ملخص:
- تعاني إدلب وريفها من شلل بسبب انقطاع الإنترنت.
- تأثرت محال الحوالات والصرافة بشكل كبير، ما أدى لتعطيل وصول الحوالات المالية للعائلات.
- انقطاع الإنترنت أصاب الإعلاميين والصحفيين بالإحباط وأثر سلباً على التغطيات الصحفية.
- "حكومة الإنقاذ" بررت الأزمة بتصرفات الشركات المورّدة، وأعلنت محاولات لاحتواء المشكلة.
تعاني مدينة إدلب وريفها، إضافة إلى مناطق ريف حلب الغربي، من شلل تام في مختلف مناحي الحياة، لليوم الثاني على التوالي، نتيجة الانقطاع المتواصل لخدمات الإنترنت.
وأفادت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، بأن هذا الانقطاع تسبب في تعطيل أعمال الطلاب وأصحاب محال الحوالات والصرافة، فضلاً عن عرقلة عمل الإعلاميين والناشطين، وإحداث تأثيرات سلبية على شركة الكهرباء والمؤسسات المرتبطة بالإنترنت.
تأثيرات سلبية كبيرة
الطلاب في إدلب، وخاصة أولئك الذين يعتمدون على الإنترنت لإتمام دراستهم وأبحاثهم، وجدوا أنفسهم غير قادرين على متابعة المواد التعليمية.
كذلك واجه أصحاب محال الحوالات والصرافة صعوبات في تنفيذ عمليات تحويل الأموال، التي يعتمد عليها العديد من العائلات في المنطقة للحصول على الدعم المالي من أقاربهم في الخارج.
وتحدث أحد أصحاب المحال قائلاً: "نعتمد على الإنترنت بشكل أساسي لتسيير أعمالنا، واليوم نجد أنفسنا غير قادرين على تلبية احتياجات الناس وتسليم الحوالات بسبب انقطاع الإنترنت".
كما أصيب الإعلاميون والناشطون بخيبة أمل جراء الانقطاع، إذ أصبحت عملية نقل الأخبار وتغطية الأحداث شبه مستحيلة، مما أثر على العمل الصحفي بشكل مباشر.
تحديات تواجه شركة الكهرباء والدوائر الخدمية
تعتمد شركة الكهرباء في إدلب على شبكة الإنترنت لتعبئة الشرائح وشحنها بالكهرباء، ما أثار مخاوف من تأثر عملها.
وينذر الانقطاع المتواصل للإنترنت بمزيد من التداعيات إذا لم يتم إيجاد حل سريع لإعادة خدمات الإنترنت وتخفيف وطأة هذه الأزمة على السكان، الذين يعانون أساساً من ظروف معيشية صعبة.
مخاوف من تفاقم الأزمة
القطاع الصحي لم يكن بمعزل عن هذه الأزمة، فقد توقفت خدمات الاستشارات الطبية عن بُعد، التي يعتمد عليها كثير من المرضى في المناطق الريفية أو التي تفتقر إلى التخصصات الطبية.
وتأثرت الأسواق المحلية والمحال التجارية، حيث تعتمد العديد من المتاجر على الإنترنت لإتمام المعاملات الإلكترونية والتسويق، وتحديث الأسعار وفقاً لسوق الصرف اليومي، فضلاً عن تعطل عمل نقل الطلبات "دليفري".
استياء من قبل السكان
أبدى محمد، أحد سكان مدينة إدلب، استياءه من عجز حكومة الإنقاذ عن معالجة أزمة انقطاع الإنترنت، قائلاً: "نعاني منذ يوم أمس من شلل شبه كامل في حياتنا اليومية، ولا يبدو أن حكومة الإنقاذ لديها خطة واضحة لحل هذه المشكلة التي أثرت على كل شيء، من التعليم إلى الصحة وحتى أبسط المعاملات التجارية، حيث ألقت باللوم على من وصفتهم بضعاف النفوس من الشركات المورّدة في تركيا".
