كشف رئيس جمعية "المولدين النسائيين" والأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة دمشق مروان الحلبي عن تراجع أعداد الولادات في مناطق سيطرة النظام السوري إلى النصف بسبب الظروف الاقتصادية السيئة وارتفاع التكاليف.
وقال الحلبي لموقع (أثر برس) المقرب من النظام السوري، إن "نسبة الولادات كانت قبل عام 2010 تصل إلى 550 ألف ولادة سنوياً، وهي آخر إحصائية أجرتها الجمعية". مضيفاً أن "عدد الولادات يتناقص إلى النصف بسبب الظروف الحالية".
وأوضح أن "الناس حالياً تؤجل الحمل والولادة نظراً للظروف الاقتصادية السيئة، بالإضافة إلى أن سفر الشباب وهجرتهم لعب دوراً كبيراً في تقليص عدد الولادات، ناهيك عن تكاليف الحمل والولادة ومصاريف الأطفال التي باتت غالية جداً، وليس بمقدور الموظف العادي تحملها".
ويرى الحلبي أن "بعض العائلات باتت تؤمن بحتمية تنظيم الأسرة بسبب تراجع الأوضاع المعيشية، لا بسبب الإجراءات التوعوية، فكل أب وأم من المتزوجين حديثاً يدركان جيداً أن إنجاب المزيد من الأبناء يجلب إليهما مآسي اقتصادية واجتماعية، وسط النظرة التشاؤمية للمستقبل وعدم وجود أفق حقيقي لكسب المزيد من المال".
تكاليف الولادة بالملايين
وتقول السيدة عالية لموقع (أثر) إن "لديها طفلاً وحيداً يبلغ من العمر ست سنوات، ولا تفكر بإنجاب طفل ثان كما كانت تخطط، وذلك بسبب الوضع الاقتصادي السيئ".
وتضيف أن "كلفة الطفل قبل أن يأتي تصل إلى نصف مليون ليرة، وبحسبة بسيطة نجد أنفسنا قد دفعنا تكاليف ولادة وأجور مستشفى وطبيب ما يقارب الـ 700 ألف ليرة، وإذا كانت الولادة في مستشفى خاص ستكون التكاليف بالملايين".
وتشير إلى أن "مصاريف الطفل لا تنتهي عند الولادة وحسب، بل تبدأ بعدها مصاريف الحفاضات والحليب واللباس والأدوية وغير ذلك، بالإضافة إلى مصروف الطفل الذي يصل إلى نصف مليون ليرة، هذا من غير طعام وشراب الأسرة".
ومع بداية العام الجاري ارتفع متوسط تكاليف المعيشة في سوريا إلى أكثر من 4 ملايين ليرة سورية شهرياً لعائلة مكونة من خمسة أفراد، بعد أن كان في نهاية شهر أيلول الماضي أكثر من 3.5 ملايين ليرة سورية، بحسب دراسة نشرتها جريدة قاسيون المحلية.