي في إدارة المصائد السمكية الدكتور فراس الشاوي، أنّ "ظهور الأسماك خاصة التونا بأحجام كبيرة، ليست حالة غريبة أو جديدة، إنما ظاهرة سنوية تتجدّد في كل عام بمثل هذه الفترة من السنة التي تُهاجر فيها الأسماك".
وبيّن "الشاوي" أنّ "(البلميدا والتونا) أسماك مهاجرة وليست مستوطنة في المياه السورية، وهي تكثر في هذه الفترة فيها إلى جانب سمك السردين، بسبب الظروف المناخية المناسبة من حيث درجة حرارة المياه والظروف الجوية".
وأشار إلى أنها تأتي من المحيط الأطلسي باتجاه أقصى المتوسط لتعود مجدّداً بحسب درجة حرارة المياه المناسبة لها، مؤكّداً أنّ "ارتفاع درجة الحرارة لا يلائم جميع أنواع الأسماك، لذلك تبحث عن درجة حرارة متوسطة مناسبة".
وبحسب "الشاوي" فإنّه من الطبيعي أن يتم اصطياد أسماك تونا بأحجام كبيرة تتراوح بين 150 إلى 200 كيلوغرام في موسم الهجرة.
كيف تتم عملية اصطياد الأسماك الكبيرة؟
من جهته، شرح الصياد أبو رامز لـ موقع "أثر"، أنّ عملية اصطياد الأسماك الكبيرة الحجم تتم عن طريق "الشنكل" الذي يوضع فيه طعم مميّز كسمك السردين ورميها في البحر، وتتطلب مناورة وعملية شد وجذب بين الصياد والسمكة التي تحاول الإفلات".
وتابع: "هذه المناورة الشيقة تنتهي باصطياد السمكة التي تشكل رزقاً (محرزاً) للصياد، لأنّها تُباع بسعر جيد نظراً لحجمها وإقبال أصحاب المسامك على شرائها في المزاد".
أحد أصحاب المسامك، قال إنّه يشتري سمكة التونا العملاقة بوصفها أكثر الأنواع اصطياداً، وتكون بحجم يتراوح بين 70 و200 كيلوغرام، مشيراً إلى أنّه بعد تشفيتها يبيعها بشكل قطع، حيث يبلغ حجم القطعة الواحدة كيلوغراماً تقريباً، وبسعر 40 ألف ليرة سوريّة.
أسماك غريبة على الشواطئ السورية
يشار إلى أنّ الهيئة العامة للثروة السمكية رصدت، العام الفائت، حوتاً نافقاً سَحبه بعض الصياديين من المياه البحرية بالقرب من الشاطئ المهجور في بانياس بريف طرطوس.
وخلال الأعوام الماضية ظهرت على الشواطئ السورية، أنواع متعددة من الأسماك والكائنات البحرية، بعضها من الأنواع المحلية، ولكن وجودها نادر، وبعضها الآخر يُعتبر من الأسماك السامة، وأسماك أخرى مهاجرة من محيطات وبحار أخرى.
