يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم 232 للحرب، قصف مناطق عدة في قطاع غزة، وسط استمرار الاشتباكات في جباليا ورفح جنوباً منذ 14 يوماً، في حين أعلن مستشفى كمال عدوان خروجه عن الخدمة بسبب شح الوقود.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد عائلات في القطاع وصل منها إلى المستشفيات 46 قتيلاً و130 جريحاً خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأعلنت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب إلى 35.903 قتلى فلسطينيين و80.420 جريحاً منذ بداية الحرب.
وأفادت تقارير ميدانية، بأن 10 فلسطينيين قتلوا ونحو 20 آخرين أصيبوا بقصف إسرائيلي لمدرسة تؤوي مئات النازحين بمنطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة.
وقُتل 6 فلسطينيين في قصف الطائرات الإسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين عند جسر وادي غزة وسط القطاع، بحسب وكالة "الأناضول".
وفي رفح، شنت طائرات إسرائيلية سلسلة غارات تستهدف مخيم الشابورة وسط المدينة، ودمرت عددا من المباني والطرقات وشبكات الصرف الصحي.
معارك في الشمال والجنوب
شمالي مدينة غزة، يستمر الجيش الإسرائيلي بعملياته العسكرية في مخيم جباليا، لليوم الـ 14 على التوالي، وسط إرسال تعزيزات إلى المخيم.
وفجر اليوم، استهدفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي حي الزيتون شرق مدينة غزة، بحسب قناة "الأقصى الفضائية".
وأضافت القناة أن قوات الاحتلال المتمركزة في محور نتساريم تقوم بإطلاق قذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة باتجاه حي تل الهوى جنوب غزة.
في غضون ذلك، تستمر الاشتباكات والمعارك الضارية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في جباليا ورفح.
وأعلنت كتائب "عزالدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، استهداف 4 دبابات إسرائيلية من طراز "ميركافا 4" في مناطق متفرقة من مخيم جباليا.
وأوضحت "القسام"، أنها استهدفت دبابة "ميركافا 4" بقذيفة الياسين 105 خلف مدارس أبو زتون ودبابة ميركافا 4 أخرى في مخيم جباليا، وفي وقت سابق أعلنت أنها استهدفت دبابتين أخريين بقذيفتي الياسين 105 بمحيط مسجد الإمام علي شرق المخيم.
كما قالت كتائب القسام بأن مقاتليها قنصوا جنديا إسرائيليا ببندقية الغول القسامية في منطقة المشروع شمال شرق معسكر جباليا، إضافة إلى تفجير منزل ملغم ضم قوة إسرائيلية خاصة في مخيم جباليا.
بدورها، أعلنت كتائب "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، استهداف تجمع لجنود وآليات إسرائيلية متوغلة في منطقة تبة زارع شمال شرقي مدينة رفح، بصاروخ موجه.
الأوضاع الإنسانية
أعلن مدير مستشفى كمال عدوان بغزة حسام أبو صفية خروج المستشفى عن الخدمة بسبب الحصار وانقطاع الكهرباء، وهو المستشفى الوحيد الذي يقدم خدمات في الشمال.
وقال أبو صفية، إن جيش الاحتلال لم ينسحب من محيط المستشفى، مشيراً إلى أن بعض المرضى والأطفال الخدج لا يزالون داخل المستشفى
بدورها، طالبت إدارة مستشفى الكويت منظمة الصحة العالمية بتوفير الوقود، لضمان استمرار عمل المستشفى الوحيد وسط رفح.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أكثر من 20 ألف جريح ومريض ينتظرون فتح معبر رفح لمغادرة القطاع من أجل العلاج، في ظل سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني مع المعبر الحدودي مع مصر.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة: "منذ إعادة (إسرائيل) احتلال معبر رفح لم يتمكن أي مريض أو جريح من الخروج من قطاع غزة، وحتى أولئك الذين هم في الخارج لا يمكنهم العودة إلى وطنهم".
وفي 7 أيار/ مايو الجاري، سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني مع معبر رفح الحدودي مع مصر، وردت القاهرة برفض التنسيق مع تل أبيب بشأن المعبر، واتهامها بالتسبب في كارثة إنسانية بالقطاع.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أكدت، الثلاثاء الماضي، أن إسرائيل جعلت المستشفيات هدفا رئيسيا لحربها المستمرة على قطاع غزة، موثقة 90 حادثة استهداف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ووفقاً للصحيفة، فإن 23 من أصل 36 مستشفى في غزة تعرضت لأضرار أو خرجت عن الخدمة من جراء القصف الإسرائيلي.
ويفتقد النازحون الفلسطينيون لمكان آمن بعد تهجيرهم عدة مرات داخل القطاع المساعدات الغذائية أيضاً، الأمر الذي دعا منظمات الأمم المتحدة للتحذير من مجاعة بسبب إغلاق معبر رفح.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن النازحين في غزة أجبروا على الفرار 6 مرات ولا أمن في القطاع مع استمرار القصف ونقص الإمدادات الحيوية.
أكدت الأمم المتحدة، أن وصول المساعدات إلى قطاع غزة تراجع بشكل كبير جدا منذ بدء قوات الاحتلال الإسرائيلي في السابع من مايو/أيار الجاري عملية عسكرية في رفح جنوبي القطاع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنه خلال الفترة ما بين الـ7 والـ23 من مايو/أيار الجاري لم يدخل إلى القطاع سوى 906 شاحنات فقط، نحو 800 منها كانت محملة بإمدادات غذائية، وهو عدد ضئيل جدا، مقارنة بعدد سكان القطاع الذي يبلغ نحو 2.3 مليون نسمة، يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء
في غضون ذلك، كشفت "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة، اليوم السبت، انفصال جزء من الرصيف الأميركي العائم قبالة سواحل غزة وانزياحه باتجاه مدينة أشدود بسبب الأمواج العالية.
سياسياً
ويتزامن القصف الإسرائيلي على جباليا ورفح مع قرار محكمة العدل الدولية، أمس الجمعة، والذي يأمر إسرائيل بوقف العملية العسكرية في رفح فوراً.
وبموافقة 13 من أعضائها مقابل رفض عضوين، أصدرت محكمة العدل، الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالب إسرائيل بأن "توقف فورا هجومها على رفح"، و"تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة"، و"تقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها" بهذا الصدد.
ولاقى قرار المحكمة ترحيبا عربيا ودوليا، ومن منظمات دولية، طالبوا جميعا إسرائيل بالانصياع لأوامر المحكمة، ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في هذا الصدد، مقابل "غطرسة" إسرائيل التي هاجمت القرار وتحدته بتكثيف هجماتها على قطاع غزة.
وجاءت تدابير محكمة العدل الجديدة استجابة لطلب من جنوب إفريقيا ضمن دعوى شاملة رفعتها بريتوريا نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023، وتتهم فيها تل أبيب بـ"ارتكاب جرائم إبادة جماعية" في قطاع غزة.