ارتفع سعر ورقة يانصيب معرض دمشق الدولي سحب رأس السنة 2024، ليصل إلى 20 ألف ليرة في السوق السوداء، والسعر قابل للارتفاع أكثر كلما اقترب موعد السحب، وسط توقعات بأن يصل سعرها إلى 25 ألف ليرة أو أكثر في يوم السحب المحدد بتاريخ 9 من كانون الثاني 2024.
يلقى إصدار رأس السنة إقبالاً من السوريين، الذين يعيش أكثر من 95 في المئة منهم تحت خط الفقر، على أمل أن يستطيعوا تحقيق بعضاً من أحلامهم التي من المستحيل تحقيقها تبعاً للظروف الاقتصادية الراهنة سوى بورقة يانصيب رابحة.
جائزة اليانصيب الكبرى ينهشها التضخم
رغم أن الجائزة الكبرى هذا العام تصل إلى مليار ليرة إلا أنها بالكاد تساوي 70.4 ألف دولار وهي أقل من إصدار رأس السنة 2023 الذي كان محدداً بنصف مليار ليرة لكن وفقاً لسعر الدولار حينذاك، كانت تساوي أكثر من 87.7 ألف دولار بسعر دولار حينذاك 5700 ليرة، بينما وصل سعره حالياً إلى 14200 ليرة.
"قد لا تشتري المليار ليرة منزلاً في مكان جيد بالعاصمة، وقد لا تكفي لشراء سيارة حديثة كالتي يركبها أبناء المسؤولين في سوريا، لكن يمكن أن تكفي لشراء منزل في العشوائيات أو في ريف دمشق مع سيارة موديل 2010، ويمكنها أيضاً أن تحل مشكلات عميقة وحساسة تعيشها كثير من الأسر السورية بخصوص كسب المال لاستمرار العيش، فقد تكون كافية للقيام بمشروع ما، علماً أن أغلب المشاريع قد تخسر لاحقاً نتيجة كثرة الضرائب المالية ومضايقات الجمارك وارتفاع التكاليف وغياب الكهرباء"، يتحدث قاسم؛ رب أسرة من 5 أفراد ويعمل كمحاسب في شركة خاصة براتب يصل إلى 3.5 ملايين ليرة شهرياً (246 دولارا تقريباً) وهي لا تكفيه شيئاً لولا وظيفة ابنه الأكبر.
يانصيب معرض دمشق.. شراء بصيص أمل
يعيش فائق في المزة جبل بمنزل أجرته الشهرية 500 ألف ليرة، ويقول لموقع تلفزيون سوريا "اشتريت البطاقة منذ أسبوع تقريباً بـ18 ألف ليرة. أعلم أن الربح بعيد المنال لكنني أشتري أحلاماً بهذه البطاقة سنوياً، حيث أعيش أنا وأسرتي في أجواء تنسينا مصاعب الحياة، ونقوم بتقسيم المبلغ يومياً وكأننا سنربحه، ونقوم بحل كل مشاكلنا، وكل ذلك بورقة غالباً ستخسر".
أغلب من يشترون بطاقات رأس السنة، يؤكدون أنهم يعيشون ذات الأجواء في نهاية العام. يقول عماد الذي اشترى البطاقة مؤخراً بـ20 ألف ليرة، إنه اشترى جرعة أمل فقدها منذ 10 سنوات على الأقل، مشيراً إلى أنه رغم قناعته بمتاجرة حيتان السوق حتى ببطاقات اليانصيب، إلا أنه اشتراها وساهم بزيادة ربحهم ليعيش الأمل: "أريد أن أشتري منزلاً وأستريح من طمع أصحاب العقارات. أطمح بأن أحقق حلمي بشراء زي رسمي أسود وأن أركب سيارة حديثة، وأن أدخل مجال التجارة، وأرتاح من عملي في صب البيتون الذي بالكاد يؤمن لي قوت يومي دون أي إضافات أخرى".
السعر الرسمي 8 آلاف فقط
رغم أن أوراق يانصيب إصدار رأس السنة والتي تكون جائزتها هي الأكبر بين الإصدارات عادةً، عبارة عن الضوء الوحيد في النفق المظلم لكثير من الأسر، إلا أن ذلك لم يمنع "حيتان التجار" كما وصفهم البعض، بالمتاجرة فيها بتواطؤ مع المتنفذين في مؤسسة البريد والمعارض. طرحت مؤسسة المعارض البطاقة بسعر 8 آلاف ليرة للعموم في 19 من الشهر الماضي، لكنها لم تباع بهذا السعر منذ أن طرحت، وفقاً للباعة الذين تحدث معهم الموقع.
لم تعلن مؤسسة المعارض عن السعر الرسمي على صفحتها في "فيس بوك" لسبب مجهول، لكن مصادر في المؤسسة أكدت لموقع تلفزيون سوريا أن السعر الرسمي هو 8 آلاف ليرة، ويقول مصدر في جمعية حماية المستهلك، إن بضعة تجار فقط يقومون سنوياً بشراء أغلب الأوراق من مختلف المحافظات فور طرحها للمعتمدين باتفاق مسبق مع المعنيين، ثم يقوم هؤلاء بحبس الأوراق وضخ بعضاً منها بين الحين والآخر وبأسعار ترتفع كلما اقترب موعد السحب، ثم يقومون بضخ الدفعة الأخيرة وهي الأقل قبل ساعات من السحب بسعر مرتفع جداً.
ويضيف المصدر "من يحتكرون بطاقات اليانصيب يحققون أرباحاً كبيرة بعملية مضاربة سهلة ولا توجد عليها عقوبة قانونية، حيث لا يمكن محاسبة أحد على عدد بطاقات اليانصيب التي بحوزته، بينما يجب أن تكون الرقابة منذ البداية وعند الضخ الأول، وأن تتوافر هذه البطاقات في منافذ عدة مراقبة وليس عبر معتمدين يساعدون المحتكرين، ولا عبر مؤسسة البريد فقط، فمن الممكن أن تباع البطاقات في صالات السورية للتجارة، على الرغم من أن تلك الصالات تعاني أيضاً من السرقة وعدم الضبط، إلا أنها ستكون مجبرة ببيع البطاقات بالسعر الرسمي".