icon
التغطية الحية

بحثاً عن "السعادة".. أطفال اللاذقية يلهثون وراء الشعلة في الأقبية وخلف الحاويات

2024.08.25 | 18:16 دمشق

آخر تحديث: 26.08.2024 | 19:17 دمشق

بحثاً عن السعادة".. أطفال اللاذقية يلهثون وراء "الشعلة" في الأقبية وخلف الحاويات
صورة تعبيرية - إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • انتشار ظاهرة استنشاق الأطفال لمادة الشعلة في الشوارع والأماكن العامة في اللاذقية.
  • تعاطي الشعلة أصبح مألوفاً بين الأطفال، حتى من هم في سن صغيرة.
  • استنشاق الشعلة يسبب أضراراً خطيرة مثل مشكلات الجهاز التنفسي والدماغ، وقد يؤدي إلى الوفاة.
  • الشعلة هي مادة لاصقة كيميائية تحتوي على مكونات خطرة مثل التولوين، مما يزيد من خطر الاختناق.
  • مناطق سيطرة النظام السوري شهدت انتشار ظواهر دخيلة مثل تجارة المخدرات بإشراف ميليشيات مرتبطة بالفروع الأمنية.

انتشرت في مدينة اللاذقية غربي سوريا، ظاهرة استنشاق الأطفال لمادة الشعلة في الشوارع والأماكن العامة، والتي تعطي تأثيراً يشبه مفعول المواد المخدرة.

وأفادت مصادر محلية بأن هذه الظاهرة يمكن مشاهدتها على قارعة الطرقات، وخلف حاويات القمامة، وفي الأبنية المهجورة، حيث يتجمع الأطفال لاستنشاق الشعلة "بحثاً عن جرعة سعادة وهرباً من الواقع المرير".

أصبح تعاطي الشعلة أمراً مألوفاً بين الأطفال الذين تختلف أعمارهم وتصل إلى من هم في سن صغيرة، كما هو الحال بالنسبة للطفل "جبل" البالغ من العمر 3 سنوات، والذي قال إنه عندما يستنشق الشعلة "يشعر أنه يطير"، وفقاً لموقع "نورث برس".

ويشير المصدر إلى أن الأخ الأكبر لجبل ويدعى "محمد" بدا "خاملاً وغير متزن"، وتحدث عن شعوره في أثناء استنشاق الشعلة بالقول: "أياماً أحس أن الدنيا تهتز وأنا مبسوط".

وأوضح محمد أن من علمه هذا التعاطي هم أطفال يعيشون في نفس المنطقة في اللاذقية، مضيفاً أنه أدمن على الشعلة رغم محاولات والده منعه.

ويروي والد الطفلين، عباس سعدو، قصته مع إدمان أولاده قائلاً: "أدمنوا الشعلة منذ سنتين ولم أفلح في ردعهم رغم محاولاتي التعذيبية"، مشيراً إلى أنهم "يهربون من المنزل وينامون في الشوارع".

00

وأكد أن من علم أبناءه استنشاق الشعلة هم "شبان زعران"، حيث أوهموهم بأنهم سيصبحون أقوياء إذا استنشقوا هذه المادة.

خطورة استنشاق الشعلة

يؤكد الدكتور يوشع عمور، مختص بالأمراض النفسية وعلاج الإدمان، أن هذه الظاهرة متفشية بين الأطفال المتسولين والطبقات الفقيرة، ويتم الإقبال عليها بسبب رخص ثمنها وتوفرها في المحال التجارية.

وأوضح عمور أن الشعلة تؤدي إلى مشاكل خطيرة في الجهاز التنفسي وتصل مباشرة إلى الدماغ، مما قد يتسبب في وفاة الأطفال إذا استمر التعاطي.

وعن شعور الطفل بعد استنشاق الشعلة، قال عمور إنه في بادئ الأمر يشعر بحالة من النشوة والسعادة والطاقة، ثم يصاب بالخمول والتعب ومشاكل في البصر والتهابات في الأعصاب، كما يتأثر سلوكه إذ يلجأ إلى السرقة والعنف والطرق غير الشرعية لتأمين ثمن الشعلة.

ما هي الشعلة وما مكوناتها؟

"الشعلة" هي اسم علامة تجارية لمادة لاصقة محلية الصنع، تُستخدم كلاصق سريع للجلود والفيبر والكاوتشوك والفلين والإسفنج والكرتون وغيرها من المواد. والشعلة مادة كيميائية قابلة للاشتعال، مكونة من مادة البولي كلوروبرين ربر (مصنفة كمادة خطرة من قبل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا)، إضافةً إلى مذيبات عضوية مثل التولوين ومواد مساعدة أخرى، يزيد استنشاقها من كيس بلاستيكي من خطر الاختناق.

يسبب التولوين أضراراً كبيرة على الجسم، وفقاً للمراجع الطبية، فقد يسبب متلازمة الأمراض الحسية والعضوية، واضطرابات الجهد البصري أو ضموراً بصرياً، واعتلالاً بالأعصاب والمخيخ، واضطرابات معرفية، وآفات دماغية، والرعاش. ويهدد استنشاق الشعلة بتوقف مباشر للقلب أو أذيات قلبية أخرى، إضافةً إلى أضرار في الرئتين والحنجرة.

يشار إلى أن مناطق سيطرة النظام السوري شهدت خلال السنوات الماضية انتشار العديد من العادات والظواهر الدخيلة على المجتمع السوري، أبرزها رواج تجارة المخدرات وبيعها بشكل علني تحت إشراف ميليشيات ومجموعات مرتبطة بالفروع الأمنية.