نشرت وسائل إعلام تركية مقطعاً جديداً يظهر فيه أحد السائقين الأتراك وهو يهجم على الشاب السوري "حمزة حمامي" بعد أن أخرج "ساطوراً" من سيارته.
وقال موقع "سوزجو" الإخباري التركي إن أحد السائقين تشاجر مع التاجر السوري حمزة حمامي الذي كان جالسًا على جانب الطريق أمام محله، قرابة الساعة الـ17.00 من يوم الثلاثاء الماضي في حي باغجلار بإسطنبول، بذريعة أنه يعيق حركة المرور.
ويضيف الموقع أنه بعد اندلاع الشجار بين السائق وصاحب المحل السوري، وبمشاركة آخرين كانوا موجودين في المكان، دخل الشارع في حالة من الفوضى ثم أخرج حمزة حمامي الكرسي من داخل محله مرة أخرى وجلس وهو يهتف: "الرجل منكم يواجهني".
وفور انتشار لقطات الحادثة، فتحت النيابة تحقيقاً ضد حمزة بتهمة إلقاء "كلمات مهينة وتهديدية من شأنها إثارة الكراهية والعداوة بين الناس''. وتم على إثرها توقيف حمامي وتسليمه إلى مركز الشرطة لتتم إحالته بعد الإجراءات إلى المحكمة المختصة.
صور جديدة للحادثة
وتظهر اللقطات الجديدة أحد الأشخاص يحمل ساطوراً مغلفاً بالورق كان قد تناوله من سيارته، محاولاً الهجوم على حمامي في أثناء المشادات الكلامية بينهما. إلا أن المواطنين تدخلوا لإبعاد المهاجم وساطوره.
ترحيل الشاب السوري
وكانت السلطات التركية قد نقلت حمزة حمامي إلى دائرة الهجرة بهدف ترحيله إلى سوريا على خلفية انتشار مقطع جلوس الشاب على كرسيه في وسط الشارع معيقاً حركة المرور.
وأفادت مديرية أمن إسطنبول في بيان لها أن قوات الشرطة ألقت القبض على حمام بأمر من المدعي العام بتهمة "نشر الكراهية والعداء بين الناس" إثر دخوله في مشادة كلامية مع بعض المواطنين في منطقة باغجلار وسط إسطنبول.
Bağcılar'da dükkanının önünde yol kenarına koyduğu sandalyede oturarak etrafa tehditler savuran, "Erkek olan gelsin" diyen Suriyeli esnaf Hamza Hammamı sınır dışı edilmek üzere Göç İdaresine teslim edildi. pic.twitter.com/blGFYhMH9Z
— Emin Haber (@eminhaber34) April 14, 2022
وأشار حمامي في أثناء تقديم إفادته أمام النيابة بتهم "الإيذاء المتعمد" و"الإهانة" و"التهديد" و"تحريض الناس على الكراهية والعداوة" إلى كونه يعيش في تركيا منذ 7-8 سنوات ويستطيع التحدث باللغة التركية بشكل كافٍ، رافضاً التهم الموجهة إليه ولا يمكن أن يقبل بها.
الترحيل من وجهة نظر قانونية وإنسانية
وفي حوار سابق لموقع تلفزيون سوريا مع رئيس "مركز أبحاث اللجوء والهجرة –İGAM "، والمتحدث الرسمي السابق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا، وأحد أبرز مناصري حقوق السوريين في تركيا، السيد "متين جوراباتر –Metin ÇORABATIR"؛ أكد أن دعوات وتهديدات ترحيل السوريين يخالف أحد أهم بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو "حق العيش بدون خوف"، لما تسببه من مخاوف للسوريين بحسب رأي "جوراباتر".
ما يزال السوريون لاجئين من المنظور الحقوقي الدولي وفقا لـ "جوراباتر"، إذ إن اللاجئ يعرف بحسب "سبب تركه لبلده وليس بحسب الصفة التي تطلقها عليه الدولة المستضيفة". وهذه الحقيقة هي سبب عجز أي جهة تدعي ترحيل السوريين عن تطبيق وعودها في المستقبل، إذ تنص المادة 33 من اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، على منع الدول من إعادة اللاجئين إلى أماكن الخطر.
وأضاف: "ما يزال المجتمع الدولي يعتبر سوريا غير آمنة للعودة، لذا ليس هناك أي طريقة لتركيا للالتفاف على المادة 33 من اتفاقية عام 1951 إذا أرادت البقاء كجزء من المجتمع الدولي".
ويرى "جوراباتر" أن وعود ترحيل السوريين ساذجة وغير واقعية أبداً، إذ إن نسب عودة اللاجئين في العالم ضئيلة وذلك لعجز المجتمع الدولي عن "إحلال السلام أو إسقاط دكتاتور" في أماكن الصراع.