ملخص:
- الحدود العراقية مع سوريا تشهد استنفاراً أمنياً بسبب مخاوف من تسلل مقاتلين تابعين لتنظيم داعش بعد إطلاق سراحهم من سجون قوات سوريا الديمقراطية.
- ضابط عراقي رفيع المستوى يؤكد أن تدابير أمنية قد اتخذت بسرعة، تشمل نشر الكمائن والسيطرة على الأراضي وتفتيش الكهوف والمناطق النائية.
- تقارير المخابرات العراقية تفيد بإطلاق سراح أكثر من 400 من عناصر داعش، مع وجود مئات آخرين بانتظار الإفراج.
- الضابط العراقي يتهم الولايات المتحدة باستخدام داعش للضغط على العراق لضمان استمرار وجود قواتها.
شهدت الحدود العراقية مع سوريا استنفاراً أمنياً وعسكرياً واسع النطاق، خشية تسلل مقاتلين تابعين لتنظيم "الدولة" (داعش) من الذين جرى إطلاق سراحهم من سجون "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" في شمال شرقي سوريا.
ونقلت "وكالة أنباء العالم العربي" عن ضابط رفيع المستوى في المخابرات العراقية أمس الأربعاء، قوله: "بعد إطلاق سراح المئات من الإرهابيين من قبل (قسد) في شمال شرقي سوريا؛ تم اتخاذ تدابير سريعة على الحدود والمناطق القريبة منها".
وأضاف: "خطة الاستنفار ستركز على نشر الكمائن والسيطرة على الأراضي والمناطق النائية، وستكون هناك حملات تفتيش للمناطق التي تعتبر حاضنة للإرهاب والكهوف الموجودة في الصحراء".
وأوضح أن تقارير المخابرات العراقية "تشير إلى إطلاق سراح أكثر من 400 من عناصر تنظيم داعش حتى الآن، وهناك مئات آخرين بانتظار الإفراج عنهم، رغم أن الإدارة الذاتية أعلنت أنها أطلقت سراح 180 إرهابياً فقط".
وتفيد تقارير بأن القرار الذي نفّذته "قسد" يوم الإثنين الفائت بالإفراج عن مقاتلين من التنظيم يأتي تنفيذاً لقرار عفو صادر عن "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا عن المدانين بجرائم وفق قانون مكافحة الإرهاب المنتظر أن يستفيد منه أكثر من ألف محتجز في سجونها.
وتسيطر "قسد" على ما يقرب من ربع مساحة الأراضي السورية في شمال شرقي البلاد، وتعتقل في سجونها أكثر من 10 آلاف من عناصر تنظيم "الدولة"، بحسب الوكالة.
"داعش تبرير لوجود القوات الأميركية"
وزعم ضابط المخابرات العراقية، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن "الولايات المتحدة تستخدم مقاتلي تنظيم داعش للضغط على الحكومة العراقية بهدف استمرار وجودها على الأراضي العراقية".
وفي كانون الثاني الفائت، أعلن العراق أنه اتفق مع واشنطن على تشكيل لجنة لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق من أجل وضع جدول زمني لإنهاء مهام التحالف والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية. ويوجد نحو 2500 مقاتل أميركي مع بضع مئات العسكريين من دول أخرى في العراق، بهدف قتال تنظيم "داعش".
وتابع ضابط المخابرات العراقية قائلاً: "نتوقع عمليات أمنية غير مألوفة بالتزامن مع مفاوضات إخراج القوات الأجنبية... مشكلتنا أن مفاتيح الأمن العراقي بيد القوات الأميركية، وتضغط به على الحكومة لتمرير مخططاتهم السياسية والعسكرية في البلاد والمنطقة"، مشيراً إلى وجود عقبات تعترض سحب القوات الأميركية من العراق.
وختم قائلاً إن "عملية إخراجهم من العراق مهمة صعبة كونها تعني قطع شريان المجهود الحربي عن قواتهم في سوريا والتي تعتمد بشكل أساسي على خطوط مواصلات تبدأ من الكويت مرورا بالعراق إلى سوريا، وتستخدم قاعدة عين الأسد على الحدود مع سوريا معسكراً للتجمع البشري واللوجستي للقوات هناك"، وفق ما نقل المصدر.