وأضاف أن تعامل الحكومة مع الأزمة دون المستوى، مشيراً إلى ضعف الاستجابة وسوء إدارة الموقف، قائلاً: "بدلاً من السعي لإيجاد حلول سريعة، اكتفت الحكومة بإصدار تصريحات غير واضحة".
من جهته، تحدث عبد الكريم، صاحب محل حوالات في مدينة الدانا، لموقع تلفزيون سوريا عن توقف العمل بشكل كامل منذ يوم أمس بسبب انقطاع الإنترنت.
وأضاف عبد الكريم: "لم نتمكن من إجراء أي تحويلات مالية أو تسليم الحوالات التي ينتظرها الناس، الأمر ليس مجرد تعطيل للعمل، بل هو قطع لأرزاق الكثير من العائلات التي تعتمد على هذه الحوالات في تلبية احتياجاتها الأساسية".
ولفت إلى أن العديد من الزبائن يترددون بشكل دوري على المحل في محاولة للحصول على الأموال، إلا أن غياب الإنترنت يحول دون ذلك.
ويعتمد السكان في الوقت الحالي على حلول مؤقتة للعمل على الإنترنت بجودة ضعيفة، حيث تجمع العشرات يوم أمس أمام مواقع تتوفر فيها الخدمة بشكل محدود، فيما لجأ البعض لاستخدام شرائح الاتصال المحلية "سيريافون"، علماً أنها تصلح فقط للدردشة من دون القدرة على تحميل الوسائط عالية الجودة عن طريقها.
انقطاع الإنترنت و"الإنقاذ" تبرر
تعاني مناطق واسعة في إدلب شمالي سوريا منذ صباح يوم أمس من انقطاع خدمة الإنترنت، ما أدى إلى شلل كبير في العديد من الأنشطة اليومية للأهالي، بما في ذلك الأعمال التجارية وعمل مكاتب التحويل والصرافة.
وأرجعت "حكومة الإنقاذ" أزمة انقطاع الإنترنت في إدلب إلى تصرفات بعض أصحاب الشركات المورّدة، ووصفتهم بأنهم "ضعاف النفوس"، حيث استغلوا الفرصة لتحقيق مكاسب شخصية.
وقال مدير المؤسسة العامة للاتصالات التابعة لـ"الإنقاذ"، المهندس حسين المصري: "في ظل الوضع الراهن الذي تشهده المنطقة مؤخراً، أراد بعض ضعيفي النفوس من أصحاب الشركات المورّدة لخدمة الإنترنت للمحرر استغلال الفرصة للضغط على شبكات الإنترنت العاملة في المحرر وتهديدهم بقطع الخدمة، محاولة منهم لرفع السعر على الأهالي لتحقيق أرباح شخصية فاحشة".
وأضاف المصري في تصريحات نشرتها المؤسسة: "منذ اللحظة الأولى استنفرت المؤسسة العامة للاتصالات بكافة كوادرها لاحتواء المشكلة على كافة الأصعدة، وإيجاد البدائل المناسبة حتى تعود خدمة إنترنت مستقرة ومستدامة كما يستحقها أهلنا في المحرر، وبما يليق بثورتنا؛ ثورة العزة والكرامة"، حسب وصفه.
يُذكر أن موقع تلفزيون سوريا نشر في شهر أيار الماضي تقريراً بعنوان "بعد احتكار تحرير الشام الإنترنت في إدلب.. غرامات باهظة لـ تطفيش الموزعين"، أشار إلى تحديات جديدة تواجه موزعي خدمات الإنترنت المحتكر، والذين باتوا يواجهون مشكلات جسيمة نتيجة لقرارات مؤسسة الاتصالات الدورية، التي أثقلت كاهلهم وأثرت سلباً على أساليب عملهم وإيراداتهم بشكل كبير.