يواجه اللاجئون السوريون الذين وقعوا ضحايا الزلزال المدمر تمييزاً عبر تلقيهم تهديدات بإخراجهم من الخيام التي لجؤوا إليها في حديقة رجب طيب أردوغان الوطنية بولاية كهرمان مرعش جنوبي البلاد.
ويأتي هذا التهديد بعد طردهم أول مرة من مدينة الخيام التي كانوا يسكنونها في حي جمهوريات وسط منطقة "البستان" التابعة لولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، بحجة وجود شكوى بشأنهم.
وبحسب وكالة (Mezopotamya) يعاني أطفال اللاجئين السوريين في المخيم الموجود وسط المدينة من التمييز أيضاً، وذلك عند ذهابهم إلى الأكشاك المقامة في المخيم لشراء الحلوى، حيث يقابلهم البائع بالسؤال "هل أنت سوري؟".
وذكر بعض السوريين ويدعون (I.A. - K.A. - N.Z.) في أثناء حديثهم إلى الوكالة، أنهم يتعرضون للتمييز عند ذهابهم للحصول على الطعام لعائلاتهم، إذ لا يحصلون على ما يكفي لثلاثة إلى خمسة أشخاص، بينما يحصل باقي سكان المخيم غير السوريين على الطعام الكافي.
طعام غير كافٍ للسوريين
واصطف بعض الصحفيين في طابور الطعام بهدف التحقق من صحة رواية السوريين، حيث لاحظوا بأن القائمين على عملية التوزيع يعطون ما يكفي من الطعام إلى غير السوريين، بينما يمنحون طعاماً يكفي شخصاً واحداً إلى السوريين، ويبلغونهم بأنه على كل فرد أن يأتي ويحصل على حصته على حدة.
وتقول اللاجئة السورية (N.Z.) التي تعيش في المخيم مع أطفالها الخمسة، إنها تلقت حصة واحدة فقط من مساعدات الملابس التي أتت إلى المخيم، موضحةً بأنها تتعرض لسوء المعاملة.
وأضافت: "يذهب ولدي للحصول على الخبز، يعطونه رغيفا واحدا فقط، ويتعرض للإهانة عندما يقول أريد رغيفا آخر من أجل أمي. وعندما أذهب للحصول على الحطب، يعطوني حطباً بأحجام كبيرة، فأقول من سيقطعه، يجيبوني أنتِ من سيقطعه".
وتشير السورية (N.Z.) إلى وجود صعوبات في الحصول على الخبز منذ اليوم الأول التي أتت فيه إلى المخيم، وبأنها تحصل على الخبز في أغلب الأحيان من جيرانها.
"تعرضت للإهانة من الشرطة"
وأوضحت (N.Z.) بأن حليبها انقطع منذ فترة بسبب سوء التغذية، وهو ما أثر بشكل سلبي على رضيعها، وتابعت: "لم يأكل أطفالي منذ 3 أيام، حصلت على رغيف خبز من الجيران، وحصلت أيضاً على وجبة إندومي واحدة فقط، وعندما أطلب وجبتين يرفضون إعطائي إياها".
وتحدثت اللاجئة السورية (N.Z.) عن حادثة تعرضت إليها من قبل أفراد الشرطة في المخيم، حيث استولوا على مصباح كهربائي قابل للشحن كان برفقتها في المخيم، اشترته من مدينة غازي عنتاب مقابلة 200 ليرة تركية: "صرخوا في وجهي وعاملوني معاملة سيئة للغاية، ووصفوني بأنني لصة".
وتابعت: "كلما ذهبت إلى المرحاض يخرجوني بحجة تنظيفه، وأتعرض دائماً للتهديد بإخراجي من المخيم، لا يعطوننا الماء ولم أستحم منذ 10 أيام، ولا أستطيع الحصول على الفواكه والبسكويت لأطفالي".
زلزالا سوريا وتركيا
وشهدت مناطق شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا فجر الإثنين 6 من شباط الفائت، زلزالين بقوة (7.6 و7.8) على مقياس ريختر، هما الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، ما تسبّب بحدوث كارثة إنسانية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّف آلاف الضحايا ومئات آلاف المشرّدين.
ووصل عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا إلى ما يقرب من 54 ألف حالة وفاة، مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين، ودمار كبير طال الأبنية السكنية.