icon
التغطية الحية

بعدما كشفه "تلفزيون سوريا".. الصحافة الإسرائيلية تنشر تفاصيل "إنزال جوي" بمصياف

2024.09.12 | 16:05 دمشق

44
حفرة أحدثها القصف الإسرائيلي خلال الهجوم على مركز البحوث في مصياف بريف حماة (رويترز)، صورة تعبيرية للصحف الإسرائيلية (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • الإعلام الإسرائيلي ينشر تفاصيل عن عملية إنزال جوي نفذها الجيش الإسرائيلي في محيط مصياف بسوريا، بما يعكس نوعاً من التبني غير المباشر للعملية، التي كشف تفاصيلها "تلفزيون سوريا".
  • العملية استهدفت مركز البحوث العلمية في مصياف، الذي يستخدم لإنتاج الأسلحة بدعم من إيران، وشملت اشتباكات وإنزالاً جوياً.
  • تقارير الصحف الإسرائيلية تشير إلى أسر شخصيات إيرانية وصادرت القوات الإسرائيلية وثائق ومعدات من الموقع المستهدف.
  • الهجوم أسفر عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 36، ووصفت العملية بأنها الأقوى خلال الأشهر الأخيرة.
  • المروحيات الإسرائيلية وفرت غطاءً جويًا للهجوم واستخدمت الطائرات من دون طيار لتدمير مواقع النظام السوري.

نشرت معظم وسائل الإعلام والصحف ومراكز الأبحاث الإسرائيلية الرسمية والرئيسية، اليوم الخميس، تفاصيل عملية الإنزال الجوي التي نفذها الجيش الإسرائيلي في محيط مدينة مصياف السورية، وذلك بعد يوم من كشف "تلفزيون سوريا" لتفاصيل العملية من مصادره الخاصة.

ووفقاً لسياسة "الغموض" الإسرائيلية التي تتجنب التبني العلني والمباشر للعمليات العسكرية وخاصة الخارجية، يعد مجرد نشر الصحافة الرسمية تفاصيل عن عمليات نوعية نوعا من التبني.

وجرت العادة، في جميع الضربات الإسرائيلية داخل سوريا، أن تنقل وسائل الإعلام في تل أبيب أخبار هذه الهجمات بإدراج عبارة "الهجوم المنسوب لإسرائيل في سوريا"، وذلك للتنصل في ظل عدم وجود بيان رسمي من الجيش أو الحكومة.

وتخضع الصحافة الإسرائيلية لرقابة عسكرية تحظر نشر معلومات تتعلق بالأمن القومي.

ونقلت معظم وسائل الإعلام في إسرائيل عن "تلفزيون سوريا" تفاصيل عملية خاصة نفذها الجيش الإسرائيلي في مركز البحوث العلمية بالقرب من مدينة مصياف بريف حماة، شملت إنزالاً جوياً واشتباكات وأسر إيرانيين.

وكانت إسرائيل قد استهدفت، ليل الأحد الإثنين، مواقع عسكرية للنظام السوري وميليشيات إيران في حماة وعلى الساحل السوري، في هجومٍ يعدّ الأقوى خلال الأشهر الفائتة، أسفر عن 16 قتيلاً و36 جريحاً، وفق وسائل إعلام النظام.

الإعلام الإسرائيلي: عملية كوماندوز معقدة في سوريا

عنونت معظم وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية تغطياتها الإخبارية، اليوم، بأخبار عن "العملية النوعية" للجيش الإسرائيلي في سوريا.

وكان في مقدمة وسائل الإعلام الإسرائيلية التي نشرت تفاصيل العملية، هيئة البث الرسمية (التلفزيون الإسرائيلي الرسمي كان 11)، وصحيفة "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" و "معاريف" و"يسرائيل هايوم" وموقع "واللا" والقنوات الخاصة 14 و13.

عنوَنَ التلفزيون الإسرائيلي الرسمي الخبر بـ"إسرائيل تنفذ عملية كوماندوز معقدة في مصياف السورية".

وقال التلفزيون الإسرائيلي، نقلاً عن "تلفزيون سوريا"، إن الهجوم المكثف المنسوب لإسرائيل في الأيام الأخيرة على منطقة مصياف السورية تزامن مع عملية خاصة للكوماندوز الإسرائيلي نفذت إنزالاً جوياً واشتباكات مسلحة، وأسفر عن أسر أشخاص من الموقع.

