ملخص:
- دعا بلينكن إسرائيل إلى استغلال "نجاحها" في تقويض قدرات حركة حماس ومقتل زعيمها يحيى السنوار لتحقيق حل استراتيجي مستدام للصراع.
- بلينكن أكد رفض الولايات المتحدة لأي إعادة احتلال لقطاع غزة من قبل إسرائيل، مشيرًا إلى أهمية إنهاء الحرب وإعادة الرهائن.
- شدد بلينكن على استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل، وادعى أن إسرائيل تتخذ خطوات لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين.
- ناقش بلينكن ونتنياهو التهديد الإيراني وضرورة التعاون لمواجهته، بالإضافة إلى مناقشة مستقبل قطاع غزة بعد الحرب.
- بلينكن أشار إلى فرصة كبيرة للتطبيع بين إسرائيل والسعودية، مؤكداً أن السعودية قد تكون في قلب التغيير الإقليمي رغم الظروف الحالية.
حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل اليوم الأربعاء على استغلال الفرصة الناتجة عن نجاحها في "تفكيك" قدرات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة ومقتل زعيم الحركة يحيى السنوار من أجل التوصل إلى حل طويل الأجل للصراع.
وقال للصحفيين وهو يستعد لمغادرة إسرائيل في الطريق إلى السعودية في إطار جولة بالمنطقة "منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر قبل عام، حققت إسرائيل معظم أهدافها الاستراتيجية في ما يتعلّق بغزة.. حان وقت تحويل هذه النجاحات إلى نجاح استراتيجي مستدام. يتبقى أمران هما إعادة الرهائن وإنهاءالحرب مع التفاهم بشأن ما سيلي ذلك". وفق وكالة رويترز.
وأضاف بلينكن معلقا على "خطة الجنرالات" التي تنفذها إسرائيل شمالي غزة قائلا "نرفض أي إعادة احتلال للقطاع".
وادعى أن إسرائيل تتخذ خطوات وإجراءات تضمن إيصال مساعدات إلى الفلسطينيين بالقطاع، مؤكدا مواصلة واشنطن دعمها لإسرائيل، مشددا على أن الولايات المتحدة تعمل على منع توسع الصراع في المنطقة.
وفي سياق متصل، قال بلينكن إنه يعمل على التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان يشمل تطبيقا فعالا للقرار 1701 يتراجع بموجبه حزب الله عن الحدود مع إسرائيل ويتولى الجيش اللبناني المسؤولية.
وتشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت حتى الآن أكثر من 143 ألف قتيل وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وبالتزامن مع تلك الحرب الدامية، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته وصعد المستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين بالضفة الغربية، بما فيها القدس؛ مما أدى إلى مقتل 760 منهم، وإصابة 6 آلاف و250، فضلا عن اعتقال 11 ألفا و400 آخرين.
"اليوم التالي" وإيران
كما بحث بلينكن ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التكاتف سويا لمواجهة "التهديد الإيراني"، إلى جانب خطط "شكل الحكم في قطاع غزة" في اليوم التالي لانتهاء العدوان.
يأتي الحديث عن هذه المناقشات في وقت تتمسك فيه إسرائيل، بدعم أميركي مطلق، بمواصلة الإبادة في غزة والمضي بخطط لاحتلال شماله، ومناطق أخرى بالقطاع.
وقال مكتب نتنياهو إن الأخير اجتمع في مكتبه بالقدس مع بلينكن بعد وقت قصير من وصول الأخير إلى إسرائيل، اليوم.
وأفاد المكتب عبر بيان، إن اجتماع نتنياهو وبلينكن دام لنحو ساعتين ونصف الساعة، وكان "وديا ومثمرا".
وعقب هذا الاجتماع الثنائي، عقد الجانبان الأميركي والإسرائيلي لقاء موسعا بمشاركة فرق العمل، ورئاسة نتنياهو وبلينكن.
ووفق البيان ذاته، "تم خلال اللقاء طرح مسألة التهديد الإيراني، وضرورة تكاتف البلدين لمواجهته".
كما "ناقش الجانبان مسألة إطار الحكم في غزة غداة انتهاء الحرب". وادعى نتنياهو أن "القضاء على زعيم حماس يحيى السنوار قد يكون له أثر إيجابي على عودة المختطفين، وتحقيق كافة أهداف الحرب، واليوم التالي للحرب".
وفي حين ترفض تل أبيب استمرار حكم "حماس" للقطاع أو سيطرة السلطة الفلسطينية عليه، تواصل في الآن ذاته خططا لتهجير سكان شمالي القطاع من سكانه، وحكمه عسكريا، عبر ما يُعرف بـ"خطة الجنرالات" التي تم الكشف عنها مؤخرا.
الشاباك يطرح صفقة لإنهاء الحرب
وفي وقت سابق الثلاثاء، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار طرح أمام المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، مساء الإثنين، الخطوط العريضة لمقترح جديد للتوصل إلى صفقة مع "حماس".
ووفق هيئة البث، يتضمن المقترح الإسرائيلي الجديد "وقفا لإطلاق النار في غزة بين 10 و14 يوما مقابل إطلاق سراح بعض المختطفين"، وذلك كمقدمة لصفقة أكبر.
يذكر أن تل أبيب تتمسك بمواصلة احتلالها لمحور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر، وهو ما يعرقل أي مفاوضات لوقف الحرب وتبادل الأسرى.
التطبيع مع السعودية
وأكد الوزير بلينكن الأربعاء أن على إسرائيل أن تغتنم "فرصة عظيمة" لتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول العربية.
وقال بلينكن للصحفيين في مطار بن غوريون قبل توجهه إلى السعودية "رغم كل ما حدث، لا تزال هناك فرصة عظيمة في هذه المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماما". ونوّه إلى أن "السعودية ستكون في قلب التغيير بما يشمل احتمال تطبيع العلاقات مع إسرائيل".