أكد القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو على أنه "من الأهمية بمكان أن يعرف جميع السوريين أنه بخلاف خلافاتنا السياسية الجادة مع النظام السوري، فإن الاتحاد الأوروبي يموّل المشاريع الإنسانية على الأرض".
وفي تصريحات نقلتها قناة "الحرة" الأميركية، قال ستوينيسكو إن زيارة البعثة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى مناطق تحت سيطرة النظام السوري في حلب وحمص وحماة "لها أهمية قصوى"، مضيفاً أنه "مع الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الإنسانية المتزايدة".
وأوضح ستوينيسكو أن الاتحاد الأوروبي "يعتبر أكبر مانح للأزمة السورية، من خلال المشروعات الممولة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك المحافظات الثلاث التي نزورها"، مشيراً إلى أن هذه المشاريع "لا تنقذ الأرواح فحسب، بل تعمل أيضاً على تحسين سبل العيش وتعزيز المرونة والتماسك الاجتماعي".
محطة مياه الخفسة
ووفق القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا فإن محطة مياه الخفسة في حلب، وهي جزء من أكبر نظام لتزويد مياه الشرب في سوريا، توفر مياه الشرب لأكثر من 3.5 ملايين شخص.
وقال ستوينيسكو إن مشروع المحطة يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي "من خلال دعم عمليات الحماية المدنية الأوروبية والمساعدات الإنسانية لاستثمارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في البنية التحتية الحيوية للمياه".
كما تشمل زيارة الوفد المشترك إلى مناطق تحت سيطرة النظام السوري مشاريع أخرى، خاصة التي تتعلق بدعم منظمات المجتمع المدني وحماية الطفل، وفق ستوينيسكو.
وأكد القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا على أن "هذه المهمة تظهر التزام الاتحاد الأوروبي المستمر والقوي بمساعدة السوريين المحتاجين".
"أوتشا": الأزمة في سوريا لم تنته
والإثنين الماضي، بدأ القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا زيارة إلى مدن تحت سيطرة النظام السوري، وذلك بالاشتراك مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".
ونشر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا صوراً لدان ستوينسكو مع منسق الشؤون الإنسانية الأممي في سوريا، عمران رضا، قرب طائرة تابعة للأمم المتحدة في مطار حلب.
وقال المكتب تعليقاً على الصور إن هذه "الزيارة المشتركة الأولى مع بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، تترافق مع ازدياد الاحتياجات الإنسانية في سوريا بشكل سريع"، مؤكداً على أن "الأزمة لم تنته بعد، وأنه من المهم التركيز على التعافي ودعم الاستثمارات لتعزيز القدرة على الصمود لتجنب مزيد من التدهور".
الزيارة الأولى لمسؤول أوروبي منذ 2011
وفي تصريحات سابقة لـ "تلفزيون سوريا"، شدد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو، على أن سياسة الاتحاد "ثابتة تجاه نظام الأسد"، مؤكداً أن العقوبات المفروضة عليه "ستستمر".
وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي "متوافقة على أنها لن تشارك في عملية إعادة الإعمار التي يسعى إليها النظام، وذلك للضغط عليه حتى ينخرط في العملية السياسية بشكل صادق".
ولفت رئيس البعثة أن "السياسة الأوروبية تجاه النظام لن تتغير إلّا في حالة انفتاح النظام في دمشق بصدق على إحداث تغيير وتقدم حقيقي في ملف العملية السياسية".
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لمسؤول في الاتحاد الأوروبي لمناطق سيطرة النظام السوري منذ العام 2011، كما لم يسبق التمهيد لهذه الزيارة أو الإعلان عنها من قبل الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
وبدأ الاتحاد الأوروبي بفرض عقوباته على النظام السوري في آب من العام 2011، وذلك رداً على قمع النظام للاحتجاجات المدنية، والانتهاكات التي ارتكبتها قواته بحق السوريين، ويشدد على الحل السياسي بموجب قرار مجلس الأمن 2254.
ويؤكد الاتحاد الأوروبي على أن العقوبات على النظام السوري "تهدف إلى تجنّب أي تأثير على المساعدة الإنسانية، وعدم التأثير على توصيل الغذاء والأدوية والمعدات الطبية"، وفق بياناته الرسمية.