أيدت محكمة إيرانية سجن ناشط مدني 10 سنوات لأنه دعا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي للاستقالة من منصبه، في خطوة تعد جريئة داخل إيران.
وأفادت قناة "إيران إنترناشونال" المعارضة، يوم الأربعاء، بأن محكمة الثورة بمدينة مشهد شمال شرقي إيران، قضت أمس بالسجن لمدة 10 سنوات ضد الناشط المدني عباس وحيديان شاهرودي الذي كان من بين الموقعين على بيان جرى تداوله في حزيران 2019 دعا لاستقالة خامنئي.
عباس واحدیان شاهرودی، معلم، فعال مدنی و از امضا کنندگان «بیانیه ۱۴ فعال سیاسی و مدنی برای استعفای خامنهای» که از اوایل شهریور ماه تحت بازداشت است، به ۱۰ سال حبس قطعی محکوم شد. pic.twitter.com/D4SJwEBRzR
— ايران اينترنشنال (@IranIntl) November 10, 2021
تهمة قومية
وقالت القناة في حسابها الرسمي على "تويتر"، إن "محكمة الثورة بمدينة مشهد حكمت على شاهرودي بالسجن لمدة 10 سنوات، بتهمة إنشاء جماعة تهدف إلى الإخلال بأمن البلاد واستهداف الأمن القومي".
من جانبها أشارت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية إلى أن السلطات القضائية في مدينة مشهد، "رفعت قضية جديدة لدى محكمة الثورة ضد الناشط شاهرودي ولم يُسمح لمحاميه بالدفاع عنه في هذه القضية حتى الآن".
ونقلت المنظمة عن مصادر حقوقية مطلعة تحدثت فيها عن "الظروف الصحية غير المناسبة لاعتقال شاهرودي في إحدى زنازين الحبس الانفرادي بمركز احتجاز مكتب استخبارات مشهد".
وفي نيسان الماضي، اعتقِل عباس وحيديان شاهرودي، وهو مدرس وناشط مدني وأحد الموقعين على بيان لـ 14 ناشطاً سياسياً ومدنياً طالبوا فيه المرشد الأعلى علي خامنئي بتقديم استقالته من منصبه.
اعتقل أكثر من مرة
وفي السياق قالت وسائل إعلام إيرانية معارضة: إن "قوات من جهاز الاستخبارات دهمت منزل ابنة الناشط وحيديان شاهرودي بمدينة مشهد، وصادرت بعض متعلقاتهم الشخصية بما في ذلك الوثائق والإلكترونيات".
وسبق أن اعتقل شاهرودي، في تشرين الأول 2018، ثم جرى الإفراج عنه، ثم اعتقل مجدداً في منتصف آب 2019، على خلفية توقيعه على رسالة تطالب باستقالة خامنئي وتم نقله إلى مكان مجهول، وبعد فترة نُقِل إلى سجن وكيل أباد في مشهد بعد عملية الاستجواب، وجرى إطلاق سراحه في الـ19 من تموز العام الماضي، بكفالة مالية.
وفي شهر حزيران 2019، كتبت 14 ناشطة إيرانية رسالة تطالب فيها خامنئي بالاستقالة، وبعد ذلك تم تهديد الموقعات عليها واعتقالهن، وجاءت هذه الرسالة بعد رسالة مماثلة لـ 14 ناشطاً إيرانياً تطالب بالأمر ذاته، وأدى ذلك لقيام المحكمة الثورة في إيران بسجن 5 من الموقعين عليها 14 عاماً لكل منهم.
من هو علي خامنئي؟
علي خامنئي، من مواليد عام مدينة مشهد عام 1939، وهو المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، يبلغ من العمر 82 عاماً، ويتولى أعلى منصب في إيران منذ عام 1989، بعد وفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني، وهو يعاني مشكلات صحية، ففي عام 2014 أجرى عملية في البروستاتا في أحد مستشفيات العاصمة طهران.
وكان ثالث رئيس لإيران بعد أبو الحسن بني صدر ومحمد علي رجائي من 13 أكتوبر 1981 حتى 3 أغسطس 1989، ووفقاً لموقعه الرسمي، فقد اعتقل ست مرات؛ قبل منفاه، لمدة ثلاث سنوات في عهد محمد رضا بهلوي.
وفي عام 2012، اختارته مجلة فوريس في قائمة 19 شخصية مؤثرة (أكثر نفوذًا) في العالم. صدر عنه فتوى أنّ إنتاج وتخزين واستخدام أسلحة نووية في الإسلام ممنوع.
وبحسب المادة 111 من الدستور الإيراني، يتم اختيار خليفة المرشد الأعلى من قبل مجلس الخبراء، الذي يتألف حاليا من 88 من رجال الدين الذين يبلغون رتبة الاجتهاد وفق المذهب الشيعي المعتمد في إيران.