ارتفعت أعداد اللاجئين السوريين القادمين عبر برنامج لم الشمل الأقارب من الدرجة الثانية خلال العام الفائت 2023، في ولاية براندنبورغ شرقي ألمانيا، والتي كانت قد أعلنت عن إيقاف البرنامج في تشرين الأول الماضي.
وخلال عشر سنوات، تمكن أقارب اللاجئين السوريين من القدوم إلى ولاية براندنبورغ من خلال برنامج حكومي، ورغم توقفه منذ عدة أشهر، فإن عدد أفراد العائلات الوافدة ارتفع في نهاية العام الماضي بشكل ملحوظ، كما كان متوقعاً. وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وقالت وزارة الداخلية في مدينة بوتسدام، رداً على سؤال عضو برلمان الولاية أندريا يوهليغه النائب عن (حزب اليسار)، إن "305 سوريين استفادوا من برنامج لم شمل الأقارب، خلال العام الماضي، في حين دخل 189 سورياً إلى البلاد في العام السابق، مقارنة بـ 124 في عام 2021".
ومنذ إطلاق البرنامج قبل أكثر من عر سنوات، تشير الأرقام المؤقتة إلى وصول 1340 لاجئاً سورياً إلى ولاية براندنبورغ حتى نهاية عام 2023، ومن المتوقع أن يزداد العدد نظراً إلى أن جميع طلبات الدخول لم يتم الانتهاء منها بعد.
وزارة الداخلية توقف برنامج لم شمل الأقارب
وكان وزير الداخلية مايكل شتوبغين النائب عن (الاتحاد الديمقراطي المسيحي) قد أوقف برنامج الاستقبال في تشرين الأول الفائت. مبرراً أن "قرار الإيقاف يعود لعدة أسباب تتمثل في زيادة عدد المهاجرين بشكل كبير في عامي 2022 و2023، ووصول بلديات براندنبورغ إلى الحد الأقصى من قدرتها الاستيعابية، وإطلاق العديد من برامج القبول الفيدرالية على مستوى الولاية في السنوات الأخيرة".
ووفقاً لمتحدث باسم وزارة الداخلية، فإن "قرار وقف البرنامج استند إلى شروط جديدة فرضتها من وزارة الداخلية الاتحادية بشأن قبول الأقارب، إذ تعين على سلطات الهجرة المحلية أن تطلب في الحالات الفردية، أن يثبت الأشخاص المعنيين أن أفراد أسرهم لم يفروا من الحرب الأهلية فحسب، بل إنهم في حاجة ملحة للجوء أو يمرون في محنة حاليا".
ومع ذلك، وبحسب المتحدث فإنه "من الصعب أو حتى من المستحيل على سلطات الهجرة في ولاية براندنبورغ التحقق من هذه المعلومات، وبالتالي لم يعد من الممكن تنفيذ برنامج القبول".
وقوبل قرار وزير الداخلية بانتقادات لاذعة من مجلس براندنبورغ للاجئين ومراكز المشورة الكنسية للاجئين ومنظمات أخرى. وقد أعربت مفوضة الاندماج السابقة في براندنبورغ دوريس ليميرماير عن استيائها من قرار الوزير ودعت إلى تمديد البرنامج لمدة عام آخر.
ما هو برنامج كفالة الأقارب في ألمانيا؟
ومنذ عام 2013، تسمح ولاية براندنبورغ للاجئين السوريين المقيمين فيها باستقدام أفراد أسرهم وأقاربهم حتى من الدرجة الثانية من سوريا بشكل قانوني، لكن بشروط صعبة كالتكفل بمعيشتهم لمدة خمسة أعوام. وبالإضافة إلى ذلك كان يجب على المتقدمين أن يكونوا قد عاشوا في ألمانيا لمدة عام وأن يكون لديهم تصريح إقامة.
وتسمح ولايات ألمانية أخرى باستقدام السوريين لأقاربهم بهذا الشكل، ومنها برلين وشليسفيش هولشتاين وهامبورغ وبريمن وتورينغن، وهو ما يعرف باسم برنامج "كفالة الأقرباء".