رفض ضباط متقاعدون ومستقيلون من الطائفة الدرزية، تلبية استدعاءات من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري للتحقيق معهم في فرع فلسطين في دمشق، على خلفية مشاركتهم في الحراك ضد النظام السوري بالسويداء مؤخراً.
وأفاد موقع "الجزيرة نت" بأن ضباطاً دروزاً تلقوا من قبل ضابط في فرع المخابرات العسكرية بالسويداء، مذكرات استدعاء شفهية، تُفيد بضرورة مراجعة فرع فلسطين بالعاصمة السورية دمشق بهدف التحقيق معهم.
ونقل الموقع عن أحد الضباط الدروز المشاركين بحراك السويداء، أن اختيار النظام فرع فلسطين فقط للتحقيق معهم، هو لإجبارهم على المجيء إلى دمشق، حيث لا توجد فروع تابعة لهذا الفرع في المحافظات.
وقال المقدم المستقيل من جيش النظام السوري طارق الشوفي -وهو أحد الضباط الخمسة المطلوبين للتحقيق- إنهم "يمثّلون مجموعة من الضباط المتقاعدين والمستقيلين"، الذين شاركوا وكانوا جزءًا من الحراك المطالب بالحقوق العامة من الحرية والكرامة وبناء الدولة الديمقراطية، وتنفيذ القرار الأممي 2254، وعدم التفرد بالسلطة من النظام الحاكم.
وأضاف الشوفي لـ"الجزيرة نت" أن "أجهزة النظام الأمنية أخذت تضيّق علينا الخناق، ثم تم استدعاؤنا مؤخرا لمراجعة فرع فلسطين في العاصمة دمشق، من أجل إجراء تحقيق معنا".
كما اعتبر العميد المتقاعد زياد العبد الله -وهو أحد الضباط المطلوبين أيضاً" أن مذكرة الاستدعاء الموجّهة إليهم تمنعهم من مغادرة السويداء، ومن ثم مغادرة البلاد، كما تحول دون إكمال أي معاملات قانونية تستلزم مراجعة الدوائر الرسمية في الدولة.
وأكد العبدالله أن لا أحد من الضباط المطلوبين قد راجع فرع فلسطين، وأنهم أجمعوا على الامتناع عن القيام بذلك، وفقاً لما ذكره الموقع.
وأشار الضباط ذاتهم إلى أن "رابطة المحاربين القدماء" -التي تشرف عليها وزارة الدفاع- هي وعاء تنظيمي ينتسبون إليه فقط، لكنه لا يمثلهم ولا يدافع عنهم، ورأوا أنه أحد أذرع السلطة الأمنية داخل المجتمع، أسوة باتحاد العمال والفلاحين، وباقي المنظمات المهنية والنقابية في سوريا.
البحث عن حل يحول دون تلبية الاستدعاء
ووفقاً لما ذكره الموقع، فقد طلب الضباط الخمسة مشورة الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الموحدين "الدروز" ، خلال زيارته في مضافته يوم الجمعة الماضية، والذي بدوره أكد على عدم مراجعتهم لفرع فلسطين، موصياً إياهم بإصدار بيان يوضحون فيه ما حدث.
الأمر ذاته الذي أكد عليه شيخ عقل الموحدين الدروز"حمود الحناوي" ، بقوله للضباط إن النظام لم يتعلّم من أخطائه خلال فترة حكمه للبلاد، وإن "المسؤولين السوريين هم المعنيون بالتعلّم من أخطائهم في إدارة الشأن العام قبل غيرهم، لأجل منع تكرارها".
وأضاف "نحن الدروز لم نكن سببا في الأزمة التي تعيشها البلاد، ولا نرضى أن يظل هذا المنطق الأعوج في إدارة الشأن الأمني كما هو، دون أي مراجعة أو تغيير، إذ من غير المعقول أن تبقى الجهات الأمنية تطلب من كل من يفتح فمه بالانتقاد أو الاحتجاج أن يراجعها، والناس حينما ثارت مؤخرا إنما فعلت ذلك نتيجة لبقاء تلك الممارسات الأمنية المتشددة ضدها، وليس كل الاحتجاج من أجل تلبية المطالب المعيشية"، بحسب ما ذكره موقع "الجزيرة نت".
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه أهالي السويداء احتجاجاتهم ضد النظام السوري، مؤكدين على مطالبهم بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم "2254".