رفضت إسرائيل طلباً من الولايات المتحدة تأييد قرار تقدمت به واشنطن، أمس الجمعة، إلى مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف فوري للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "معاريف" أن إسرائيل لم تستجب لطلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، ولم تقدم أي رد واضح حتى منتصف ليل الجمعة، الوقت الذي بدأ مجلس الأمن مناقشه مشروع القرار، الذي فشل بسبب الفيتو الروسي.
الطلب الأميركي نقله سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد أردان، إلى الحكومة الإسرائيلية التي تتجنب إدانة روسيا بشكل صريح ومماثل لموقف الدول الغربية، خوفاً على مصالحها الاستراتيجية مع الروس في الساحة السورية.
وأوضحت الصحيفة، على عكس إسرائيل، أعربت أكثر من 80 دولة غير أعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن دعمها للقرار الأميركي.
يشار إلى أن إسرائيل ليست عضواً في مجلس الأمن ولا يحق لها التصويت على القرار، ولكن واشنطن طلبت من جميع الدول الأعضاء الانضمام كـ "وصيفات" لدعم قرارها.
وكان مجلس الأمن الدولي، فشل أمس الجمعة في تبني مشروع قرار حول أوكرانيا اقترحته الولايات المتحدة وألبانيا، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو".
وفي التصويت، صوت 11 عضواً في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار في إدانة روسيا، في حين امتنعت الصين والهند والإمارات العربية المتحدة عن التصويت، ونقضته روسيا.
ومن المتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل على قرار إدانة مماثل، وسط توقعات بأن يتم تمريره بأغلبية كبيرة، لأن روسيا لا تملك حق النقض في الجمعية العامة.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، لن يكون أمام تل أبيب في تصويت المقبل بالجمعية العامة خيار سوى دعم إدانة روسيا، تجنباً للحرج الدولي.
ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي، عن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية، لم يذكر اسمه، بأن تل أبيب لم تدعم مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن لأنها تعلم بأنه لن يتم تمريره بأي حال من الأحوال بسبب الفيتو الروسي.
وكان بوتين أعلن صباح الخميس، 24 من شباط/فبراير الحرب على أوكرانيا، عبر إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق للهجوم على أوكرانيا من ثلاثة محاور تضمنت قصفاً جوياً وصاروخياً.
وترتبط إسرائيل المحسوبة على الغرب بعلاقات متينة مع روسيا، ازدادت زخماً في السنوات الأخيرة على خلفية التنسيق الأمني بين تل أبيب وموسكو في الساحة السورية.
وجاء الموقف الإسرائيلي من الغزو الروسي "معتدلاً"، من وجهة نظر موسكو، مقارنة بمواقف الدول الغربية، الأمر الذي يثمنه الروس.
مع تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا والغرب، التزمت تل أبيب الصمت وسياسة "النأي بالنفس"، لأنها وجدت نفسها في موقف حرج بين تأييد الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا وبين الوقوف مع حلفائها في الغرب ضد بوتين الذي منحها صلاحيات واسعة في حرية النشاط العسكري في سوريا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتهرب فيها تل أبيب من إدانة روسيا، وامتنعت في عام 2014 عن التصويت لقرار إدانة الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم، بعدما تغيبت عن جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت ذريعة وجود "إضراب عمال وزارة الخارجية" في تل أبيب.
وفي آذار/مارس 2018، طالبت بريطانيا إسرائيل بإدانة روسيا بسبب تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، في أراضيها، ولكن إسرائيل حرصت وقتها على عدم الانخراط في الإدانة الصريحة، وأصدرت بيان إدانة عام من دون أن تذكر كلمة "روسيا"، الأمر الذي أغضب الكثير من حلفاء تل أبيب.