يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي على الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر للتوصل إلى تهدئة بين تل أبيب والفصائل الفلسطينية التي ردت على القصف الإسرائيلي بإطلاق معركة "ثأر الأحرار" وصلت صواريخها إلى تل أبيب انتقاماً لاغتيال قادة كبار من حركة "الجهاد الإسلامي".
تجدد فجر اليوم الخميس القصف الإسرائيلي على خان يونس جنوبي القطاع ما أسفر عن مقتل قائد عسكري كبير في "سرايا القدس" الذراع العسكري لـ "الجهاد الإسلامي" إضافة إلى عنصرين آخرين كانا برفقته.
كما شنت المقاتلات الإسرائيلية غارتين جويتين على شمالي القطاع، يقول الجيش الإسرائيلي بأنه يستهدف منصات إطلاق صواريخ تابعة لـ "الجهاد الإسلامي"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".
في المقابل، ردت فصائل غزة، المنضوية تحت قيادة "غرفة العمليات المشتركة" بإطلاق وابل من الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
وقالت "يديعوت أحرونوت" أطلقت صافرات الإنذار في عسقلان ومستوطنة "كيسوفيم" المحاذية للقطاع، من دون أن تسجل وقوع ضحايا أو أضرار.
وأشارت إلى أن الصواريخ الفلسطينية تجاوز عددها الـ 500 صاروخ، اعترضت معظمها "القبة الحديدية".
في غضون ذلك، تستمر على المستوى السياسي محادثات وقف إطلاق النار بين الطرفين، تقودها مصر وقطر منذ أمس الأربعاء، ولكن من دون تحقيق نتائج وسط تجدد القصف المتبادل.
استهداف قادة "الجهاد الإسلامي"
نعت "سرايا القدس"، في بيان رسمي اليوم الخمس، مقتل علي حسن غالي عضو مجلسها العسكري ومسؤول "الوحدة الصاروخية" فيها، ووصفت مقتله بأنه "عملية اغتيال غادرة".
وأشارت تقارير من داخل القطاع إلى أن قصفاً صاروخياً إسرائيلياً دمّر شقة في بناية سكنية بمدينة "حمد" غرب خان يونس جنوبي القطاع، كان "غالي" موجودا فيها برفقة آخرين.
بدورها، قالت وزارة الصحة في غزة إن القصف الإسرائيلي للشقة السكنية خلف مقتل ثلاثة أشخاص وسبع إصابات وصلت إلى مستشفى ناصر في القطاع، لترتفع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 25 قتيلاً و76 مصاباً منذ ثلاثة أيام.
في حين، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والموجه للجمهور العربي أفيخاي أدرعي أنه تم القضاء على "غالي" في عملية مشتركة للجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك"، ووصفه بأنه المسؤول عن عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
#الآن | إسرائيل تجدد قصفها لقطاع #غزة والفصائل الفلسطيبنة ترد باستهداف مستوطنات غلاف غزة#تلفزيون_سوريا https://t.co/zd0Zn0ORsj
— تلفزيون سوريا (@syr_television) May 10, 2023
"السهم الواقي" و"ثأر الأحرار"
كان الاحتلال الإسرائيلي شن، فجر الثلاثاء، عملية عسكرية على قطاع غزة، أطلق عليها اسم "السهم الواقي"، أسفرت عن اغتيال ثلاثة من كبار قادة حركة "الجهاد الإسلامي" ومقتل 12 مدنياً بينهم 4 أطفال و4 نساء.
وفي اليوم الثاني، الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 7 مدنيين في تجدد القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في القطاع.
واليوم الخميس، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في غارات إسرائيلية متفرقة منذ الثلاثاء، إلى 25 شخصا، بينهم 4 من قادة "الجهاد الإسلامي".
في المقابل، أعلنت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة" في قطاع غزة، منذ أمس الأربعاء، إطلاق معركة "ثأر الأحرار" عبر توجيه ضربة صاروخية بمئات الصواريخ لمواقع وأهداف إسرائيلية.
تعثر جهود الوساطة
قال المتحدث باسم "الجهاد الإسلامي" داود شهاب لوكالة "رويترز" إن القاهرة بدأت في التوسط لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تزامنا مع جهود قطرية وأممية للتهدئة بين الجانبين.
وأعلن رئيس الدائرة السياسية لحركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي أنه سيتوجه إلى القاهرة اليوم الخميس لبحث تطورات الوضع ووقف العدوان على غزة، بحسب وكالة "الأناضول".
وقال الهندي لـ "الأناضول" إن هناك صعوبات وتعثراً في مباحثات التهدئة بسبب إصرار الفصائل على إلزام إسرائيل بوقف سياسة الاغتيالات، لكنه أكد أن جهود التهدئة من قبل الوسطاء (القاهرة والدوحة والأمم المتحدة) متواصلة.
كذلك صرح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين لإذاعة "كان" الرسمية أن إسرائيل تدرس مقترحات مصر.
גורם המעורה בפרטי המו"מ להפסקת אש: ההערכה היא שיגיע מטח תגובה על החיסול הבוקר, ותגובה ישראלית אח"כ - ולכן היה קשה להגיע להפסקת אש בשעות הקרובות@AmichaiStein1 (צילום: יונתן זינדל, פלאש 90) pic.twitter.com/krWLC9EwE7
— כאן חדשות (@kann_news) May 11, 2023
لكن استبعد تقرير لهيئة البث الإسرائيلية (التلفزيون الرسمي) التوصل إلى اتفاق خلال الساعات المقبلة بسبب تصاعد القصف المتبادل.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن "الجهاد الإسلامي" سيواصل إطلاق الرشقات الصاروخية انتقاماً على اغتيال غالي فجر اليوم.
وكانت وسائل إعلام مصرية ذكرت، أمس الأربعاء، أن القاهرة بدأت في إجراء محادثات مكثفة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
كما أشارت قناة "الجزيرة" إلى أن قطر والولايات المتحدة تجريان وساطات لوقف إطلاق النار.
حسابات الرد
لم تنقطع الاجتماعات الأمنية الإسرائيلية لتقييم الوضع في القطاع، لليوم الثالث على التوالي، وسط رفع حالة التأهب وفتح الملاجئ ونشر "القبة الحديدية" استعداداً للرد الفلسطيني من القطاع.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غلانت أصدر أوامره، بعد ساعات من بدء عملية "السهم الواقي" بالرد "الساحق" على أي فصيل يطلق صواريخ تجاه إسرائيل.
وتحاول إسرائيل في تركيز استهدافها على قادة "الجهاد الإسلامي" تجنيب حركة "حماس" الانضمام في الرد على القصف الإسرائيلي.
لكن الرد الفلسطيني جاء عبر "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة"، التي شكلتها حماس في جولات التصعيد السابقة مع إسرائيل، وتوعدت الغرفة بالرد "الحاسم" وإطلاق مئات الصواريخ.
أمس الأربعاء، لأول مرة منذ أشهر تدوي صافرات الإنذار في تل أبيب (وسط إسرائيل) من جراء صواريخ الفصائل الفلسطينية.
كما تداولت الصحافة الإسرائيلية تقارير عن ضغوط إيرانية على "الجهاد الإسلامي" بتنفيذ رد انتقامي وعدم تأجيله، إضافة إلى مطالبة حماس بالانضمام إلى عملية الرد، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
من جهتها، قالت حركة "حماس"، التي تسيطر على القطاع"، إن "عدم رد الفعل جزء من رد الفعل"، مشيرة إلى أنها تضع كل الخيارات على الطاولة، وأن الرد سيكون "موجعاً ومؤلماً" في وقته، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.