حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الجمعة، من أن الوضع في الضفة الغربية "قد يخرج عن السيطرة"، في تصاعد التوتر وأعمال العنف التي شهدتها المنطقة في أعقاب اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمدينة جنين ومخيمها الإثنين الماضي.
وقال تورك، في بيان رسمي نقلت وكالة "فرانس برس"، إن عمليات القتل الأخيرة وأعمال العنف وكذلك الخطاب الناريّ لا تؤدي سوى إلى دفع الإسرائيليين والفلسطينيين أعمق في الهاوية.
وطالب المسؤول الأممي إسرائيل بوقف الاحتلال واحترام حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال تورك، وفقاً للبيان، على إسرائيل العمل بصورة عاجلة على تعديل سياساتها وأعمالها في الضفة الغربية المحتلة بما يتوافق مع معايير حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك حماية الحق في الحياة واحترامه.
وأضاف تورك، من واجب إسرائيل أيضا بصفتها قوة محتلّة، وعملا بالقانون الإنساني الدولي، أن تضمن النظام العام والسلامة في المنطقة الفلسطينية المحتلة.
وأكد المسؤول الأممي، من أجل أن يتوقف هذا العنف، يجب أن يتوقف الاحتلال.
تصاعد التوتر في الضفة
يأتي التحذير الأممي في وقت يتصاعد فيه التوتر بالضفة الغربية المحتلة، أسفر عن قتلى في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وحرق منازل ومركبات فلسطينية من قبل مستوطنين إسرائيليين.
الإثنين الماضي، قتل 7 فلسطينيين وأصيب العشرات بالرصاص في اقتحام مدينة ومخيم جنين، استخدم فيها الاحتلال سلاح الجو لأول مرة منذ 17 عاماً.
رداً على ذلك، قتل أربعة مستوطنين إسرائيليين وأصيب أربعة آخرين بجروح، الثلاثاء، في عملية إطلاق نار في مستوطنة "عيلي" بالقرب من رام الله وسط الضفة، نفذها فلسطينيان قتلا لاحقاً، وعلى إثرها شن مستوطنون هجمات في العديد من البلدات.
الأربعاء، شن مئات المستوطنين هجوماً "وحشياً" على بلدة ترمسعيا شمال رام الله، بعد الانتهاء من مراسم دفن المستوطنين القتلى في "عيلي"، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
أسفر الهجوم على ترمسعيا عن مقتل شاب فلسطيني وجرح 12 آخرين وحرق وتكسير عشرات المنازل والسيارات والدونمات من الأراضي الزراعية.
ويرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم جنود الاحتلال والمستوطنون منذ بداية العام الحالي إلى 174 شخصا، في المقابل قتل 25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطاليا، وفقا لإحصاء أعدته "فرانس بريس".
اعتداءات المستوطنين
بالتزامن مع الهجوم على ترمسعيا، أعلن نتنياهو موافقة الحكومة على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "عيلي" في موقع بالقرب من مكان مقتل أربعة مستوطنين.
ومنذ صباح الخميس، يواصل المستوطنون الاستيلاء على أراض تعود ملكيتها لفلسطينيين في وسط وشمال الضفة الغربية المحتلة لإقامة بؤر استيطانية رعوية مصطحبين معهم أبقارهم والمواشي.
وتعليقاً على اعتداءات المستوطنين، قال السفير الأميركي في إسرائيل توم نيدس، أمس الخميس، "لن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب عنف المستوطنين، والذي يجب أن يتوقف".
تحتل إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السوري، منذ حرب 1967، وتواصل بناء المستوطنات وتقدم تسهيلات وحماية خاصة للمستوطنين في الأرض الفلسطينية.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي أنشطة غير قانونية وتطالب من دون جدوى بوقفها، محذرةً من أن ذلك يهدد مبدأ حل الدولتين.
يتوزع نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي في 146 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بحسب بيانات لحركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.