icon
التغطية الحية

الخوذ البيضاء تصدر تقريراً في الذكرى السنوية التاسعة للتدخل الروسي في سوريا

2024.09.28 | 18:21 دمشق

فرق الخوذ البيضاء تسعف عائلة أصيبت بهجوم مسيرة انتحارية في ريف حلب - 28 نيسان 2024 (الدفاع المدني السوري)
فرق الخوذ البيضاء تسعف عائلة أصيبت بهجوم مسيرة انتحارية في ريف حلب - 28 نيسان 2024 (الدفاع المدني السوري)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص: 

  • أصدرت "الخوذ البيضاء" تقريراً في الذكرى التاسعة للتدخل الروسي في سوريا، مؤكدة أن روسيا استخدمت حماية حليفها الاستراتيجي كذريعة لاغتيال حلم السوريين في التغيير.
  • وثقت فرق الدفاع المدني مقتل 4073 مدنياً وإصابة 8431 آخرين من جراء 5751 هجوماً روسياً منذ بدء التدخل العسكري في 2015.
  • استهدفت الهجمات الروسية المرافق العامة والخدمية، بما في ذلك المنازل، المشافي، الأسواق والمدارس، بهدف تهجير المدنيين وتدمير البنية التحتية.
  • واجهت فرق "الخوذ البيضاء" هجمات مزدوجة متعمدة، إذ قُتل 49 متطوعاً وجُرح 163 آخرين منذ بداية التدخل.
  • استغلت روسيا الملف الإنساني للابتزاز السياسي، وربطت استمرار المساعدات الإنسانية بتنازلات سياسية لصالح نظام الأسد.

أصدر الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، اليوم السبت، تقريراً في الذكرى التاسعة للتدخل العسكري الروسي في سوريا، مؤكدة أن ذريعة روسيا المتمثلة في حماية حليف استراتيجي، وتعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، واستعادة دورها على الساحة الدولية، كانت مجرد غطاء لاغتيال حلم السوريين في التغيير.

وأشار الدفاع المدني أنه في 30 أيلول/سبتمبر 2015، أعلنت روسيا رسمياً تدخلها العسكري المباشر لصالح النظام السوري، متحولة من دور الحامي السياسي إلى الحامي العسكري المباشر، متكفلة بإنقاذ النظام من السقوط والانهيار.

وبعد مرور تسع سنوات، أكدت روسيا أن مصالحها الجيوسياسية تتفوق على رغبة السوريين في التغيير والحياة الكريمة، مستعدة لاستخدام كل الوسائل، بما فيها القتل والتدمير الواسع، لتحقيق أهدافها، من دون اكتراث بالقوانين الدولية أو الالتزامات الأخلاقية.

سياسة الأرض المحروقة وقتل ممنهج

وقالت "الخوذ البيضاء" إن روسيا استخدمت قوتها العسكرية بوحشية في سوريا، متبعة سياسة الأرض المحروقة، ما أدى إلى تبعات كارثية على المستوى الإنساني من حيث عدد الضحايا والتهجير القسري، إذ وثقت فرق الدفاع المدني حتى 12 أيلول/سبتمبر 2024، مقتل 4073 مدنياً وإصابة 8431 آخرين في 5751 هجوماً روسياً.

استهداف المرافق الحيوية

وأضافت أن روسيا دأبت على استهداف المرافق العامة والمؤسسات الخدمية والصحية والتعليمية على مدار 9 سنوات من تدخلها المباشر في سوريا لصالح النظام، إذ تركزت الهجمات الروسية على مراكز المدن ومنازل المدنيين والمرافق الحيوية، بهدف تهجير المدنيين وتدمير كل أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم.

واستهدف 3838 هجوماً منازل المدنيين، ما أسفر عن مقتل 3221 مدنياً، بينهم 1001 طفل و651 امرأة. تلتها الاستهدافات للأراضي الزراعية، إذ شُنَّ 985 هجوماً أسفرت عن مقتل 102 شخص، بينهم 27 طفلاً و14 امرأة. ثم الطرق بـ336 هجوماً، ما أدى إلى مقتل 123 شخصاً، بينهم 22 طفلاً و10 نساء.

وأشارت إلى أن الهجمات على الأسواق الشعبية كانت من الهجمات الأكثر دموية، إذ استهدف 54 هجوماً الأسواق الشعبية المزدحمة، مما أسفر عن مقتل 356 شخصاً، من بينهم 78 طفلاً و53 امرأة.

كما استهدف 70 هجوماً المشافي، ما أدى إلى تدمير معظمها وإخراجها من الخدمة. وطالت الهجمات المباني العامة والمساجد والمخابز والأسواق الشعبية، مما أسفر عن مقتل 42 مدنياً وجرح 145 آخرين.

وطال 73 هجوماً الغابات، و64 هجوماً مراكز وفرق الدفاع المدني السوري، و49 هجوماً المباني العامة، و47 هجوماً المدارس. كما استهدفت الاعتداءات الروسية المساجد والمخابز ومخيمات النازحين وغيرها من المنشآت العامة والحيوية.

وذكر التقرير أن فرق الدفاع المدني السوري وثقت خلال الأعوام الثلاثة الماضية 14 اعتداءً على الأقل على مزارع تربية الدواجن في العديد من القرى في ريفي إدلب وحلب، من أبرزها معرة مصرين وكفردريان والجديدة، مما أدى إلى قتلى وجرحى بين المدنيين، ونفوق آلاف الدواجن.

استهداف فرق الإنقاذ والتضليل الإعلامي

وأشار التقرير إلى أن فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" واجهت هجمات مزدوجة من الطائرات الروسية، التي استهدفت فرق الإنقاذ بعد وصولهم إلى أماكن الغارات الأولى، إذ قُتل 49 متطوعاً من الخوذ البيضاء وجُرح 163 آخرين منذ بداية التدخل الروسي. بالإضافة إلى حملات التضليل الإعلامي الروسي التي هدفت إلى تشويه صورة الخوذ البيضاء واتهامها بالإرهاب.

ابتزاز سياسي واستغلال المساعدات الإنسانية

وأكد التقرير أن روسيا استغلت الملف الإنساني كأداة للابتزاز السياسي، إذ ربطت استمرار المساعدات الإنسانية بتقديم تنازلات لصالح نظام الأسد، ومحاولة تعويمه سياسياً. كما سعت للاستفادة من الظروف التي خلّفها زلزال 6 شباط/فبراير 2023 المدمر، عبر توجيه أموال المساعدات الدولية نحو إعادة إعمار مؤسسات النظام.

الجرائم من دون محاسبة

وصفت "الخوذ البيضاء" الجرائم التي ارتكبتها روسيا على مدى السنوات الماضية بأنها جرائم حرب تستوجب المحاسبة.

وأشارت إلى أن استمرار الصمت الدولي سيشجع روسيا على مواصلة استهداف المدنيين، مما يشكل تهديداً على حياة أكثر من 4 ملايين مدني في شمال غربي سوريا.

وطالبت المؤسسة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، وحماية المدنيين، والعمل على محاسبة مرتكبي الجرائم عبر آليات واضحة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يفتح الباب لتحقيق العدالة للسوريين بعد 13 عاماً من المعاناة.