قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن ناشطين من اليمين المتطرف الإسرائيلي (مستوطنون) تجولوا في شوارع البلدة القديمة والحي الإسلامي في مدينة القدس الشرقية خلال "مسيرة الأعلام"، التي تعد حدثا استفزازيا سنويا.
وأضافت أن الناشطين رددوا هتافات "محمد مات" واعتدوا على صحفيين وعلى الفلسطينيين، وقاموا بأعمال شغب.
ووفقاً للصحيفة، فإن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف مارس ضغوطاً على الشرطة لفتح شوارع أمام المشاركين في المسيرة وفق المسار المحدد، والتحشد من ساحة العامود رغم التوترات التي تفرزها حرب غزة.
وقالت الصحيفة، على غير العادة اقتحم نحو 1500 يهودي المسجد الأقصى وأدوا طقوساً دينية.
وشارك وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في المسيرة التي حشد إليها.
وخطب بن غفير بالمستوطنين المحتشدين في ساحة العامود قائلاً "في هذا اليوم السعيد والمعقد في آن معاً، نوجه رسالة إلى حماس بأن القدس لنا وباب العامود لنا وجبل الهيكل (المسجد الأقصى) لنا.. وبعون الله سيكون النصر الكامل لنا".
ويشارك في المسيرة وزراء ونواب يمينيون. وأعلن بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، في وقت سابق مشاركته فيها، وكتب عبر منصة "تليغرام"، اليوم الأربعاء: "بانتظاركم في القدس اليوم".
ביום השמח הזה ומצד שני המורכב הזה. אנחנו מעבירים מכאן מסר לחמאס. ירושלים שלנו. שער שכם שלנו. הר הבית שלנו. ובעזרת השם הניצחון המלא שלנו.
— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) June 5, 2024
אנחנו קוראים לראש הממשלה, תהיה חזק. אנחנו לא נכנעים. אנחנו לא מוותרים. אנחנו לא עוצרים. אנחנו מנצחים! יום ירושלים שמח.
עם ישראל חי🇮🇱 pic.twitter.com/ZHcTc2R599
استفزاز عنصرية تحت حماية الشرطة
بعد ظهر اليوم، تجمع مئات الإسرائيليين في ساحة باب العامود، أحد أشهر أبواب البلدة القديمة بالقدس الشرقية، وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية بمناسبة ذكرى احتلال المدينة.
سنوياً، تنظم إسرائيل "مسيرة الأعلام" في ذكرى احتلالها القدس الشرقية في 7 من حزيران/يونيو عام 1967، والذي يصادف هذا العام مع الحرب الإسرائيلية المدمرة ضد قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأناضول، بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 4 فلسطينيين بعدما اعتدى عليهم مشاركون في المسيرة.
وتحت حراسة مشددة من الشرطة، توافد المشاركون في المسيرة الذين ينتمون إلى اليمين واليمين المتطرف، من القدس الغربية ومن مدن إسرائيلية أخرى إلى ساحة باب العامود، وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية.
وكانت أعلنت الشرطة الإسرائيلية نشر 3 آلاف من عناصرها لتأمين الحماية للمسيرة التي يشارك فيها وزراء، بينهم بن غفير.
مشاهد من مسيرة الأعلام في ذكرى احتلال القدس حيث يواصل المستوطنون الاحتشاد وسط حراسة من الاحتلال pic.twitter.com/wAmAUMl1ms
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 5, 2024
وزراء في حكومة الاحتلال يُشاركون في مسيرة الأعلام الاستفزازية ويصلون إلى منطقة باب العامود في ذكرى يوم احتلال الشق الشرقي من القدس pic.twitter.com/tpxiyZXzBR
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 5, 2024
ونظم المشاركون بالمسيرة رقصات استفزازية في الساحة التي أخلتها الشرطة الإسرائيلية من المواطنين الفلسطينيين.
وهتف كثير منهم، ومعظمهم من الشبان، قائلين "شعب إسرائيل حي"، فيما وجه بعضهم سبابا للعرب.
وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن ناشطي اليمين المتطرف اعتدوا على صحفيين من بينهم الصحفي الفلسطيني يدعى سيف القواسمي.
وأضافت، أن الشرطة أجلت الصحفيين من ساحة العامود من دون تقديم العلاج، ونصحت بقية الصحفيين بعدم دخول المكان وحذرتهم بالقول: "ننصحكم بعدم الدخول، أنتم مسؤولون عن سلامتكم، هناك حشد كبير".
