أفاد مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا عن نية "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا، تحديد سعر شراء القمح بمبلغ أقل من السعر الذي حددته في العام الفائت، رغم ارتفاع تكاليف الإنتاج أضعافاً في الموسم الحالي.
والعام الفائت حددت "الإدارة الذاتية" تسعيرة شراء محصول القمح بـ 43 سنتا من الدولار الأميركي لكل كيلو غرام واحد، في حين حددت سعر الشعير بـ 35 سنتا لكل كيلو غرام (دون أن تشتريه).
وكشف المصدر أن "الإدارة الذاتية شكلت لجانا من كافة مناطق سيطرتها، ومهمتها دراسة كلفة الإنتاج والأضرار وتوقعات الإنتاج في كل منطقة، وعلى أساس تقارير هذه اللجان سيتم تحديد سعر شراء القمح".
وأوضح المصدر أن "مسؤولي المالية شمال شرقي سوريا أبدوا انزعاجهم مراراً من شراء محصول القمح بسعر وصفوه بالمرتفع العام الفائت، ويمارسون حاليا ضغوطا كبيرة داخل أروقة الإدارة الذاتية لتحديد سعر أقل من 43 سنتاً هذا العام، الأمر الذي أثار خلافات بين مسؤوليها".
وبحسب المصدر فإن "مسؤولي مالية الإدارة الذاتية يدفعون باتجاه تحديد سعر أعلى من السعر الذي حدده النظام السوري وشراء كافة محصول القمح والبحث عن طريق وخيارات لبيع المحصول الفائض".
وحدد النظام السوري سعر شراء مادة القمح للموسم الزراعي الحالي، بمبلغ 5500 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد أي أقل من (36 سنتاً) وفق سعر الصرف حاليا.
وأكد المصدر أن "الإدارة الذاتية سوف تحدد سعر شراء القمح الأسبوع القادم بمبلغ لن يتجاوز 40 سنتاً في أفضل الأحوال من جراء ضغوط داخلية من مسؤولي المالية وضعف الميزانية".
ارتفاع تكاليف الإنتاج ثلاثة أضعاف خلال عام
وقال فتحي حسين وهو مزارع من ريف القامشلي لموقع تلفزيون سوريا إن "تكاليف زراعة القمح والشعير ارتفعت ثلاثة أضعاف في الموسم الحالي مقارنة بالموسم الفائت من جراء رفع أسعار الوقود وانخفاض قيمة الليرة السورية".
ويوضح حسين أن "كلفة شراء اللتر الواحد من المازوت كانت 130 ل.س تتضمن أجور النقل وخلال الموسم الحالي ارتفع إلى 525 ولاحقاً إلى أكثر من 1000 ل.س ما تسبب بارتفاع أسعار الحراثة والنقل والحصاد والسقي ثلاثة أضعاف".
مشيراً إلى أن "كثيرا من المزارعين اضطروا لشراء المازوت بسعره الحر 4300/4600 ل.س للتر الواحد لعدم توفير الإدارة الذاتية
مخصصاتنا من مادة المازوت".
كما ساهم انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار في ارتفاع أسعار الأدوية والمبيدات والأسمدة الأمر الذي رفع تكاليف الإنتاج بشكل كبير هذا الموسم وفق حسين.
ويرى حسين أن "تسعيرة القمح للعام الجاري يجب أن لا تقل عن 45 سنتاً لضمان حصول المزارعين على أرباح توفر له القدرة على الاستمرار في زراعة أرضه العام القادم وتغطية تكاليف الإنتاج الكبيرة".
وكانت "الإدارة الذاتية" قد رفعت أسعار المحروقات عدة مرات خلال العام الأشهر الستة الماضية ومن بينها المازوت المخصص للزراعة والذي ارتفع سعره عشرة أضعاف مقارنة بالموسم الزراعي الفائت.
وجهزت الإدارة الذاتية 30 مركزاً لاستلام القمح خلال الموسم الحالي، بقدرة استيعابية تفوق المليون ونصف المليون طن، وهو الإنتاج المتوقع في مناطق شمال شرقي سوريا بحسب مسؤولي الزراعة.