بدوره، كتب رئيس معهد دراسات الأمن القومي " INSS"، تامير هايمان، عن العملية في سوريا، "بناء على تقارير أجنبية، نفذت إسرائيل عملية كوماندوز معقدة في مصياف تظهر القدرة على الوصول إلى منشأة تحت الأرض بعيدة عن إسرائيل وتدميرها".

وأضاف هايمان متفاخراً، وهو جنرال احتياط ويرأس أهم مركز أبحاث استراتيجي في إسرائيل، على حسابه عبر منصة "إكس"، أن الطائرات الإسرائيلية وصلت إلى المنشآت الموجودة تحت الأرض، مثل تلك التي يُفترض أنها محمية من الهجوم الجوي، وتعتبرها إيران غير قابلة للاختراق.

وأشار التلفزيون الإسرائيلي في تقريره إلى أن الطائرات الإسرائيلية حلقت فوق المنطقة التي تعرضت للهجوم وأنزلت القوات باستخدام الحبال، كما استخدمت طائرات من دون طيار في الهجوم.

"معاريف": اختراق قدس الأقداس الإيرانية

كتبت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، المقربة من مؤسسة الجيش، في عنوانها الرئيسي "ما لم يُذكر عن الهجوم غير المعتاد في سوريا: أن إسرائيل اخترقت قدس الأقداس الإيرانية"، في إشارة إلى أهمية مركز الأبحاث للإيرانيين.

في حين، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأكثر انتشاراً في إسرائيل على موقعها الإلكتروني "Ynet"، إن قوات إسرائيلية خاصة تسللت إلى سوريا ونفذت عملية إنزال جوي، قبل يومين، وأسرت شخصيتين إيرانيتين بعد عمليات اشتباك مع جنود.

وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن القوات الإسرائيلية صادرت ملفات ووثائق ومعدات من مركز البحوث العملية، المعروف باسم "CERS"، الذي يشغله عناصر من الحرس الثوري الإيراني.

وأشارت إلى أن العملية الخاصة أسفرت عن تدمير المبنى بالألغام.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الطائرات الإسرائيلية لم تهبط على الأرض وكانت مهمتها توفير غطاء جوي في المنطقة لإتمام عملية الإنزال.

مصادر إقليمية

بدورها، صحيفة "هآرتس"، المحسوبة على تيار اليسار الإسرائيلي وذات التوجه الليبرالي، نقلت عن باحثة في شؤون الشرق الأوسط تفاصيل العملية.

وقالت الصحيفة إن الباحثة اليونانية إيفا كولوريوتي، المختصة بقضايا الأمنية بالمنطقة، حصلت على معلومات عن "العملية المنسوبة لإسرائيل" من مصادر أمنية مفادها أن العملية الخاصة استمرت نحو ساعة، اقتحمت خلالها القوات الإسرائيلية منشأة عسكرية خاصة للحرس الثوري غربي سوريا تحت غطاء جوي من المروحيات القتالية والطائرات المسيرة.

وأضافت الصحيفة، أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت الموقع وصادرت منه معدات ووثائق ومن ثم دمرت المكان وغادرت تحت إسناد جوي من الطائرات المقاتلة.

والموقع المستهدف هو منشأة عسكرية تقع بالقرب من مدينة مصياف غربي سوريا، تعمل فيها القوات مشتركة بين إيران وسوريا وتستخدم لإنتاج وتطوير الصواريخ الدقيقة والطائرات من دون طيار وغيرها من الأسلحة، وتوفر الدعم اللوجستي لحزب الله اللبناني.

ووفقاً للصحفية فهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف بها إسرائيل مركز البحوث العلمية في مصياف.

وتأتي المعلومات التي نشرتها الباحثة اليونانية، على حسابها عبر منصة "إكس"، بعد يوم من كشف "تلفزيون سوريا" أن الهجوم الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الأحد تضمن عملية إنزال جوي واختطاف شخصيتين إيرانيتين.

تلفزيون سوريا يكشف تفاصيل صادمة عن هجوم مصياف

كشف "تلفزيون سوريا" بناء على معلومات حصرية حصل عليها من مصادر خاصة، أمس الأربعاء، عن تفاصيل جديدة وصادمة حول الضربة الإسرائيلية الأخيرة على مدينة مصياف غربي حماة، شملت إنزالاً جويّاً واشتباكات وقتلى وأسرى.

وأكدت المصادر أن الضربة الإسرائيلية، ليل الأحد-الإثنين الفائت، التي استهدفت مركز أبحاث عسكرياً رئيسياً يُستخدم في إنتاج الأسلحة الكيميائية، لم تقتصر على غارات جوية، بل تزامنت مع إنزال جوي واشتباكات عنيفة وأسر إيرانيين.

