يواجه الأهالي في محافظة السويداء شحاً في المياه نتيجة قلة الأمطار وخروج عشرات الآبار عن الخدمة، ما خلق أزمة مياه شرب حقيقية تهدّد المنطقة بالعطش.
وبحسب صحيفة "الوطن" المقرّبة من النظام السوري، فإنّ الواقع المائي المزري طغى على كامل المدن والبلدات والقرى في السويداء، من جرّاء تعطل عشرات الآبار، إضافة إلى خروج جميع السدود المخصصة للشرب عن نطاق الاستثمار تقريباً، ما خلق أزمة مياه شرب في ذروة فصل الشتاء.
وتضاعفت الأعباء المالية على أهالي السويداء، نتيجة اضطرارهم للجوء إلى شراء مياه الصهاريج وبأسعار ضخمة جدّاً تراوحت بين 60 ألفاً لـ نقلة الجرار و180 ألفاً للصهريج الكبير.
وناشد الأهالي بضرورة إيجاد حل لمعاناتهم وعجزهم عن تأمين أثمان نقلات مياه الشرب، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والضيقة التي حرمت معظمهم من تأمين أبسط متطلبات الحياة المعيشية لتأتي نفقات شراء المياه وتزيد من تلك الأعباء.
محافظة السويداء تحتاج إلى 100 ألف متر مكعب من المياه يومياً
بحسب تقرير "مؤسسة مياه السويداء" عن الواقع المائي، فإنّ عدد الآبار المعطلة في المؤسسة وصل إلى 67 بئراً من أصل 285 بئراً مستثمرة على ساحة المحافظة منها 50 بئراً بحاجة إلى مضخات غاطسة و17 بئراً بحاجة إلى عمليات اصطياد للتجهيزات التي وقعت فيها.
وأشار التقرير إلى وجود 24 بئراً محفورة تحتاج إلى تجهيزات كاملة من مضخات غاطسة وأفقية وبواري إكساء وكابلات ولوحات كهربائية ليتم استثمارها بالشكل الفعلي، لافتاً إلى أن كامل محافظة السويداء تحتاج إلى كمية 100 ألف متر مكعب من المياه يومياً، ويتوفّر من هذه الكمية حالياً نحو 40 ألف متر مكعب.
أما مدينة السويداء ونظراً للكثافة السكانية وارتفاع عدد المستفيدين من مياه الشرب، فهي تحتاج إلى 30 ألف متر مكعب يومياً، لا يتوفر منها أكثر من 9 آلاف متر مكعب يومياً.
وبيّنت "مؤسسة المياه" أنه نظراً لقلة الأمطار التي سقطت هذا العام، فإن محافظة السويداء أمام واقع مزر، حيث من المتوقّع خروج كمية لا تقل عن 20 ألف متر مكعب يومياً من تلك الكميات، في حال توقفت محطات التصفية المقامة على سدود الروم وجبل العرب والمشنف وحبران والمستثمرة لمصلحة مياه الشرب.
اقرأ أيضاً.. السويداء: الأهالي يجمعون التبرعات لتوفير المياه
وأوضحت أن هذا الواقع يدعو للقلق ولا بد من العمل الجاد لتأمين مضخات غاطسة جديدة وتجهيزات كهربائية وميكانيكية لاستثمار الآبار الجديدة وصيانة الآبار المعطلة، بالتعاون مع الجهات المعنية والجهات المانحة عبر المنظمات الدولية وبالسرعة القصوى، إضافة إلى حل مشكلات التيار الكهربائي برفع الجهد وتشغيل الآبار الهامة على خطوط محايدة عن التقنين الكهربائي.
يشار إلى أنّ محافظة السويداء شهدت، منتصف العام المنصرم، احتجاجات رافقها قطع طرقات، بسبب أزمة مياه خانقة تعاني منها المحافظة.