البث المباشر
- تشهد ألمانيا زيادة كبيرة في طلبات اللجوء للمواطنين الأتراك.
- طلبات لجوء الأتراك تشهد انخفاضاً في نسب القبول.
- يوجد نقاش حول أسباب هذه الزيادة وانخفاض نسبة القبول.
- تعمل الحكومة الألمانية على تعزيز التعاون مع تركيا في مجال الترحيلات.
ارتفع عدد الأتراك الذين تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا العام الماضي بنسبة 155.6 بالمئة مقارنة بالعام السابق، ما دفع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المعارض إلى طرح أسئلة تفصيلية حول هذه الزيادة على الحكومة.
وأصبح المواطنون الأتراك في صيف العام الماضي ثاني أكبر مجموعة من طالبي اللجوء في ألمانيا، بعد السوريين وتجاوزوا الأفغان، حيث لفت الارتفاع القياسي في طلبات اللجوء من تركيا، التي هي عضو في الناتو ومرشحة للاتحاد الأوروبي، الانتباه في ألمانيا وأصبح موضوعاً شائعاً في النقاشات.
وقدمت كتلة حزب الاتحاد المسيحي، المكونة من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، طلبًا استجوابيًا مفصلاً إلى الحكومة حول هذا الموضوع.
ويشير حزب الاتحاد المسيحي في الاستجواب إلى أن عدد طلبات اللجوء من المواطنين الأتراك شهد ارتفاعاً قياسياً بنسبة 155.6 بالمئة في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، بينما انخفضت نسبة قبول هذه الطلبات إلى 13 بالمئة، إذ يعتبر الحزب هذا الفارق المتزايد بين العددين "تطوراً مقلقاً".
وبحسب حزب الاتحاد المسيحي، فإن الارتفاع السريع في طلبات اللجوء يمكن أن يقدم دلائل حول الأوضاع السياسية والاقتصادية في تركيا، لكن انخفاض نسبة القبول يُفسر على أنه "استخدام غير ملائم لحق اللجوء"، ويشير أيضاً إلى أن أسباب طلب اللجوء من قبل المواطنين الأتراك غير مقنعة أو غير مدعومة بأدلة كافية، مما يؤدي إلى رفض طلباتهم.
وربط خبير قانون الهجرة دوندار كيل أوغلو في تصريح له إلى (DW) التركية، ارتفاع طلبات اللجوء من تركيا وانخفاض القبول بها بتغيير في موقف السلطات الألمانية: "غيرت دائرة الهجرة واللاجئين الألمانية تقييمها لتركيا. في السابق، كان الأشخاص الذين يتعرضون للملاحقة بسبب آرائهم السياسية أو الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال يحصلون على القبول. الآن، يُمنح حق البقاء فقط لأولئك الذين تم تأكيد أحكامهم الجنائية".
نسب قبول الأتراك 13 بالمئة والأكراد 4 بالمئة
سأل حزب الاتحاد المسيحي في طلب الاستجواب عن عدد المواطنين الأتراك الذين تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا خلال السنوات الثلاث الماضية، ووفقًا لرد وزارة الداخلية الألمانية نيابة عن الحكومة، في عام 2021 تقدم 7 آلاف و67 شخصاً، وفي عام 2022 تقدم 23 ألفاً و938 شخصاً، وفي عام 2023 تقدم 61 ألفاً و181 شخصاً بطلبات لجوء من تركيا.
بينما ارتفع عدد الطلبات بشكل كبير، انخفضت نسب القبول، حيث إنه في عام 2021 حصل 40.5 بالمئة من المواطنين الأتراك على ردود إيجابية، وانخفضت هذه النسبة إلى 28.2 بالمئة في العام التالي، وإلى 13.1 بالمئة في عام 2023.
وتساءل حزب الاتحاد المسيحي أيضاً عن عدد الأتراك والأكراد الذين تقدموا بطلبات لجوء ونسب القبول بينهم.، ففي عام 2021 أعلن ألفان و885 شخصاً من مواطني الجمهورية التركية أنهم أتراك خلال تقديم طلبات اللجوء، وفي عام 2022 كان العدد 3 آلاف و820، وفي عام 2023 كان 8 آلاف و391، وكانت نسب القبول بينهم على التوالي 78.7 بالمئة، و74.7 بالمئة، و55.2 بالمئة من عام 2021 إلى 2023.
وشهد أعداد الأشخاص الذين عرفوا عن نفسهم بأنهم أكراد زيادة كبيرة من بين المواطنين الأتراك الذين تقدموا بطلبات لجوء، وعلى الرغم من ارتفاع أعدادهم بشكل كبير، انخفضت نسب القبول بينهم.
وفي عام 2021، من بين 7 آلاف و67 تركياً تقدموا بطلبات لجوء في ألمانيا، أعلن 3 آلاف و878 منهم أنهم أكراد، وكانت نسبة القبول بينهم 11.1 بالمئة في ذلك العام.
وبعد عام، تقدم 23 ألفاً و938 مواطناً تركياً بطلبات لجوء في ألمانيا، وأعلن 19 ألفاً و500 شخصاً منهم أنهم أكراد، وانخفضت نسبة القبول بين الأكراد إلى 7.4 بالمئة في ذلك العام.
وفي العام الماضي، تقدم 61 ألفاً و181 شخصاً من تركيا بطلبات لجوء في ألمانيا، وأعلن 51 ألفاً و407 شخصاً منهم أنهم أكراد، وقبل 4.3 بالمئة فقط من طلباتهم.
