أنكرت وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري، اليوم الأربعاء، اختطاف الصحفي أوستن تايس أو أي مواطن أميركي آخر، وذلك رداً على مطالبة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأسبوع الماضي، النظام بالإفراج عن تايس المختطف في سوريا منذ 10 سنوات.
وقالت الوزارة في بيان نشرته على فيس بوك "إن تصريحات مضلِّلة وبعيدة عن المنطق صدرت في الأسبوع الماضي عن الإدارة الأميركية، ممثلةً بالرئيس الأميركي ووزير خارجيته"، تضمنت ما وصفها البيان "اتهامات باطلة" باختطاف أو اعتقال مواطنين أميركيين، من بينهم أوستن تايس.
ونفت اختطاف أو إخفاء أي مواطنٍ أميركي دخل إلى سوريا أو أقام في "المناطق التي تخضع لسيادة وسلطة الحكومة السورية"، مشيرة إلى "التزامها المطلق بمبادئ القانون الدولي وبأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية".
وزعمت الوزارة أن "الولايات المتحدة هي من خرقت أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية وأحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، حين غضَّت الطرف بل وشجَّعت العشرات من المواطنين الأميركيين على السفر إلى سوريا والدخول إلى أراضيها من دون إذنٍ من حكومتها وبشكلٍ غير شرعي".
بايدن يطالب النظام بالإفراج عن تايس
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد قال في بيان نُشر عبر الموقع الرسمي للبيت الأبيض، نشر الأسبوع الماضي، في ذكرى مرور عقد على اختطاف تايس: "خدم أوستن في سلاح مشاة البحرية الأميركية، إنه ابن وأخ وهو صحفي استقصائي سافر إلى سوريا ليظهر للعالم الكلفة الحقيقة للحرب. نحن نعلم على وجه اليقين أنه محتجز من قبل الحكومة السورية".
وأضاف: "لقد طلبنا مراراً وتكراراً العمل معنا حتى نتمكن من إعادة أوستن إلى الوطن"، داعياً النظام إلى الإفراج عنه وإعادته إلى الوطن.
وأشار بايدن إلى أنه لا توجد أولوية في إدارته "أعلى من استعادة وإعادة الأميركيين المحتجزين كرهائن أو المحتجزين ظلماً في الخارج"، وتابع: "هذا تعهد قطعته على الشعب الأميركي لوالدي أستن، وأنا مصمم على الوفاء به".
من هو أوستن تايس؟
وكان تايس يعمل مصوراً صحفياً لحساب وكالة "فرانس برس" و"ماكالاتشي نيوز" و"واشنطن بوست" و"سي بي إس"، وغيرها من المؤسسات الإعلامية، عندما جرى اعتقاله عند حاجز لقوات النظام قرب دمشق في آب من عام 2012.
وفي أيلول من العام نفسه، ظهر تايس في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجزا لدى جماعة مسلحة غير معروفة، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حياً أو ميتاً.
وفي العام 2018 أعلنت السلطات الأميركية عن مكافأة قدرها مليونا دولار لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.
مفاوضات واشنطن مع نظام الأسد بخصوص الرهائن
وفي حزيران 2017، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تواصلاً سرياً جرى بين رئيسي المخابرات الأميركية "CIA" حينئذ مايك بومبيو وعلي مملوك، بهدف تحرير أوستن تايس أقرّت بها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وقالت إنها عُقدت لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى النظام، من دون أن تقول كثيرا بشأن هذه المفاوضات.
واجتمع كبير مساعدي البيت الأبيض، كاش باتيل، والضابط السابق في الجيش الأميركي، روجر كارستينز، مع رئيس جهاز استخبارات نظام الأسد، علي مملوك، في دمشق، لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى نظام الأسد، بمن فيهم الصحفي أوستن تايس، الذي اختفى في آب من عام 2012، والطبيب مجد كم الماز الذي اختفى عام 2017.
ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، روبرت أوبراين، الذي عمل مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة الأميركية لشؤون الرهائن بين عامي 2018 و 2019، جهود إعادة تايس إلى الوطن بأنها "محبطة جداً"، مؤكداً أن بلاده "تستخدم كل الأدوات، سواء من خلال الحلفاء أو الخصوم".
وكان ترامب قد بعث برسالة إلى رئيس النظام بشار الأسد، في آذار من 2020، يعرض فيها التحدث بشكل مباشر بشأن قضية الرهائن الأميركيين المحتجزين في سوريا.