اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"، صحفياً في مدينة الرقة، أمس الإثنين، لتغطيته احتجاجات الفلاحين المندّدة بتسعيرة القمح المنخفضة هذا الموسم، وأجبرته على حذف المواد التي صورها قبل إطلاق سراحه.
وأفادت مصادر محلية، أنّ عناصر "قسد" اعتدوا على الصحفي (عبد الله الخلف)، وعلى صحفي وصحفية آخرين (لم تذكر اسمهما) في أثناء تغطية وقفة الاحتجاجات، التي نفذها الفلاحون أمام "المجلس التنفيذي" في مدينة الرقة.
ووفقاً للمصادر فإن "الخلف" تعرّض للاعتداء الجسدي واللفظي، كما أجبره عناصره "قسد" على حذف جميع الصور والمقاطع المصورة والمقابلات التي أجراها مع الفلاحين، قبل أن يتم الإفراج عنه.
في سياق متصل، اعتقلت "قسد" 5 شبان في مدينة الرقة بسبب مشاركتهم في المظاهرات المنددة بتسعيرة القمح التي أصدرتها "الإدارة الذاتية".
وبحسب شبكة "نهر ميديا" فإن المعتقلين هم: سليمان محمود الترن، وسليمان سعيد الترن، وحمد سعيد الترن، وعبد علي الجاسم، وباسل حسين الجاسم.
انتهاكات "قسد" بحق الإعلاميين
أكدت الشبكة السورية لـ حقوق الإنسان في تقرير أصدرته، مطلع شهر أيار الجاري، أن "قسد" قتلت 4 أشخاص يعملون في المجال الإعلامي، واحتجزت 17 آخرين، مشيرة إلى أن 9 منهم جرى اعتقالهم بين أيار 2023 وأيار 2024.
وفي أواخر العام الفائت، أصدرت دائرة الإعلام التابعة لـ"الإدارة الذاتية" تعميماً هدّدت فيه الصحفيين بالتعرّض للمساءلة القانونية في حال إعداد تقارير لصالح مؤسسات إعلامية غير مرخّصة أو من دون الحصول على تفويض مسبق.
وجاء في تعميم "الإدارة الذاتية" العاملة في مناطق سيطرة "قسد"، أنّ "أي صحفي يعد تقارير ومواد إعلامية لصالح أي وسيلة غير التي يعمل فيها بصفة رسمية، ومن دون تفويض وموافقة مسبقة من مؤسسته وتفويض يرسل لدائرة الإعلام بشكل مسبق يكون مخالفاً للقانون، يعرّض نفسه للمساءلة القانونية وسيتم التعامل معه وفق قانون الإعلام ولائحته التنفيذية".
الجدير بالذكر أنّ مناطق سيطرة "قسد" تشهد انتهاكات واسعة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، إذ أوقفت "الإدارة الذاتية" عمل شبكة "رووداو" الإعلامية في مناطقها، مطلع شباط 2022، بعد يومين من تعرّض طاقم القناة للخطف والتعذيب من قبل استخبارات "قسد" في مدينة القامشلي بريف الحسكة.