أفاد المدير العام لـ"وزارة الدفاع الإسرائيلي" عمير إيشل بأنّ "هدف إسرائيل هو تقليل الوجود الإيراني في سوريا وخلق الدرع أمامها، لا منع هذا الوجود".
جاء ذلك في مقابلة مطولة لـ"إيشل" وهو القائد السابق لـ سلاح الجو الإسرائيلي، مع صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، كشف خلالها عن بعض الهجمات التي نفّذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الوجود الإيراني في سوريا، منذ 8 سنوات.
تقليل الوجود الإيراني في سوريا
وقال "إيشل" في المقابلة، إنّ "استراتيجية (المعركة بين الحروب) التي بدأت، منذ عشر سنوات في سوريا، ما تزال مستمرة رغم عدم وجود مؤشرات على انهيار الوجود الإيراني".
وأضاف "إيشل" أنّ "الاستراتيجية الإسرائيلية كانت تقوم على تقليل الوجود الإيراني في سوريا لخلق الردع أمامها، وبدا واضحا أنه من المستحيل منع الوجود تماماً، بل التقليل من قدراتها بشكل كبير من خلال سلاح الجو أساساً".
وتابع: "وذلك إلى جانب تنفيذ عمليات لينة وتفعيل القوات البرية وعمليات حركية وجوية وبحرية وبرية، وتفعيل عناصر غير تابعة للجيش في الميدان، وعمليات احتيال وخداع، والعديد من الأحداث من العوالم النفسية".
أوّل هجوم إسرائيلي في سوريا
وكشف "إيشل" عن أول هجوم إسرائيلي في سوريا، قائلاً: "جاء الأمر بداية كانون الثاني 2013، وتم يوم 30 من الشهر ذاته"، موضحاً: "هاجمنا كتيبة كاملة من بطاريات صواريخ أرض-جو (تاكا - TAKA) من نوع 17-SA، كانت في طريقها إلى حزب الله اللبناني.
وتابع: "دمّرنا الفوج بكامله الذي كان سيعرّض سلاح الجو للخطر، الشحنة جاءت من روسيا، ولدى السوريين ستة أو سبعة منها، ومن شأن وصولها للحزب أن يغير صورة تفوق سلاح الجو بشكل كامل في الساحة اللبنانية".
وأضاف: أنّ "هناك ابتكارا آخر في أسلوب الهجوم لن ندخل في تفاصيله، لكن الخلاصة أن هناك خطا أحمر للصواريخ الدقيقة بمجرد حيازتها من حزب الله، مما قد يتطلب شن هجوم استباقي كي لا تتكرر مأساة حرب 1973".
اقرأ أيضاً.. "يديعوت أحرونوت": هناك اتصال مباشر بين نظام الأسد والجيش الإسرائيلي
وبحسب "إيشل"، "زاد سلاح الجو الإسرائيلي من عملياته في سوريا، بعد العام 2016، حين قرّر قاسم سليماني (قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني) وضع 100 ألف مقاتل على الحدود، لكن ذلك لم يحدث، موضحاً: "عندما بدؤوا بإعادة التوابيت إلى طهران، استبدلوا بالإيرانيين عناصر شيعية آخرين"، في إشارة إلى الميليشيات الأفغانية والباكستانية والعراقية واللبنانية المرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني.
"روسيا لا تريد لإيران أن تأخذ سوريا"
أكّد المدير العام لـ"وزارة الدفاع الإسرائيلي" عمير إيشل، أن "قواعد اللعبة واضحة في سوريا، الروس لا يريدون للإيرانيين أن يأخذوا سوريا، نشاطنا يخدمهم في العديد من المجالات، وإذا أرادوا ذلك، فقد كان بإمكانهم أن يجعلوا مهماتنا صعبة للغاية، لكنهم لم يفعلوا ذلك، والتنسيق بيننا على مستوى عالٍ جدًا".
ومؤخّراً، زادت وتيرة الغارات الإسرائيلية ضد الوجود الإيراني وقواعده ومراكزه العسكرية واللوجستية في سوريا، خاصةً الغارات الأخيرة التي استهدفت مطار حلب مرتين خلال أقل من أسبوع، منتصف شهر أيلول الجاري.
وعلى مدار السنوات الماضية، شنت إسرائيل مئات الضربات على أهداف داخل سوريا، لكنها نادراً ما كانت تعترف بتلك الهجمات وتكتفي بحديث حول استهدافها المتكرر لقواعد إيران والميليشيات المتحالفة معها، مثل "حزب الله" اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام في سوريا، فضلاً عن شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى وكلاء مختلفين.