icon
التغطية الحية

براء القاطرجي.. نهاية مفاجئة لـ"أمير حرب" مقرب من النظام السوري في غارة جوية

2024.07.15 | 18:57 دمشق

سبسب
محمد براء القاطرجي (فيس بوك)
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا بأن براء القاطرجي، أحد أمراء الحرب المقربين من النظام السوري، قُتل في غارة جوية على الحدود السورية اللبنانية.

وذكرت المصادر اليوم الاثنين أن القاطرجي قُتل مع مرافقيه في السيارة التي كانت تقلهم، بعد أن استهدفها صاروخ يُرجح أنه إسرائيلي.

من هو محمد براء القاطرجي؟

أدرجته واشنطن على لائحة العقوبات في أيلول سبتمبر 2018 بتهمة الدخول بوساطة في صفقات نفط مشبوهة بين النظام السوري وتنظيم "الدولة "، مستغلاً شركته "أرفادا البترولية" التي أسسها عام 2018.

واتهمت وزارة الخزانة الأميركية القاطرجي بتسهيل تجارة الوقود بين النظام السوري وتنظيم "داعش"، وتوفير المنتجات النفطية للمناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم. ويشغل براء القاطرجي منصب الرئيس التنفيذي لشركة القاطرجي. وبحسب الوزارة يتمتع القاطرجي بعلاقات قوية مع العديد من المسؤولين داخل النظام السوري، ولديه عدة عقود مع وزارة النفط ووزارة التجارة التابعة للنظام. كما يتحمل مسؤولية الأنشطة الاستيرادية والتصديرية في سوريا، ويستخدم عمليات نقل الأسلحة والذخيرة تحت غطاء استيراد وتصدير المواد الغذائية، والتي كانت تحت إشراف إدارة المخابرات العامة التابعة للنظام.

وقد شحنت شركة القاطرجي، التي تتخذ من سوريا مقراً لها، أسلحة من العراق إلى سوريا. وفي صفقة تجارية عام 2016 بين حكومة النظام وتنظيم "داعش"، تم تحديد شركة القاطرجي كوكيل حصري لتزويد مناطق "داعش" بالمواد الضرورية، بما في ذلك النفط والسلع الأخرى.

امبراطورية الأشقاء الثلاثة

الأشقاء الثلاثة، حسام وبراء ومحمد آغا، ينحدرون من مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، لكنهم وُلدوا ونشؤوا في محافظة الرقة. لم يكن لهم أي نشاط تجاري أو اقتصادي يُذكر قبل عام 2011، إلا أن أسماءهم بدأت تبرز بعد توسطهم في صفقات النفط والقمح بين نظام الأسد و"تنظيم الدولة" بعد سيطرة التنظيم على حقول النفط في المنطقة الشرقية عام 2014.

القاطرجي.png

كما أبرم الإخوة قاطرجي صفقات مشابهة بين نظام الأسد و"قوات سوريا الديمقراطية" منذ عام 2016 وحتى الآن، إلى جانب قدرتهم على شراء القمح من مختلف الفصائل العسكرية التي سيطرت على حقول الجزيرة السورية لصالح نظام الأسد.

حقق الإخوة قاطرجي أرباحاً ضخمة من تلك الصفقات، واستخدموها لتمويل مجموعة واسعة من الشركات والاستثمارات التجارية والنفطية، بالإضافة إلى تشكيل ميليشيا مسلحة لحماية أسطول صهاريج نقل النفط الذي يتجاوز عدده 1000 صهريج. تنقل هذه الصهاريج النفط من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" إلى مصفاتي حمص وبانياس بواقع 20 ألف برميل يومياً، وفقاً لتحقيق أجرته وكالة "رويترز".

في البداية، أسست ميليشيا القاطرجي المسلحة لحماية مستودعات النفط وتأمين خطوط النقل، وتمركزت في مناطق مختلفة في ريفي الرقة ودير الزور. لاحقاً، توسّع دورها لتشارك في القتال إلى جانب قوات النظام في معارك حلب الشرقية نهاية العام 2016، وكذلك إلى جانب "قوات سوريا الديمقراطية" ضد قوات المعارضة في منطقة عفرين.

في أيلول 2017، احتكر الإخوة قاطرجي إدخال المواد الغذائية إلى مدينة دير الزور أثناء حصارها من قبل "تنظيم الدولة"، وبيعها بأسعار مرتفعة جداً، مما زاد من معاناة أهالي المدينة.

يمتلك الإخوة "مجموعة قاطرجي الدولية"، التي تضم عدة شركات منها "قاطرجي للصناعات الهندسية الميكانيكية"، "أرفادا البترولية"، "حلب المساهمة المغفلة القابضة"، "شركة المهام للحماية والحراسة الأمنية"، "فولاذ للصناعات المعدنية"، "زمن الخير للنقل والاستثمار"، "جذور للزراعة وتربية الحيوان"، "قاطرجي للتطوير والاستثمار العقاري"، "شركة بي إس للخدمات النفطية"، "أليب للاستثمارات والحلول التقنية"، "آرمان للإدارة الفندقيّة والسياحية"، "قاطرجي للتجارة والنقل"، و"الذهب الأبيض الصناعية"، وغيرها.

دور القاطرجي في تجارة النفط

وأفاد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أن القاطرجي كان يلعب دورا حاسما في نقل النفط السوري والإيراني، حيث كان يقوم بتصفيته وبيعه في الأسواق، ويقوم بدفع جزء من العوائد لحزب الله لتسديد رواتبه ومصاريفه.

هذا الأمر تسبب في أزمة وقود حادة في سوريا، حيث يعاني الأهالي من نقص حاد في البنزين والمازوت، بينما تُباع هذه المشتقات في السوق اللبناني بالدولار وبسعر أقل من السعر العالمي.

وأضاف المصدر أن جزءا من هذه المشتقات يُعاد إدخاله إلى سوريا ليباع بسعر أعلى من السعر العالمي، مما يزيد من معاناة المواطن السوري الذي يجد نفسه مضطراً لشراء الوقود بأسعار مرتفعة، بينما يُحاول النظام الترويج بأن هذا الوقود يُؤمَّن من السوق اللبناني بفضل جهود بعض الأفراد الموالين له.

هذا الوضع أدى إلى أن تكون أسعار المشتقات النفطية في لبنان أقل بنسبة 20 بالمئة عن السعر العالمي أحياناً، في حين أن أسعارها في سوريا أعلى من الأسعار في أوروبا.

كما تمول شركات قاطرجي الشحنات النفطية التي يتم استيرادها من إيران لصالح نظام الأسد، مما دفع وزارة الخزانة الأميركية لفرض عقوبات على الأخوين حسام وبراء قاطرجي وشركاتهم في أيلول 2018، وتكررت العقوبات في كانون الثاني 2019 بسبب صفقات النفط وتهريب السلاح للنظام.

جدير بالذكر أن حسام قاطرجي ترشح لعضوية مجلس الشعب عن محافظة حلب، ,وشغل عضوية المجلس في الدورة السابقة 2020 – 2024.