أفادت مصادر خاصّة لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الثلاثاء، أنّ "هيئة تحرير الشام" طوّقت مقار تابعة لـ حركة أحرار الشام في ريف إدلب، لـ تفرض على المقاتلين إعلان بيعتهم لـ"حسن صوفان" الذي نصّبه نفسه قائداً للحركة، أمس.
وأوضحت المصادر أنّ مجموعات مِن "تحرير الشام" بالاشتراك مع عناصر مِن الجناح العسكري المتمرّد على قيادة "أحرار الشام" طوّقوا غرفة العمليات العسكرية التابعة لـ"الأحرار" في بلدة إحسم بمنطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وأضافت المصادر أنّ "تحرير الشام" تهدّد باقتحام غرفة العمليات التابعة لـ"أحرار الشام" في حال لم يبايع المقاتلون المتمركزون فيها مِن رافضي تمرّد الجناح العسكري على قيادة الحركة، بإعلان بيعتهم لـ"حسن صوفان".
وكان "حسن صوفان" - القائد السابق لـ حركة أحرار الشام - قد أعلن، في وقتٍ سابق أمس، قبوله تفويض الجناح العسكري لـ قيادة الحركة، قائلاً إنّ "المحاولات العديدة للصلح التي تخللها العديد مِن التنازلات حرصاً على لم شمل الحركة قد باءت بالفشل".
كذلك وجّهت "تحرير الشام" إنذاراً لـ"الفوج الثالث - قوات خاصة" التابع لـ حركة أحرار الشام في بلدة الفوعة شمالي إدلب، بإخلاء مقارهم في البلدة أو مبايعة "صوفان"، وأعطتهم مهلةً مدّتها ساعتان فقط "إن لم يبايعوا ستخرجهم بالقوة".
ومنعت "هيئة تحرير الشام" جميع مقاتلي "أحرار الشام" مِن الرافضين للتمرّد، بالتنقّل بين ريفي إدلب وحلب.
"هيئة تحرير الشام" تسعى - وفق المصادر - إلى خيار فرض مبايعة "حسن صوفان" على مقاتلي حركة أحرار الشام بالقوة، بعد رفض الغالبية منهم الاعتراف بـ"صوفان" قائداً للحركة، وإقرار "مجلس الشورى" بمتابعة "جابر علي باشا" لـ كامل مهامه في قيادة الحركة.
اقرأ أيضاً.. "تحرير الشام" تفرض على مقاتلين في "الأحرار" مبايعة صوفان
رواية الجناح العسكري المتمرّد
قدّم أحد قياديي "الجناح العسكري" المتمرّد على قيادة أحرار الشام روايةً عن الأحداث الأخيرة داخل قيادة الحركة - نقلتها مصادر خاصّة لـ موقع تلفزيون سوريا - جاء فيها أنّ فريق القائد الحالي (جابر علي باشا) طلب لقاء مع "هيئة تحرير الشام"، قبل أسبوع.
وأضاف القيادي - الذي رفض الكشف عن اسمه - أنّ "الهيئة" استدعت قياديي الجناح العسكري خلال اجتماعها مع فريق "باشا"، وطرحت مبادرات لـ حل النزاع القائم بين الطرفين وأعطت مهلةً لذلك 24 ساعة، ثم مدّدتها لـ 48 ساعة.
ومِن المبادرات التي قدّمتها "تحرير الشام" بقاء "باشا" قائداً للحركة والنقيب عناد دوريش "أبو المنذر" قائداً للجناح العسكري، وإبقاء كل شيء كما كان سابقاً قبل الخلاف بين الطرفين، إضافةً لـ خيار آخر وهو استبعاد "باشا" و"أبو المنذر" عن القيادة بشكل كامل، ورأى قادة الجناح، أنّ تلك الخيارات كانت أقل مِن "السقف" المأمول.
وأشار القيادي في الجناح العسكري إلى أنهم وافقوا على طلب مِن فريق "باشا" على الجلوس معاً وحل الإشكال داخلياً بعيداً عن "هيئة تحرير الشام"، لافتاً أنّ سقف الطرف الآخر حينها كان "تمرير جميع القرارات واستبعاد أبو المنذر، وأبو البراء عن المشهد كليّاً"، ولذلك لم يصلوا إلى أي صيغة للحل.
وتابع "فريق (باشا) كان مصرّاً على طرحه بأنّ مجلس الشورى خط أحمر، والقيادة خط أحمر - أي لا تغيير فيها - رغم إقرارهم المسبق بالإشكالات الكبيرة التي تعتري مجلس الشورى، وضرورة تغيير القائد لـ أسباب كثيرة، لم يرد ذكرها القيادي وقال إنّها معروفة لدى الطرف الآخر".
وذكر القيادي أنّ فريق "باشا" تخلّف عن حضور الجلسة المتفق عليها مع "هيئة تحرير الشام" بعد انتهاء المهلة التي قدّمتها "الهيئة"، التي بلّغتهم لاحقاً بأنها ستتعامل مع الجناح العسكري وستمنع أي وجود عسكري للحركة (فريق باشا) أو فتح مقار في ريف إدلب، لأنهم لم يلتزموا بأي حل، وفقاً لـ قوله.
اقرأ أيضاً.. الجناح العسكري في أحرار الشام يطالب بتعيين "صوفان" قائداً للحركة
وعن وقوع قتلى وجرحى في صفوف "أحرار الشام" بقصفٍ لـ قوات نظام الأسد، أمس، قال القيادي في الجناح العسكري إنّ السبب هو "العديد الكبير مِن المقاتلين الذي استقدمهم الطرف الآخر (فريق باشا) وحشدهم في نقاط الرباط بالمنطقة".
يذكر أنّ القيادة الحالية لـ"أحرار الشام" سبق أن أعلنت، يوم الجمعة الفائت، رفض "صوفان" والجناح العسكري لـ عدة أطروحات "بنّاءة" تهدف إلى حل اﻷزمة، مؤكّدةً أنها ما زالت "تضع مصلحة استمرار العمل الجماعي عند كل أزمة تعصف بها"، متهمة "صوفان" بالسعي لـ"تفتيت عمل الجماعة".
وتأتي هذه التطورات في ظل توتر يخيّم على حركة "أحرار الشام"، منذ أسابيع، بعد قيام قائد الجناح العسكري النقيب "عناد درويش" الملقّب بـ"أبي المنذر" بالتمرّد على قيادة الحركة الحاليّة بدعمٍ مِن القائد السابق "حسن صوفان" وبتعاون مِن "هيئة تحرير الشام".