وأوضحت أنّ مروحيات إسرائيلية حامت في سماء المنطقة المٌستهدفة، ولم تهبط على الأرض، حيث جرى الإنزال باستخدام الحبال، بالتزامن مع تدمير المسيّرات الإسرائيلية لجميع سيارات مفرزة أمن النظام هناك، وقطع جميع الطرق المؤدية إلى مكان عملية الإنزال.

ووفق المصادر، تخلّلت العملية اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ثلاثة سوريين وإصابة آخرين بينهم مدنيون، كما تمكّن فريق الإنزال الإسرائيلي من أسر شخصين إيرانيين.

وأشارت المصادر إلى أنّ أجهزة النظام الأمنية أعاقت وصول فرق الإنقاذ إلى المنطقة المُستهدفة، حيث نُقل القتلى والمصابون العسكريون إلى جهةٍ مجهولة، ولم يُعرف مصيرهم حتّى الآن، في حين نُقل المصابون المدنيون إلى مستشفى مصياف.

وبحسب المصادر فإنّها ترجّح أن يكون النظام أو أطراف من قبله هي مَن سهّلت عملية الضربة والإنزال الإسرائيلي بشكل كامل، مؤكّدةً استهداف مركز اتصالات روسي على "جبل المشهد العالي" (قاسيون مصياف)، وأنّ الضربة أصابت خبير رادارات روسي كان في المركز.

كاميرا فريق تلفزيون سوريا تمكّنت من رصد الدمار والأضرار التي لحقت بالمنطقة المُستهدفة، بعد وصولها إلى بداية الطريق الجبلي المتضرر.

وبحسب شاهد العيان الصحفي ويليام العلي، من أبناء منطقة مصياف، فإنّ أهالي مصياف استيقظوا على أصوات انفجارات ضخمة هزّت المدينة والمناطق المجاورة، ليتبيّن أنّه هجوم نُفّذ باستخدام صواريخ استهدفت مواقع محدّدة بدقة عالية، منها مناطق عسكرية ومراكز أبحاث، والتي تتمركز فيها قوات إيرانية وأخرى تابعة للنظام السوري، مشيراً إلى أنّ القوة التدميرية لهذه الضربات كانت غير مسبوقة.

المواقع المستهدفة

قال شاهد العيان ويليام العلي، خلال مشاركته في برنامج "سوريا اليوم" على "تلفزيون سوريا"، مساء الأربعاء، إنّ المواقع التي ضربتها إسرائيل مألوفة لسكّان المنطقة، حيث استُهدفت عدة مرات في السابق، لكن الجديد في هذا الهجوم هو قوته ودقّته العالية، حيث تضمّنت الضربات مركز الأبحاث في منطقة "الزاويّة"، إضافة إلى استهداف مواقع قرب "وادي العيون" وهي مناطق جبلية معروفة بانتشار عسكري وأمني مكثّف.

وأكّد الشاهد أن إحدى النقاط المستهدفة على الطريق بين مصياف ووادي العيون "مُسحت بالكامل" نتيجة للضربة، وأنّ الانفجارات كانت قوية إلى درجة قطعت الطرق لساعتين تقريباً، ما أجبر قوات النظام على الانتقال سيراً على الأقدام إلى الموقع.

وتطرّق ويليام العلي إلى استهداف مركز البحوث العلمية في مصياف، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يُضرب فيها المركز، الذي يُعرف بوجود إيرانيين داخله، وهي محاطة بإجراءات أمنية صارمة، حيث يمنع التصوير والاقتراب منها، مرجِّحاً وجود تعاون أو تسريبات داخلية ساعدت في تحديد إحداثيات الضربة بهذه الدقة العالية.

وكشف الشاهد في تطور آخر للأحداث، أن المروحيات الإسرائيلية دخلت المنطقة بعد الضربات الجوية، ونفّذت عملية برية سريعة جرى فيها إطلاق نار بشكل عشوائي على الناجين من الضربة، في حين أكّدت مصادر أنّ الجنود الإسرائيليين أسروا بين اثنين إلى أربعة ضباط إيرانيين، رغم أن العدد الدقيق ما يزال غير مؤكد، بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بالضربة.

وفي أعقاب ضربة مصياف "شُكّلت لجنة تحقيق رفيعة المستوى تضم قيادات من الدفاع الجوي والاستطلاع والحرب الإلكترونية التابعة للنظام السوري، وذلك لتقييم مجريات العملية والتحقيق في الظروف المحيطة بها"، وفقاً للمصادر.