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة اعتقلت 5 من المهاجمين الذين اعتدوا على الصحفيين الذين كانوا يقفون بالقرب من الحشد.
ومن الصحفيين الذين تعرضوا لاعتداءات المستوطنين الصحفي نير حسون من صحيفة "هآرتس"، الذي قال: "أسوأ هجوم تعرضت له طوال سنوات عملي كصحفي، ركلوني لمدة 30 ثانية وأنا ملقى على الأرض".
وأضاف أن المشاركين كانوا يرددون هتافات "محمد مات" و"لتُحرق قريتهم".
"مسيرة الأعلام"
"تعد مسيرة الأعلام" حدث سنوي استفزازي ينظمه الإسرائيليون في ذكرى احتلال القدس الشرقية في حرب عام 1967، وعادة ما يرددون هتافات "معادية للعرب" من قبيل "الموت للعرب"، وتصحبها توترات أمنية.
تصادف هذا العام مع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة، والتي توشك على دخول شهرها التاسع، وخلفت أكثر من 119 ألفا ما بين قتيل وجريح فلسطيني، ونحو 10 آلاف مفقود، فضلاً عن دمار هائل في القطاع.
تبدأ المسيرة من القدس الغربية ويتجمع المشاركون في ساحة باب العامود (المعروف باسم باب دمشق)، أحد أبرز أبواب البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة لعدة ساعات، ثم تمر بمناطق في البلدة القديمة، وبعدها إلى الحي الإسلامي في البلدة، وصولا إلى حائط البراق.
وعادة يرفع المشاركون فيها الأعلام الإسرائيلية ويؤدون ما يسمونه "رقصة الأعلام" في ساحة باب العامود مع ترديد هتافات استفزازية للفلسطينيين والعرب، تحت حماية الشرطة.
مستوطنون يعتدون على أحد الصحفيين خلال تغطيته لمسيرة الأعلام في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة pic.twitter.com/SVFKdYpoqe
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 5, 2024
تهويد القدس والاحتفال بذكرى احتلالها
تحولت "مسيرة الأعلام" التي يجوب فيها إسرائيليون من تيار اليمين، القومي والديني، شوارع البلدة القديمة إلى عنوان صراع على المدينة بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال.
يشكل هذا الحدث، الذي يحمل حساسية أمنية عالية، استفزازاً للفلسطينيين الذين يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة ولا بضمها إليها في 1981.
من جانبها، حذرت حركة حماس، في بيان الأربعاء، "الاحتلال من مغبة مواصلة سياساته الإجرامية تجاه المسجد الأقصى المبارك"، ووصفت "مسيرة الأعلام" بأنها تمثل "عدوانا" على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
تحريض عنصري وعنف
نشرت مؤسسة "عير عميم"، وهي مؤسسة يسارية إسرائيلية تعنى بشؤون القدس، ورقة موقف، العام الماضي، قالت فيه إن "موكب الأعلام، هو عرض من التحريض والعنصرية والعنف".
ووثقت المؤسسة التي يعني اسمها مدينة الشعوب باللغة العبرية، عبارات وهتافات عنصرية أطلقها المشاركون في المسيرة في عام 2010، مثل "الموت للعرب"، و"الموت لليسار"، و"سيقام المعبد" في إشارة إلى الهيكل، و"ستحرق قريتكم" و"محمد مات".
كما وثقت العنف الجسدي، من خلال البصق، والدفع، ورمي الأشياء، والاستخدام العنيف للأعلام.
وقالت المؤسسة، إن النقوش على القمصان والنشرات الموزعة والملصقات المنتشرة في أماكن عديدة تجسد التحريض والعنصرية.
وأشارت الجمعية اليسارية الإسرائيلية، إلى أن المتظاهرين خلال المسيرة "يقرعون أبواب منازل الفلسطينيين بقوة، وتعرضت المتاجر في الشارع أكثر من مرة للتخريب، بما في ذلك وضع الغراء على أقفال المحال، وإتلاف اللافتات، والمصابيح، وكتابة شعارات بغيضة.
وتتزايد التوترات بشأن المسيرة هذا العام في ظل حرب إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إثر هجوم مباغت شنته الفصائل الفلسطينية على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية للقطاع، رداً على إسرائيل التي تفرض حصاراً خانقاً على القطاع منذ 18 عاماً، وعلى تصعيد انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى.