البث المباشر
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" عن تسريب معلومات، حول تحضير مرسوم تجنيس جديد، يمنح الجنسية اللبنانية لمئات السوريين والعراقيين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، ما وصفته باستدراج عروض لمتمولين سوريين مستعدين لدفع أموال طائلة، مقابل الحصول على جواز السفر اللبناني.
وقالت المصادر، اليوم الإثنين، إن رجال أعمال سوريين مقيمين في الخارج، ومتمولين عراقيين موجودين في لبنان، كلفوا مكاتب متخصصة بتخليص المعاملات بتحضير الأوراق والوثائق المطلوبة لمرسوم التجنيس.
لماذا التركيز على السوريين تحديدا؟
أفادت مصادر "الشرق الأوسط"، بأن عشرات المتمولين السوريين يهمهم الحصول على جواز السفر اللبناني، لا سيما في ظل العقوبات الدولية على النظام السوري.
ومن المتوقع أن يحظى المتجنسون الجدد بحرية في التحرك، تحررهم إلى حد كبير في عملية التحويلات المالية في الخارج، على وجه التحديد.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد مدد العقوبات المفروضة على النظام السوري لعام آخر، بسبب استمرار ممارساته الوحشية ضد السوريين، وتهديده لأمن المنطقة والولايات المتحدة الأميركية، وفق بيان للبيت الأبيض، منشور بتاريخ 9 أيار الجاري.
كيف يجري التحضير للمرسوم في قصر بعبدا؟
وأكدت مصادر مطلعة على أجواء القصر الرئاسي في بعبدا، طلبات تجنيس مقدمة من قبل "مستحقين"، بعضهم تغلب عليهم الحالات الإنسانية، كالأشخاص المتزوجين من لبنانيات.
لكن المصادر أوضحت أن المرسوم "ليس على نار حامية"، لأن اهتمام الرئيس اللبناني، ميشال عون، وفريقه منصب على عملية الإنقاذ المالي الاقتصادي والإصلاحات التي توقف الانهيار، وغيرها من الاستحقاقات المهمة.
وشهد لبنان انهياراً مالياً عام 2019، أصيبت على أثره البنوك بالشلل، وأدى إلى موجة احتجاجات شعبية، وفي بداية نيسان الماضي، أشار نائب رئيس الوزراء سعادة الشامي، إلى إفلاس الدولة ومصرف لبنان، لكن الحكومة نفت الصفة الرسمية عن هذه التصريحات.
ما رأي وزارة الداخلية؟
تؤدي وزارة الداخلية في لبنان دوراً رئيسياً في تمرير مراسيم التجنيس، كون مديرية الأحوال الشخصية معنية بالتدقيق بالمرسوم والأسماء التي يتضمنها.
وبحسب مصادر في الوزارة، فإن الداخلية لم تتبلغ أي إشعار بخصوص مرسوم تجنيس جديد، علماً أن توقيع وزير الداخلية على المرسوم إلزامي.
هل من حق عون أن يمنح الجنسية؟
تأتي التسريبات حول مرسوم التجنيس الآن، قبل انتهاء ولاية عون بخمسة أشهر فقط، وهو ما يعتبر حقا دستوريا للرئيس في سنة ولايته الأخيرة.
ويمنح الرئيس بموجب هذا الحق الجنسية وفق اعتبارات يراها مناسبة، وكان الرئيس ميشال سليمان قد منح الجنسية لـ7 آلاف شخص، كما منحها الرئيس إلياس الهراوي لـ300 ألف شخص، وغيرهم من الرؤساء، بحسب مصادر "الشرق الأوسط".
لكن الرئيس عون بدأ ولايته بمرسوم مشابه، منح من خلاله الجنسية لـ200 شخص، أغلبهم سوريون مقربون من نظام الأسد، وبعضهم مدرج على لوائح العقوبات الأميركية.
