icon
التغطية الحية

اللغة والصحة العقلية حاجزان يقلقان السوريين في أيرلندا

2022.08.04 | 14:34 دمشق

لاجئة سورية في مخيم ساريكام القريب من ولاية أضنة التركية - المصدر: بلفاست تيليغراف
لاجئة سورية في مخيم ساريكام القريب من ولاية أضنة التركية - المصدر: بلفاست تيليغراف
بلفاست تيليغراف - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

كشف أحد التقارير التي نشرت مؤخراً بأن حاجز اللغة ومشكلات الصحة العقلية تعتبر من مصادر القلق الأساسية بين صفوف اللاجئين السوريين الذين استقروا في أيرلندا.

إذ تحدث تقرير بعنوان: "أصوات السوريين"، نشر يوم الخميس الماضي، عن تجارب 153 لاجئاً سورياً وصلوا إلى أيرلندا خلال الفترة الواقعة ما بين 2015-2019 من خلال البرنامج الأيرلندي لإعادة توطين اللاجئين، وقد اكتشف ذلك التقرير بأن: "جودة الرعاية الصحية بالمجمل تضررت بشكل بالغ بسبب أحد الأمور التي تقلق السوريين ألا وهي اللغة، وذلك لأن الحصول على مترجم فوري بقي مسألة تخضع لتقلبات كثيرة، وغالباً ما تأتي تلك العملية بشكل أدنى من المعايير التي وضعها نظام الصحة الأيرلندي".

اللغة

يعاني اللاجئون الذين قدموا من سوريا في الغالب الأعم من صدمة، وفراق الأهل، والعزلة، ومن مشكلات تتصل بصحتهم العقلية في بعض الأحيان، كما يعانون من صعوبات في الحصول على الرعاية والدعم الصحي وذلك بسبب مشكلات تتصل باللغة.

وفي ذلك التقرير أيضاً، تحدث اللاجئون السوريون عن علاقتهم بأهلهم في المهجر وفي أيرلندا، وعن علاقتهم بجيرانهم، وعن سعيهم للحصول على المؤهلات وخبرات العمل المطلوبة في سوق العمل الأيرلندي، وعن إعالتهم لأطفالهم وأزواجهم، وعند التحديات التي تدور حول تعلمهم لغة أخرى وتحدثهم بها بطلاقة.

وخلص ذلك التقرير بأن المجال الذي يمثل: "أكبر مصدر قلق بالمجمل" هو اللغة، حيث ورد في التقرير ما يلي:

"على الرغم من الحماسة الكبيرة لتعلم اللغة بين صفوف اللاجئين الذين أجريت معهم مقابلات، إلا أن تأمين تعليم رسمي للغة، ومواد إضافية، وفرص لاكتساب اللغة بشكل طبيعي (من خلال المناسبات الاجتماعية والمشاركة في الحفلات والمناسبات الثقافية التي يوجد فيها مترجم فوري)، لم تتمكن جميعها من مواكبة احتياجات اللاجئين بالنسبة لاكتساب اللغة الجديدة واستخدامها في الحياة اليومية خلال مرحلة تأسيس حياة جديدة لهم".

وأورد ذلك التقرير بأن ذلك أثر بشكل كبير على مسألة إيجادهم لعمل.

لم الشمل

ماتزال قضية لم شمل الأسرة من أكبر الهموم لدى 43 في المئة من المشاركين في تلك الدراسة، وذلك لأن نحو 30 في المئة منهم ذكروا بأنهم قلقون على أسرهم بسبب ظروف انعدام الأمن، والحرب، وعدم توفر دعم مالي لهم، والخدمة العسكرية الإلزامية المفروضة على الشبان، وخطر تعرض أحد أفراد الأسرة للتعذيب، حيث جاء في التقرير: "ذكر البعض أسماء أقارب لهم من الدرجة الأولى أو أسماء أصدقاء لهم تعرضوا للتعذيب في سوريا، لذا فإنهم يحملون ذنبهم ويخافون عليهم بسبب ذلك. كما ذكر المشاركون بأن ذلك يؤثر على صحتهم العقلية وعلى مستوى تركيزهم وعلى قدرتهم على تعلم لغات ومهارات جديدة".