وشكل الأكراد 84 بالمئة من جميع طلبات اللجوء المقدمة في ألمانيا خلال عام 2023، وانخفضت نسبة القبول بينهم إلى مستوى قياسي بنسبة 4.3 بالمئة.
يعيش 1.5 مليون مواطن تركي في ألمانيا
تضمن الاستجواب سؤالًا عن عدد المواطنين الأتراك المقيمين في ألمانيا، حيث أظهرت بيانات دائرة تسجيل الأجانب الألمانية، أن عدد المواطنين الأتراك في ألمانيا بلغ مليوناً و548 ألفاً و94 مواطناً تركيا حتى 31 من كانون الأول 2023، من بينهم 6 آلاف و697 شخصاً يحملون جواز سفر دولة أخرى إلى جانب جنسيتهم التركية، وهذه الإحصائية لا تشمل الأتراك الحاصلين على الجنسية الألمانية.
وبحسب بيانات دائرة تسجيل الأجانب الألمانية، جاء بين عامي 2021 و2023، ما مجموعه 20 ألفاً و441 مواطناً تركياً إلى ألمانيا وحصلوا على إقامة للدراسة أو العمل، حيث شكل الطلاب أكبر مجموعة بين المقيمين، بعدد 6 آلاف و774 طالباً، يليهم مجموعة حاملي البطاقة الزرقاء، الذين يعملون في المجالات التي تعاني نقصاً في القوى العاملة المؤهلة، بإجمالي 5 آلاف و393 شخصاً، وجاء بعدهم ألف و658 شخصاً من الخريجين المؤهلين، يليهم مجموعة من 928 شخصاً حصلوا على تدريب مهني مؤهل.
وحصل 825 شخصاً على تصريح إقامة لحضور دورات اللغة الألمانية، و129 شخصاً لتأسيس أعمالهم الخاصة.
وأشار الاستجواب إلى بيانات مثيرة للاهتمام أخرى، مثل منح تصاريح إقامة لـ52 شخصاً للعمل في مجال النقل البحري، و35 شخصاً للعمل في مجال النقل البري، الذي يعاني نقصاً في السائقين، كما قدم نحو 28 ألفاً و830 شخصاً إلى ألمانيا خلال السنوات الثلاث الماضية من خلال لم الشمل العائلي.
كيف وصل طالبو اللجوء إلى ألمانيا؟
أجابت الحكومة الألمانية عن سؤال حول الطريق الذي سلكه طالبو اللجوء للوصول إلى البلاد بأن "معظمهم وصلوا عبر دول غرب البلقان" حيث أشير إلى أن الأتراك وصلوا إلى البلقان بالطائرة.
وهناك ادعاءات في ألمانيا تفيد بأن اتفاقية السفر من دون تأشيرة مع تركيا تُستغل من قبل المهربين، ومن بين الأنباء الواردة أن الأشخاص الذين يصلون من دون تأشيرة إلى دول البلقان، يجري نقلهم عادةً إلى ألمانيا عبر البر من صربيا.
وسأل حزب الاتحاد المسيحي في استجوابهم عن عدد الأشخاص الذين دخلوا ألمانيا بتأشيرة شنغن وتقدموا بعد ذلك بطلبات لجوء، حيث أجابت الحكومة بأن العدد بلغ ألفاً و844 شخصاً في الفترة من كانون الثاني إلى أيلول 2023.
الأتراك القادمون إلى ألمانيا بعد الزلزال
وسأل حزب الاتحاد المسيحي أيضاً عن عدد المواطنين الأتراك الذين حصلوا على حماية مؤقتة في ألمانيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا، حيث كان العدد ألفاً و393 مواطناً تركياً.
وتطرق الاستجواب إلى عدد أفراد الأسر المباشرين وغيرهم الذين حصلوا على تأشيرات ألمانية مؤقتة بعد الزلزال في الفترة من شباط إلى آب 2023، إذ قالت الحكومة إن عدد المواطنين الأتراك الذين جاؤوا إلى ألمانيا بتأشيرات مرتبطة بالزلزال بلغ 10 آلاف و74 مواطناً تركيا، وانتهت فترة منح هذه التأشيرات في 6 من آب، في غياب الإحصائيات التي تظهر عدد العائدين منهم.
وأشار حزب الاتحاد المسيحي في طلب الاستجواب إلى تقدم الفريق العامل المسؤول عن الترحيلات إلى تركيا، الذي شُكل خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى ألمانيا في تشرين الثاني 2023.
وأفادت الحكومة الألمانية أن هذه المسألة تدار بتنسيق من وزارة الداخلية الألمانية، ويضم الفريق الألماني ممثلين من الولايات المسؤولة عن توزيع وترحيل اللاجئين، بالإضافة إلى ممثلين فيدراليين. وأكدت الحكومة أن الفريق العامل الألماني التركي المشترك يجتمع بانتظام ويعمل على تعزيز التعاون في مجال الترحيلات إلى تركيا.
ووفقاً لبيانات الحكومة الفيدرالية، بلغ عدد المواطنين الأتراك الذين يتعين عليهم مغادرة ألمانيا 13 ألفاً و523 حتى 31 من كانون الأول 2013، وكان عدد المواطنين الأتراك المرحلين بين عامي 2021 و2023 إجمالاً ألفاً و744 مواطناً.
