ألقت أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري القبض على أسرة عادت من تركيا إلى مدينة حمص، فيما يعتبر خرقاً آخر لوعوده بـ"المصالحة" مع العائدين إلى سوريا.
إذ بحسب ما ورد في موقع نداء بوست السوري المعارض، ونقلاً عن مصادر محلية، فإن تلك الأسرة عادت من تركيا إلى حمص، حيث جرى اعتقالها على يد فرع الأمن العسكري الذي يحيط ببساتين تلك المدنية من الجهة الجنوبية الشرقية، وذلك بعد مداهمة منزلهم.
وهذه الأسرة مؤلفة من خمسة أفراد، وقد اقتيدوا جميعاً للتحقيق لدى فرع الأمن العسكري 261 التابع للنظام وسط حمص، دون أن ترشح أية أخبار عن وضعهم أو قضيتهم. بيد أنه من المعروف عن فرع 261 تفشي التعذيب فيه والذي يمارس بحق المعتقلين منذ عقود، خاصة خلال فترة الحرب التي امتدت لأحد عشر عاماً.
ويخشى اللاجئون السوريون في حال عودتهم من التعرض للاعتقال والاحتجاز القسري، وقد يطول الخطر حياتهم أيضاً، حيث سجلت العديد من حالات الاعتقال على مدار سنوات لعائدين إلى مناطق سيطرة النظام، والذين تعرضوا للاحتجاز والإخفاء القسري، والتعذيب، والقتل أحياناً، وذلك على يد النظام والميليشيات التابعة له فور عودتهم.
وأكدت تقارير عديدة صدرت عن منظمات حقوقية تعرّض غالبية اللاجئين السوريين العائدين إلى مناطق سيطرة النظام، إما للاعتقال والتغييب أو الابتزاز والتضييق ومختلف الانتهاكات الأخرى، في الوقت الذي يزعم فيه نظام الأسد استعداده لاستقبال المهجّرين العائدين إلى "حضن الوطن" بحسب وصفه.
سوريا غير آمنة للعائدين
في تقرير أصدرته في تشرين الأول الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن اللاجئين السوريين العائدين إلى سوريا من لبنان والأردن بين عامي 2017 و2021 "واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهادا على يد قوات النظام والميليشيات التابعة لها".
وأشار تقرير المنظمة الذي جاء بعنوان "حياة أشبه بالموت: عودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن"، إلى أن سوريا ليست آمنة للعودة، مضيفة أنها "وثقت 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة اختفاء قسري، وحالة عنف جنسي مزعوم".
المصدر: ميدل إيست مونيتور