icon
التغطية الحية

أسعار باهظة وكهرباء غائبة ودخل متدنٍ.. "المونة" خارج متناول السوريين

2024.08.14 | 11:59 دمشق

المونة في سوريا
نساء سوريات يعملن على قطف الملوخية من أجل تخزينها لفصل الشتاء (إنترنت)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تراجع إعداد "المونة" في سوريا بسبب الفقر وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
  • غياب الكهرباء وصعوبة تخزين الخضراوات أدّى إلى اعتماد السوريين على تجفيفها.
  • ارتفاع أسعار الملوخية والبامية جعل تحضيرها خارج متناول العديد من العائلات.

تشهد مناطق سيطرة النظام السوري، منذ سنوات، تراجعاً كبيراً في عمليات إعداد "المونة" المنزلية، بسبب الفقر والارتفاع الكبير في الأسعار الذي لا يتناسب مع دخل معظم العائلات، فضلاً عن غياب الكهرباء وغير ذلك.

واعتاد السوريون في هذا الوقت من العام التحضير لـ"مونة" الملوخية، لكن ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية حال دون ذلك بالنسبة للعديد من العائلات، فعلى سبيل المثال وصل سعر الكيلو المقطوفة في بداية موسمها إلى 30 ألف ليرة سورية، ورغم توافرها بكميات كبيرة، لم ينخفض السعر عن 15 ألف ليرة.

وتلجأ الكثير من العائلات إلى تحضير "المونة" من الخضراوات التي يتم تجفيفها وتيبيسها، مثل الملوخية والبامية اللتين تُعتبران من الخضراوات الأساسية في الطبخ السوري وأشهر الأكلات الشتوية، بحسب ما أكدت سيدة سورية من القنيطرة لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام.

وأضافت أن موسم "المونة" هذا العام في محافظة القنيطرة كان ضعيفاً، وأن أغلبية العائلات لم تخزّن الفول والبازلاء نظراً لارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية عند أصحاب الدخل المحدود، بالإضافة إلى غياب الكهرباء، إذ تحتاج مثل هذه الخضراوات إلى حفظها في الثلاجات.

وأشارت السيدة، إلى أن العديد من العائلات السوريّة تعجز عن تأمين كميات كبيرة وتكتفي بالحد الأدنى بسبب الوضع المعيشي القاسي وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

ما المبررات لرفع الأسعار؟

قال أحد المزارعين في القنيطرة، إن أسعار الخضار والفاكهة التي يتم "تموينها" مرتفعة بسبب ارتفاع تكاليف الزراعة من أسمدة ومحروقات ومياه ومبيدات ورعاية، إضافة إلى أجرة اليد العاملة في القطاف.

وأشار على سبيل المثال إلى الملوخية، قائلاً: إنّ كلفة قطف الكيلو تصل إلى 3 آلاف ليرة سورية، بالإضافة إلى أجور النقل.

من جهته، أشار رئيس دائرة الخشنية في مديرية الزراعة بالقنيطرة، حسين العلي، إلى أن مساحات الأراضي المزروعة بالملوخية تبلغ 1591 دونماً، وإنتاج الدونم الواحد نحو 1500 كيلو، وبالتالي فإن الإنتاج المتوقع نحو 2386 طناً من الملوخية، في حين أن المساحة المزروعة بالبامية وصلت إلى 2292 دونماً.

"المكدوس" و"دبس البندورة" حلم لكثير من العائلات

وقبل أيام، أكّدت عائلات من درعا أنها استغنت عن مونة "المكدوس"، بينما عمدت أخرى إلى تخفيض المخصصات إلى الحدود الدنيا وتجهيزها بكميات محدودة وبمواصفات متواضعة.

ويأتي ذلك بسبب ارتفاع أسعار الخضار والمواد التي تدخل في تحضير "المكدوس"، سواء الباذنجان أو الفليفلة أو الجوز أو زيت الزيتون.

وقبل أسابيع، اشتكى سكان في حلب من ارتفاع أسعار البندورة بشكل كبير، الأمر الذي أربك الأهالي الذين كانوا يستعدون لتحضير "مونة دبس البندورة" المنزلية.

تكاليف المعيشة في سوريا تصل إلى 12 مليون ليرة شهرياً

وأمس الثلاثاء، قال أمين سر جمعية حماية المستهلك التابعة للنظام السوري، عبد الرزاق حبزة، إنه في ظل التضخم الكبير وارتفاع الأسعار، قُدّر سابقاً أن متوسط تكاليف معيشة أسرة مكونة من خمسة أفراد قد بلغ 5 ملايين ليرة سورية، إلا أن الوضع الحالي يتطلب ضعف هذا المبلغ، مع تقديرات تشير إلى أن الحد الأدنى للتكاليف قد يصل إلى 12 مليون ليرة سورية.

وأوضح حبزة لوسائل إعلام تابعة للنظام أن الأسعار المرتفعة تشمل حتى المنتجات الموسمية مثل الخضار والفواكه، مردفاً: "على سبيل المثال ارتفع سعر كيلو البندورة من 5000 ليرة إلى 10,000 ليرة خلال أيام، مما يعكس زيادة بنسبة 100%".

يشار إلى أنّ "المونة" في المنازل السورية، تعدّ تقليداً قديماً يعتمد على تخزين مواد غذائية موسمية في فصل الصيف بكميات كبيرة، وذلك بهدف استخدامها خلال فترات أُخرى من السنة.