انخفضت معدلات الإنجاب في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري خلال الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ، وذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد وارتفاع تكاليف الولادة وتربية الأطفال.
ونقلت صحيفة "تشرين" المقربة من النظام عن إحدى الطبيبات قولها بأن حالتين إلى ثلاث حالات يأتين يومياً إلى عيادتها بغاية إجهاض الجنين، وعند سؤالهن عن السبب يُجبنها "بسبب غلاء المعيشة وصعوبة التربية في ظل انخفاض الدخل".
وذكرت الطبيبة أن معدل الولادات تراجع بنسبة كبيرة إذ تمر عدة أشهر من دون أن تأتيها حالة ولادة بعد أن كانت في السابق تجري عملية كل يوم أو يومين.
وأشارت إلى أن الأسرّة في مشافي التوليد والأمومة تكون في بعض الأيام فارغة بعد أن كانت تخرّج السيدة فوراً نتيجة ضغط الولادات، وكذاك الحال بالنسبة للمعاينات.
ارتفاع تكاليف الولادة
وقالت الطبيبة إن كلفة عمليات الولادة القيصرية تتراوح ما بين 800 ألف إلى 6 ملايين في بعض المشافي، في حين تبدأ أسعار الولادة الطبيعية من 400 ألف وقد تصل إلى مليوني ليرة.
وبحسب الطبيبة فإن بعض الأطباء يرفضون رفضاً قاطعاً إجراء عملية ولادة طبيعية للمريضة بغض النظر عن حالتها، "فأجرة الولادة الطبيعية بالكاد تفي كلفتها"، مطالبة برفع سعر عمليات الولادة الطبيعية: "يجب أن يكون سعر الولادة الطبيعية أعلى من الولادة القيصرية فهناك بعض الحالات يبقى الطبيب يوماً كاملاً مع المريضة لحين ولادتها".
وبيّنت أنه رغم الارتفاع الكبير في أسعار الولادة، فإنها لا تقارن بارتفاع "الكشفيات لدى أطباء القلبية وأطباء التجميل الذين باتوا يتقاضون أجرتهم بالدولار على عينك يا تاجر".
وتساءلت الطبيبة: "من الطبيب الذي يستطيع أن يشتري عيادة في هذه الأيام، لا بل من يستطيع أن يستأجر عيادة وكلفة أقل عيادة 500 ألف ليرة، أو يشتري جهاز إيكو وكلفة أقل جهاز إيكو 10 آلاف دولار وصولاً إلى الصيني الذي يبلغ سعره 14 ألف دولار ويمكن أن يصل إلى 40 ألفاً حسب نوعه؟".
من جانبه أكّد نقيب الأطباء عماد سعادة للصحيفة التباين الكبير في أسعار الولادت بين مشفى وآخر، مشيراً إلى أنه لا علاقة له بالموضوع وأن النقابة لا تتدخل إلا في حال ورود شكوى متعلقة بالمهنية.
وذكر أن دائرة المشافي التابعة لوزارة الصحة هي المسؤولة عن ذلك: "ليس لدينا إمكانية بمتابعة كل عيادة فهناك 22 ألف طبيب”.
تراجع أعداد الولادات
وكان رئيس جمعية "المولدين النسائيين" والأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة دمشق مروان الحلبي قد كشف عن تراجع أعداد الولادات في مناطق سيطرة النظام السوري إلى النصف بسبب الظروف الاقتصادية السيئة وارتفاع التكاليف.
وقال في وقت سابق إن "نسبة الولادات كانت قبل عام 2010 تصل إلى 550 ألف ولادة سنوياً، وهي آخر إحصائية أجرتها الجمعية". مضيفاً أن "عدد الولادات يتناقص إلى النصف بسبب الظروف الحالية".