قتل شاب فلسطيني وجرح 13 آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت، صباح اليوم السبت، مخيم جنين شمالي الضفة، لمعاقبة عائلة وأقارب منفذ عملية هجوم شارع "ديزنغوف" وسط تل أبيب.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، إن شابا فلسطينياً استشهد برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين، موضحة أنه توفي نتيجة إصابته بالرصاص الحي في الرأس والصدر.
وأضافت وزارة الصحة أن 13 فلسطينياً أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال عملية اقتحام مخيم جنين.
ولفتت إلى أن من بين المصابين فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً، أصيبت برصاصة في البطن.
اقتحمت صباح اليوم قوة عسكرية للاحتلال الإسرائيلي المخيم جنين، وحاصرت منزل عائلة رعد حازم، منفذ هجوم تل أبيب الذي وقع الخميس الماضي.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال طالبت العائلة بتسليم نفسها، وأنَّ عددا من قناصة الاحتلال انتشروا في عدة أحياء من المخيم.
#الآن قوات جيش الدفاع تنشط افي مدينة جنين وفي قرى مجاورة. خلال النشاط العسكري ترد قوات الجيش باتجاه مسلحين يعرضون القوات للخطر. لم تقع إصابات في صفوف القوات. كما تم ضبط سلاح من نوع M16 استخدمه مسلح فلسطيني لاطلاق النار نحو القوات. pic.twitter.com/6JbhYBzPNo
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) April 9, 2022
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن القوات الإسرائيلية اعتقلت أقارب رعد حازم لاستجوابهم، وأجرت عملية مسح ورسم خرائط لمنزل عائلة حازم تمهيداً لهدمه.
وأضافت أن والد رعد، فتحي حازم وهو مسؤول أمني فلسطيني كبير سابق رفض تسليم نفسه.
وذكرت أن قوة إسرائيلية فتشت مزرعة في منطقة جنين تعود لوالد رعد من دون العثور عليه.
وكان فتحي حازم أشاد بالعملية التي نفذها ابنه في تل أبيب، وقال إن "شعبنا لا يبحث عن إغاثة.. شعبنا يبحث عن الحرية والاستقلال والتطلع للصلاة في المسجد الأقصى من دون خوف.."
وجرت العادة في أعقاب أي عملية فلسطينية أن يقوم جيش الاحتلال باعتقال عائلة وأقارب المنفذ وهدم منزله، كإجراء عقابي، وهو حكم عسكري تنفذه دولة في أراض لا تملك السيادة عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية تعرضت لدى اقتحامها المخيم لكمائن وإطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة.
وبحسب "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مصادر أمنية، أسفرت الاشتباكات عن مقتل الفلسطيني أحمد السعدي من "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
تظهر الصور الواردة من هناك حجم التوتر الأمني الذي يعيشه مخيم جنين من جراء عملية الاقتحام، ورد ناشطو المخيم بإحراق الإطارات وإشعال النيران لمنع قوات الاحتلال من اقتحام المخيم.
وتشكل مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة مصدر قلق لسلطات الاحتلال وقواته الأمنية، التي تتخوف من عودة نشاط حركة "حماس" في الضفة انطلاقاً من "مخيم جنين" أحد معاقل المقاومة الفلسطينية.
وهذه المرة الثانية في أقل من عشرة أيام تقتحم فيها قوات الاحتلال المخيم، في إطار عملية عسكرية تطلق عليها إسرائيل اسم "كاسر الأمواج".
الأسبوع الماضي، في 31 من آذار/مارس، اقتحم مئات من جنود الاحتلال الإسرائيلي، مخيم جنين، وسط اندلاع اشتباكات مسلحة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة شبان فلسطينيين.
والسبت الماضي، 2 من نيسان/أبريل، قتل ثلاثة شبان فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في المخيم، خلال عملية اشتباك، في حين أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن القتلى هم من أعضائها.
ويأتي اقتحام المخيم وسط استنفار إسرائيلي أمني في المدن الإسرائيلية وخطوط التماس مع الأراضي المحتلة في أعقاب سلسلة من الهجمات ضربت مناطق متفرقة في داخل إسرائيل.
ومساء الخميس، قتل إسرائيليان وأصيب 9 آخرون في حادث إطلاق نار نفذه شاب فلسطيني مسلح داخل حانة في شارع "ديزنغوف" المزدحم وسط تل أبيب.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المنفذ هو رعد حازم (28 سنة) من سكان مخيم جنين شمالي الضفة، مشيرة إلى أنه غير منتمٍ لتنظيم وليس له سوابق أو سجل أمني.
وأعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أنه قتل منفذ الهجوم في يافا صباح أمس الجمعة، بعد ساعات من المطاردة.
في حين ارتفعت حصيلة قتلى الهجوم في اليوم التالي إلى ثلاثة أشخاص، بعد وفاة الثالث متأثرا بجراحه في مشفي إيخيلوف بتل أبيب.
وهجوم شارع "ديزنغوف" هو ثاني هجوم تتعرض له تل أبيب والخامس داخل المدن الإسرائيلية في نحو أسبوعين، أسفرت جميعها عن مقتل 14 إسرائيلياً.
في 31 من آذار/مارس، نفذ شاب فلسطيني عملية طعن في حافلة ركاب عند مفرق مستوطنة غوش عتصيون جنوبي القدس (وسط)
وفي 29 من آذار/مارس، قتل خمسة إسرائيليين بينهم شرطي، في هجوم نفذه شاب فلسطيني من منطقة جنين، ضياء حمارشة
(27 سنة)، داخل مدينة "بني براك" في ضواحي تل أبيب يقطنه اليهود المتدينون (الحريديم).
وفي 27 من آذار/مارس، أدى هجوم بإطلاق نار في مدينة الخضيرة (شمال)، إلى مقتل شرطيَّين إسرائيليين.
وفي 22 من آذار/مارس، قتل أربعة إسرائيليين في عملية دعس وطعن، في مدينة بئر السبع(جنوب).