منعت بعض إدارات المدارس الحكومية الطلاب من إحضار الفواكه إليها وخاصة الموز الذي يتراوح سعر الكيلو منه بين 5 – 10 آلاف ليرة سورية، وذلك لتجنب إظهار الفروق الطبقية بين الطلاب، أو الإساءة لمشاعر بعض الطلاب من الأسر غير المقتدرة مالياً، ما سبب بعض المشكلات بين الطلاب.
وأكدت إحدى المدرسات في جديدة الفضل، أن اصطحاب الموز إلى المدرسة سبب بعض النعرات بين الطلاب، إضافة إلى الشجارات والسرقات، والتنمر وبعض السلوكيات التي عمّقت التمييز الطبقي، ما دفع المدرسين للطلب من الأهالي عدم إرسال الموز مع أبنائهم إلى المدرسة.
وأشارت إلى أن "الفواكه بشكل عام، باتت شيئاً غير مستحب في المدارس الحكومية، كونها لا تراعي مشاعر الطلاب الأقل قدرة مالياً غير القادرين على شرائها بعد ارتفاع ثمنها فوق استطاعة الغالبية العظمى من الأسر السورية، خاصة تلك التي لديها أكثر من طفل في المدرسة".
ويؤكد هشام وهو رب أسرة مؤلفة من 4 أبناء، اثنان منهم في الابتدائية، أنه في السابق قبل نحو 20 – 25 عاماً، كان إرسال الموز إلى المدارس ممنوعاً، وكانت إدارة المدرسة تتدخل مباشرة عبر إخطار ذوي الطفل الذي اصطحب الموز معه، بأن لا يعيد الكرة وأن يأكلها في المنزل كونه من الفواكه التي تدل على التمييز الطبقي.
وتابع "أتمنى لو تقوم إدارات المدارس بمنع هذه الظواهر، لأنها تضر بمشاعر أبنائنا، فأنا غير قادر على شراء الموز بشكل دوري، وقد اشتريه مرة كل شهر أو شهرين إن استطعت، لكن المؤكد عدم استطاعتي شراءه كلما طلبه أبنائي، خاصة وأن الكيلو بـ10 آلاف ليرة سورية، وشراء كيلوين منه يساوي تقريباً سعر كيلو من لحم العجل أو الدجاج.
وطالبت مديرة إحدى المدارس في الدويلعة، بأن تحذو كل المدارس حذوها بمنع إحضار الموز إلى المدرسة، وبإصدار قرار رسمي من وزارة التربية بهذا الخصوص، لأن القضية بدأت تثير المشكلات بين الطلاب، وتحرج الأهالي والمدرسين أيضاً.
وتابعت "لدينا مدرسون في المدرسة غير قادرين على شراء الموز، ووجود هذه الفاكهة بين أيدي الطلاب يسيء لمشاعر المدرسين قبل الطلاب، ومن الضروري أن يتم تناول هذه الفاكهة في المنزل إن كان الأهالي حريصين على تغذية أطفالهم، وليس هناك أي ضرورة لأن تكون ضمن وجبتهم اليومية في المدرسة التي لا يستطيع بعض الطلاب تأمينها ولو كانت (سندويشة)".
أسعار الموز في دمشق وريفها
ويتراوح سعر الموز في أسواق دمشق وريفها بين 5 و10 آلاف ليرة سورية، وسط غلاء باقي أنواع الفواكه الأخرى .
وفي منتصف الشهر الماضي أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عما سمته التدخل الإيجابي في السوق، عبر طرح الموز للبيع في صالاتها بدمشق، بسعر 10 آلاف ليرة سورية للكيلو، وبمعدل 2 كيلو غرام لكل شخص، في وقت وصل فيه سعر الكيلو حينها في السوق إلى 20 ألف ليرة.
وفي 21 من الشهر الماضي، وافق رئيس الوزراء حسين عرنوس على توصيات اللجنة الاقتصادية المتضمنة تأييد مقترح وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بالسماح باستيراد الموز اللبناني من 20 من أيلول ولغاية 30 من نيسان من العام القادم، وبكمية لا تتجاوز 50 ألف طن، ولجميع طالبي الاستيراد "بهدف تأمين مادة الموز في السوق المحلية بأسعار مقبولة" وفقاً لبيان الحكومة على صفحتها في فيسبوك، ما دفع الأسعار للانخفاض أكثر من 50%.