icon
التغطية الحية

اشتباكات وقطع للطرقات.. هل يتمرد مجلس دير الزور العسكري على "قسد"؟

2023.07.25 | 21:22 دمشق

آخر تحديث: 27.07.2023 | 11:12 دمشق

اشتباكات وقطع للطرقات.. هل يتمرد مجلس دير الزور العسكري على "قسد"؟
مقاتلون محليون يطردون "قسد" من حاجز بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي
 دير الزور ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

وقع الصدام المؤجل منذ شهر بين مجلس دير الزور العسكري وأبناء بعض العشائر من جهة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي ينتمي إليها المجلس من جهة أخرى، بعد فشل محاولات حل الخلافات العالقة والمتراكمة وتصعيد "أبو خولة" قائد المجلس خلال الأسبوع الفائت إعلامياً. وتحول التوتر إلى استنفار وانتشار عسكري بعد أن قتل حاجز لـ "قسد" عنصرين يتبعان لمجلس دير الزور العسكري.

وقالت مصادر عسكرية محلية لموقع تلفزيون سوريا إن حاجزاً يتبع للشرطة العسكرية (مايسمى بـ"العمليات") لدى قسد في بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي، اعترض إحدى مجموعات مجلس دير الزور العسكري، لتتطور الملاسنة إلى اشتباك قتل فيه عنصران من المجلس أحدهما محمد الصادق (من عشيرة البكير)، وأصيب آخران.

وتداولت صفحات محلية تسجيلات مصوّرة تُظهر استنفاراً كبيراً لعناصر مجلس دير الزور العسكري التابع لقسد وهم يقطعون الطرق أمام دوريات الشرطة العسكرية وقوى الأمن التابعة لـ "قسد" وذلك على إثر دعوات من قبل قادة المجلس لعناصره بالنفير.

وقال ناشط إعلامي محلي لموقع تلفزيون سوريا إن أبناء العشائر بدورهم انتفضوا وقطعوا الطرق عن مناطق الصور وخط الخابور بريف دير الزور الشمالي وقرى وبلدات البصيرة وجديد عكيدات وجديد بكارة بريف دير الزور الشرقي، وطردوا دوريات "عمليات قسد" منها.

وأكد الناشط الإعلامي أن موقف أبناء العشائر لا يعد دعماً لمجلس دير الزور العسكري، وإنما هو فرصة للتعبير عن الموقف المناهض لقسد وسياستها في المنطقة.

وانتشر تسجيل صوتي لقائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل المعروف بـ أبو خولة طالب فيه جميع القوات العسكرية التابعة له بقطع الطرقات الواصلة إلى دير الزور حتى يتم التوصل إلى حل نهائي مع قوات سوريا الديمقراطية.

كيف تعاملت قسد مع الأحداث؟

من جهتها، نشرت القيادة العامة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية بياناً قالت فيه إنها وجهت بإجراء تحقيق في الأحداث الجارية في دير الزور.

وجاء في البيان: "وجهت القيادة العامة لقوّاتنا بإجراء تحقيق عاجل في أحداث الفتنة التي جرت في دير الزور بعد ظهر اليوم، وكلّفت الأجهزة المعنية باعتقال المتورطين وتسليمهم إلى القضاء المختص".

وأضاف البيان: "قواتنا لن تتهاون في مثل هذه الأفعال التي تهدد أمن واستقرار المنطقة"، داعية إلى "تغليب المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى".

وقطعت قسد اتصالات أجهزة "اللاسلكي" العسكرية لقطع التواصل بين عناصر مجلس دير الزور العسكري، كما وردت أنباء عن توجه رتل للتحالف الدولي إلى منطقة الصور لتهدئة الوضع مع تعميم لقائد مجلس دير الزور العسكري "أبو خولة" لعناصره بعدم التعرض لقوات التحالف.

هل ينشق مجلس دير الزور العسكري عن قسد؟

تم تشكيل مجلس دير الزور العسكري من قبل "قسد" نهاية العام 2016 بقيادة "أحمد الخبيل" المعروف بـ "أبو خولة" والذي نصّب نفسه لاحقاً أميراً لعشيرة البكيّر أحد مكونات منطقة الجزيرة وشرق الفرات، وذلك ضمن هيكلية قسد التي تضم نحو 15 مجلساً عسكرياً.

وينتشر عناصر مجلس دير الزور العسكري بشكل أكبر في منطقتي الصور والبصيرة وما يتبع لها من قرى وبلدات تحت مسمى الساحات على أساس إدارة وظيفية للمناطق التي توجد فيها في حين تكون الكلمة العليا لقيادة قسد والتحالف الدولي.

وأوضح وسام الأحمد الصحفي في شبكة الشرقية 24 المحلية إن مجلس دير الزور العسكري منذ تشكيله كان أداةً لتنفيذ سياسة قسد في المنطقة ذات المكوّن العربي الصرف، حيث شهدت المنطقة تجاوزات متكررة بحق الأهالي عدا عن تردي الأوضاع الأمنية إلى حد الانفلات.

ويضيف "الأحمد" لموقع تلفزيون سوريا: "من المستبعد حدوث انشقاق أو تمّرد فعلي لأبي خولة وعناصره على قسد، وذلك لعدة أسباب أبرزها عدم وجود حاضنة له بسبب فساده وسلوكه ضد أهله وعشائر المنطقة، فالجميع يعلم بأن قسد هي من صنعت أبو خولة وسلّطته على المنطقة. ومن يتابع تسجيلات قائد مجلس دير الزور العسكري الأخيرة يلاحظ بأنه لم يتمرد على قسد بل يسعى للإبقاء على مكانته ويستجدي بذلك قوات التحالف، وأما بالنسبة للأحداث الحاصلة فيحاول الخبيل استغلالها للضغط على التحالف وقسد في سبيل الإبقاء على سلطته.

"العمليات".. أرتال وتعزيزات قسد سبب عصيان أبو خولة

في التاسع من الشهر الجاري دفعت "قسد" بقوى أمنية وعسكرية كبيرة قادمة من محافظة الحسكة نحو دير الزور، وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن جلّ عناصرها من جبال قنديل.

وبحسب مصادر إعلامية متقاطعة فإن قسد أبلغت قيادات مجلس دير الزر العسكري بسحب عناصرهم ونقاطهم المنتشرة بريف دير الزور وتسليمها لقوى الآسايش وقوى "العمليات"، وهو ما دفع مجلس دير الزور العسكري لعقد اجتماعات عدّة لبحث سبل عدول قيادة قسد عن ذلك القرار.

واستجدى أبو خولة أعيان المنطقة لمساندة المجلس ودعم وجوده على أنه ممثل عن المكون العربي، غير أن الأحداث خلال الأيام الماضية كان ملّخصها تعزيز النقاط العسكرية من قبل مجلس دير الزور العسكري من جهة واستمرار وصول التعزيزات لقوى عمليات قسد نحو دير الزور مع شنّ حملات أمنية واعتقالات طالت مدنيين في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، وذلك يدل على إصرار قسد في اتجاهها نحو إطباق قبضتها والاستغناء عن خدمات المجلس.

وكان قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل تحدث قبل أيام عن خلافات مع "قسد" معلناً رفضه الانصياع الكامل لقسد، معلناً حالة الاستنفار العسكري والاستعداد لحرب داخلية وخارجية، وذلك بسبب ما سماه وجود خلافات داخلية وجبهات قتال مع أطراف أخرى، بحسب تسجيل صوتي نشره حساب "فرات بوست".