icon
التغطية الحية

بعضهم متهم بالفساد.. ما المناصب التي عينها بشار الأسد في قيادة "البعث" المركزية؟

2024.05.12 | 13:35 دمشق

بعضهم متهم بالفساد.. ما المناصب التي عينها بشار الأسد في قيادة "البعث" المركزية؟
بشار الأسد يترأس اجتماع القيادة المركزية الجديدة لحزب البعث ـ فيس بوك
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

جرت في دمشق بداية شهر أيار الجاري انتخابات حزب "البعث العربي الاشتراكي" التي نتج عنها تعيين قيادة مركزية للحزب من 14 عضوا، و"انتخاب" فروع لها في المحافظات من 80 عضو بعضهم متهم بقضايا فساد مع محافظ اللاذقية السابق والمسجون حالياً ابراهيم خضر السالم. 

وأفادت مصادر حزبية مطلعة بدمشق لموقع تلفزيون سوريا بأنَّ "النظام تقصد تغيير جميع أعضاء القيادة المركزية لإيهام السوريين ومن ضمنهم البعثيين بانتقال البعث لمرحلة جديدة في البلاد"، مؤكدة أنّ إطلاق اسم "لجنة مركزية" مستمد من تاريخ الحزب الذي قادت لجنته العسكرية انقلاب عام 1963. 

وأضافت المصادر، أنَّ أعضاء القيادة الجديدة كانوا مسؤولين سابقين لسنوات طويلة من دون أية إنجازات تذكر، كما هو الحال مع "عزت عربي كاتبي" الذي ترأس منظمة طلائع "البعث" لسنوات، وتساءلت المصادر: "اليوم تسلم كاتبي مكتب التربية والطلائع، فما الجديد الذي سيقدمه؟". 

وأكدت، على أنَّ رئيس النظام بشار الأسد اختار من يثق بهم والذين اختبرهم خلال سنوات الحرب، وتحديداً (صفوان أبو سعدى) الذي تنقل بين منصب المحافظ لثلاث محافظات (إدلب - طرطوس - ريف دمشق) إضافةً لدوره السابق ـ وربما اللاحق ـ في تهدئة الشارع المناهض للأسد في السويداء مسقط رأسه. وفق المصادر.

مناصب اختارها بشار الأسد في "انتخابات" البعث

ولفتت المصادر الحزبية، إلى أن عدد المرشحين لعضوية اللجنة المركزية بلغ 343 طلباً "نجح" منهم 80 عضواً، وعيّن الأسد 45 منهم، حيث اختار أعضاء القيادة المركزية وأعضاء لجنة الرقابة والتفتيش

واستنكرت المصادر ما أطلق عليه "عملية انتخاب أعضاء اللجنة المركزية"، موضحة أن "كل من نجح كان متفق على نجاحه بغض النظر عن نتيجة الاقتراع بين الأعضاء المرشحين"، وأشارت إلى نجاح "أيهم نجدت جريكوس" عن محافظة اللاذقية وهو المتهم بقضايا فساد وتزوير بالتعاون مع محافظ اللاذقية السابق إبراهيم خضر السالم، وفشل مرشحين آخرين في الوصول رغم حصولهم على نسبة أصوات كبيرة. 

في المقابل، قللت المصادر الحزبية التي تحدثت لموقع تلفزيون سوريا من ارتباط التغييرات الشكلية التي أحدثها الأسد بالانفتاح العربي على النظام السوري بدليل مهاجمته للمعارضة السورية، وهو ما يؤشر إلى عدم رغبة النظام في تقديم أية تنازلات حقيقية للمضي قدماً في عملية الانتقال السياسي في البلاد. 

وإزاء ما قيل عن ارتباط الأمين العام المساعد بعلاقات مع إيران، وأنه تعيينه بهذا المنصب جاء لتعويض إيران عن جزء من خسارتها في التعيينات الأمنية الأخيرة التي قام بها النظام، أوضحت المصادر أن دور الأمين العام المساعد وفق البنية التنظيمية للحزب لا يسمح له بلعب أي دور خارجي. 