التعليم والتنمر

أما بالنسبة للتعليم، فقد ذكر آباء وأمهات سوريات بأنهم شعروا بسعادة غامرة عندما أصبح لأولادهم تجربة في المدارس، إلا أن نسبة ضئيلة منهم تعرضت للتنمر، وذكر المشاركون في الدراسة بأن أكثر مكان يشعرون فيه بالأمان هو الحي الذي يقيمون فيه.

كما ذكر كل المشاركين تقريباً بأنهم أصبح لديهم صديق مقرب أو صديقة مقربة منذ أن وصلوا إلى أيرلندا، وأكثر من نصفهم ذكروا بأن ذلك الصديق يقيم في الحي الذي يعيشون فيه، في حين أن 37 المئة منهم احتفظوا بأحد أصدقائهم المقربين أو صديقاتهم المقربات الذين تعرفوا إليهم في مركز الاستقبال.

الأهل

أعلن 99 في المئة من المشاركين بأنهم يتحدثون بشكل يومي أو أسبوعي مع أفراد أسرهم الذين يعيشون خارج أيرلندا، وبأن هذا مهم جداً بالنسبة لصحتهم وعافيتهم وسعادتهم.

الشعور بالانتماء

كما كشفت الدراسة بأن 95 في المئة من المشاركين فيها يشعرون بالانتماء، وبأن نحو ثلثهم يشعرون بالثقة التي تدفعهم لأن يطلبوا المساعدة من جيرانهم، على اختلاف بيئاتهم وتنوعها، كأن يطلبوا منهم مثلاً المساعدة في ملء استمارة ما.

وخلص ذلك التقرير إلى أن: "هنالك إحساساً قوياً بالتمسك بالعيش في أيرلندا، وزيادة بنسبة الاستقلالية، والشعور بالمواطنة بشكل كامل".

يذكر أن أيرلندا جلبت 2109 لاجئين سوريين من لبنان والأردن حتى عام 2021، بموجب برنامج إعادة توطين اللاجئين الذي تترأسه مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وأغلب من وصلوا بموجب هذا البرنامج هم من الأسر، حيث كانت نسبة القاصرين بينهم 40 في المئة وثلاثة أرباعهم كانوا أطفالاً تحت سن الثانية عشرة.

أعلنت الأمم المتحدة مؤخراً أنه خلال السنوات العشر الأولى من النزاع السوري الذي بدأ في عام 2011، قتل أكثر من 300 ألف مدني، ويمثل هذا العدد أعلى تقدير رسمي لعدد الضحايا من المدنيين.

كما نزح أكثر من 13 مليون سوري بسبب الحرب، نصفهم أصبحوا يعيشون خارج سوريا.

وحول ذلك يعلق رودريك أوغورمان وزير الطفولة والمساواة والإعاقة والاندماج والشباب: "أن هذا التقرير يمنح اللاجئين صوتاً، ويقدم أفكاراً مهمة لمن يقدمون الخدمات ولمن يحلمون بأن تصبح أيرلندا وطناً لهم... يتضح من خلال هذا التقرير بأن اللاجئين لديهم ثروة من الخبرات التي بوسعهم أن يسهموا بها لصالح الدولة الأيرلندية".

يذكر أن تقرير: "أصوات السوريين: اللاجئون المعاد توطينهم في أيرلندا" قد تم إعداده بتكليف من البرنامج الأيرلندي لإعادة توطين اللاجئين، واعتمدته المنظمة الدولية للهجرة في أيرلندا، وذلك عندما رحبت لاليني فيراسامي رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في أيرلندا بهذا التقرير، عبر قولها: "يقدم تقرير: "أصوات السوريين" أفكاراً مهمة حول تجربة اللاجئين السوريين المعاد توطينهم في أيرلندا، ويؤكد على أهمية مؤشرات الاندماج".

المصدر: بلفاست تيليغراف