أقام مستوطنون إسرائيليون سبع بؤر استيطانية غير قانونية، أمس الخميس، في مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، ضمن سلسلة من الاعتداءات على الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم رداً على مقتل أربعة مستوطنين الثلاثاء الماضي في مستوطنة "عيلي".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، خلال ساعات قليلة أمس الخميس وبعلم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمستوى السياسي أقام مستوطنون سبع بؤر استيطانية غير شرعية في الضفة الغربية، انتقاماً لمقتل أربعة مستوطنين في "عيلي".
الثلاثاء، قتل أربعة إسرائيليين وأصيب أربعة بجروح في عملية إطلاق نار، في مستوطنة عيلي بالقرب من رام الله وسط الضفة، نفذها فلسطينيان قتلا لاحقاً، وعلى إثرها شن مستوطنون هجمات في العديد من البلدات.
يذكر أن علمية مستوطنة عيلي تأتي رداً على اقتحام الجيش الإسرائيلي، الإثنين الماضي، مدينة جنين شمالي الضفة والتي أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين وإصابة العشرات وفي المقابل أصيب عدد من جنود الاحتلال.
התשובה שלנו לטרור היא להכות בו בעוצמה ולבנות את ארצנו 🇮🇱 pic.twitter.com/wcM4Y2ceOD
— Benjamin Netanyahu - בנימין נתניהו (@netanyahu) June 21, 2023
اعتداءات المستوطنين
الأربعاء، شن مئات المستوطنين هجوماً "وحشياً" على بلدة ترمسعيا شمال رام الله، بعد الانتهاء من مراسم دفن المستوطنين القتلى في "عيلي"، وفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
أسفر الهجوم على ترمسعيا عن مقتل شاب فلسطيني وجرح 12 آخرين وحرق وتكسير عشرات المنازل والسيارات والدونمات من الأراضي الزراعية.
وبالتزامن مع الهجوم على ترمسعيا، أعلن نتنياهو موافقة الحكومة على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "عيلي" في موقع بالقرب من مكان مقتل أربعة مستوطنين.
ومنذ صباح الخميس، يواصل المستوطنون الاستيلاء على أراض تعود مليكتها لفلسطينيين في وسط وشمال الضفة الغربية المحتلة لإقامة بؤر استيطانية رعوية مصطحبين معهم أبقارهم والمواشي.
ضوء أخضر من حكومة الاحتلال
بحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية تغض الطرف بشكل كامل عن عمليات بناء بؤر استيطانية في الضفة الغربية.
وقالت الصحيفة، مع تسلم بتسلئيل سموتريتش منصب وزير ثان في وزارة الدفاع فيما يتعلق بإدارة الضفة الغربية إضافة لمنصبه وزيراً للمالية، توقفت الحكومة الإسرائيلية بشكل كامل عن إنفاذ القانون ضد البناء غير القانوني من قبل الإسرائيليين في أراضي الضفة الغربية.
يشار إلى أن البؤر الاستيطانية تختلف عن المستوطنات التي تبنيها حكومة الاحتلال في أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وفق القانون الإسرائيلي نفسه تعتبر البؤرة الاستيطانية "غير قانونية".
وطبقاً للقانون الدولي، فإن المستوطنات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية ووجود المستوطنين فيها غير شرعي.
رفض المجتمع الدولي
تثير سياسة الاستيطان الإسرائيلية انتقادات وإدانات دولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي لـ "يديعوت أحرونوت"، "قد تجد إسرائيل نفسها معزولة سياسياً إذا استمر الوضع على هذا النحو".
قال السفير الأميركي في إسرائيل توم نيدس، أمس الخميس، "لن نقف مكتوفي الأيدي ونراقب عنف المستوطنين، والذي يجب أن يتوقف".
تحتل إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السوري، منذ حرب 1967، وتواصل بناء المستوطنات وتقدم تسهيلات وحماية خاصة للمستوطنين في الأرض الفلسطينية.
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي أنشطة غير قانونية وتطالب من دون جدوى بوقفها، محذرةً من أن ذلك يهدد مبدأ حل الدولتين.
يتوزع نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي في 146 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بحسب بيانات لحركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.