وتابعت، أنّ ابراهيم حداد ليس من خلفية سياسية ولن يكون له دور في رسم السياسة الخارجية، إنما سينحصر دوره ضمن مؤسسة البعث التي يحاول النظام تطويرها وتخليصها من الفساد والترهل الذي تعاني منه، وهذا ما دفعه لتشكيل لجنة الرقابة والتفتيش، وفقاً للمصادر. 

وفي السياق ذاته، اعتبر د.جامعي يدرّس في جامعة دمشق، (طلب عدم ذكر اسمه) أنّ الحزب لن يشهد أي تغيير تنظيمي أو فكري في مبادئه وأهدافه ورؤيته بدليل إبعاد منظر الحزب مهدي دخل عن المشهد، والذي كان قد بدأ بالحديث عن إحداث تغييرات هيكلية وتنظيمية في بنية الحزب عبر مقالاته في جريدة "البعث"الرسمية. 

وأضاف المدرس الجامعي، أنّ الحزب فشل إيديولوجياً وترهل تنظيمياً، وأنّ الحديث عن فصل الحزب عن السلطة بمثابة الدعاية الإعلامية، متوقعاً أن جل ما يمكن أن يحدث في هذا الفصل نقل مقرات "البعث" خارج مؤسسات الدولة لا أكثر. 

وبيّن في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أن حزب البعث غير قادر على إحداث التغيير الحقيقي بدليل قناعة أمينه العام بانتصاراته ونجاحاته على مدار العقود الماضية والتي تغنى الأسد بها في خطابه بدلاً من نقدها والاعتراف بالفشل ولو في جزئية واحدة من تاريخ البلاد الذي حكمه البعث منذ عام 1963. 

عدا عن ذلك، فإنّ الأسد يبحث عن أدوات وآليات جديدة تُعيد للحزب قواعده الشعبية التي انشقت عنه بعد عام 2011، وذلك بهدف إعادة تشكيل المجتمع السوري وفق منظوره البعثي، كما قال المدرس بجامعة دمشق لموقع تلفزيون سوريا. 

كما حافظ "البعث" في لجنته المركزية على تعيين شخص من خلفية عسكرية في القيادة المركزية وهو اللواء ياسر شاهين والذي لم يَدرج الأسد اسمه في قائمة الـ 45 الذي عينهم، وكذلك لم يكن ضمن الـ 80 عضوا المنتخبين، وفقاً للمصادر، وبعد التدقيق في القوائم التي نشرتها صفحة حزب البعث العربي الاشتراكي - القيادة القطرية على موقع فيس بوك، لم يرد اسمه أيضا. 

يشار إلى أنه في العام 2018، تم إلغاء القيادة القومية للحزب وتغيير اسم القيادة القطرية إلى القيادة المركزية. وفي عام 2024، ركز بشار الأسد في حديثه أمام مؤتمر الحزب على إعادة تموضع الحزب وإعادة صياغة فكره وهيكله التنظيمي.

ونتج عن المؤتمر الذي عقد بتاريخ 4 أيار الجاري، انتخاب أعضاء القيادة المركزية، وهم: عزت عربي كاتبي، وصفوان أبو سعدى، ومحمود زنبوعة، وإبراهيم الحديد، وفاضل نجار، وأيمن الدقاق، وطه خليفة، وسمير خضر، وفاضل وردة، وياسر شاهين، وجمانة النوري، وحموده الصباغ، وحسين عرنوس، وعلي محمود عباس. 

كما عُيِّن هيثم سطايحي في منصب أمين سر اللجنة المركزية للحزب، وكذلك عُيِّن أعضاء لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية، وهم: عبد الرزاق الجاسم، وراما عزيز، وعبد الأحد سفر، وثريا مسلمانية، ومازن تفاحة.