أعلن صندوق الأطفال التابع للأمم المتحدة بأن أكثر من 266 ألف انتهاك ارتكب بحق الأطفال في مناطق النزاع المسلح خلال الفترة الواقعة ما بين 2005 و2020
فقد خلص تحليل إلى أن أكثر من 30 نزاعا يشتعل في كل من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية بأن الأطفال مايزالون يحملون العبء الأكبر خلال الحرب حيث يجبرون على تحمل ما وصفته اليونيسيف بأهوال لا توصف.
في حين ذكر من كتبوا تقريراً عن هذا الموضوع بأن العدد الذي أوردوه في تقريرهم يمثل فقط جزءاً بسيطاً من الانتهاكات التي يعتقدون أنها حدثت، دون أن يعكس حجم الجرائم المرتكبة بحق الأطفال العالقين في النزاع.
82% من الإصابات في صفوف الأطفال حدثت في 5 دول فقط
ترى تاشا جيل، وهي كبيرة المستشارين في برنامج حماية الطفل خلال الحالات الطارئة التابع لليونيسيف بأن الأطفال ضحية لما يصل في المتوسط إلى سبعين انتهاك جسيم موثق يحدث كل يوم، وتقول إن التقرير وثق حالات قتل وتشويه طالت أكثر من 104 آلاف طفل خلال النزاع، وأضافت: "ما بين عامي 2016-2020، حدثت 82% من بين كل الإصابات الموثقة بين صفوف الأطفال في خمس دول فقط، وهي أفغانستان، فلسطين، وسوريا، واليمن، والصومال. وهنا تجدر الإشارة أيضاً إلى أن غالبية هؤلاء الأطفال تعرضوا لأكثر من انتهاك واحد، وهذا ما يزيد من حالة الضعف والحساسية لديهم".
وهنا تحدثت عن الخطف الذي يتسبب بوقوع انتهاكات أخرى في معظم الأحيان، منها التجنيد القسري والعنف الجنسي. وقد أكد التقرير بأن ما لا يقل عن 25700 حالة من حالات اختطاف الأطفال تمت على يد طرف من أطراف النزاع، وبأن أكثر من 93 ألف طفل قد تم تجنيدهم على يد كل أطراف النزاع.
وعلاوة على ذلك، أورد التقرير بأن الأطفال تعرضوا للاغتصاب أو جرى تزويجهم قسراً أو استغلالهم جنسياً، بوجود ما لا يقل عن 14200 طفل تعرضوا لأشكال أخرى من أشكال العنف الجنسي، وقد وصفت المستشارة جيل العنف الجنسي الممارس بحق الأطفال بأنه الانتهاك الأقل الذي يتم الإبلاغ عن وقوعه من بين سائر الانتهاكات.
وقالت: "يحدث العنف الجنسي بحق الأطفال بالفعل، ويستخدم كتكتيك من تكتيكات الحرب، إلا أن الأعداد التي تم إحصاؤها لهذا الانتهاك قليلة، وذلك بسبب مشكلة الوصول إلى الضحايا، وأيضاً بسبب وصمة العار والخوف المرتبط بالإبلاغ عن تلك الحالات خلال النزاعات من بين كل الانتهاكات الأخرى... وغالباً ما تتم الاستعانة بالأطفال لأسباب عديدة مختلفة، يمكن اعتبارها بأنها بمنزلة استهداف متعمد. لذا فإن ما نطلبه من كل الأطراف هو أن يكفوا ويتوقفوا عن استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة على الفور".
كما تطرقت جيل للحديث عن الأطفال الذين يتم تجنيدهم، إذ تستعين بهم الأطراف المتحاربة ليلعبوا دور الحمالين أو المراسلين أو يستعبدونهم جنسياً، وأعلنت أنه لا بد من وقف تلك الانتهاكات.
ولذلك تطالب اليونيسيف أطراف النزاع والدول بالالتزام بواجباتها المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي وفي قانون حقوق الإنسان إلى جانب القيام بإجراءات ملموسة لحماية الأطفال.
ولقد أعلن مسؤولون لدى تلك الوكالة بأن النجاح كان حليفهم في عملية منع وقوع بعض الانتهاكات بحق الأطفال، ورسم نهاية لانتهاكات أخرى، وذلك عبر التعاون مع المسؤولين عن تلك الانتهاكات، إذ مثلاً، تم تسريح ما لا يقل عن 170 ألف طفل من القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة خلال العقدين الماضيين.
المصدر: فويس أوف أميركا