شنت مخابرات النظام السوري حملة اعتقالات طالت أكثر من 20 شخصاً، من أبناء مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الأوسط، بعد تصاعد عمليات الاغتيال مؤخراً ضد عناصر من الشرطة المدنية.
وقال "تجمع أحرار حوران"، يوم الأحد، إن "عمليات الاغتيال هي الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاق التسوية منتصف عام 2018 إذ ظلت المدينة هادئة ولم تشهد أي عمليات من هذا النوع على عكس المدن القريبة منها كمدينة نوى التي تشهد عمليات استهداف متكررة لقوات النظام من وقت لآخر".
وأضاف "التجمع"، أن عمليات الاعتقال "تزامنت مع بدء عمليات التسوية في المحافظة، والتي يهدف من ورائها النظام تهجير من تبقى من شبان في المحافظة، أو إرغامهم على الالتحاق في صفوف قواته".
وقالت مصادر من مدينة الشيخ مسكين، إن "رتلاً من المخابرات الجوية (...) اقتحم مدينة الشيخ مسكين أكثر من مرة خلال الأيام القليلة الماضية واعتقلوا ما يزيد عن 20 شخصا، من بينهم العديد ممن أجروا التسوية الأخيرة في مدينة درعا".
ورجحت المصادر، أن يكون هدف حملة الاعتقالات "إرهاب الشباب وإجبارهم على الهجرة أو الالتحاق بقوات النظام، خاصة أن مدينة الشيخ مسكين من المدن التي تحكم مخابرات الأسد السيطرة عليها بشكل شبه كامل من خلال وجود حواجز للمخابرات العسكرية والجوية في محيط المدينة".
تصاعد عمليات الاغتيال في درعا
ومنذ سيطرة قوات النظام بدعم روسي وإيراني على محافظة درعا، في تموز 2018، تشهد المنطقة فلتاناً أمنياً وحالات اغتيالات متزايدة على يد مسلّحين مجهولين تستهدف مقاتلين سابقين في الجيش الحر وعناصر تابعين للنظام.
وسجل مكتب توثيق الانتهاكات في "تجمع أحرار حوران"، خلال أيار الماضي، 33 عملية ومحاولة اغتيال، أدت إلى مقتل 18 شخصاً، وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لميليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطول في معظم الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.