أعلنت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك في الجولان السوري المحتل "UNDOF" عن منح بطاقات هوية سورية للرعاة والمزارعين والصيادين الذين يعيشون في المنطقة المنزوعة السلاح على الحدود مع إسرائيل.
ووفق ما نقلت صحيفة "هآرتس"، تهدف هذه الخطوة، التي تمت بالتنسيق مع إسرائيل، إلى السماح للقوات الإسرائيلية على طول الحدود بالتمييز بين المدنيين والمسلحين الذين يقتربون من السياج في المنطقة المنزوعة السلاح.
وأوضحت الصحيفة أنه "بعد عدة حوادث، وبالنظر إلى حالات عديدة لمدنيين تصادف وجودهم في المنطقة المنزوعة السلاح، أبلغ الجيش الإسرائيلي الأمم المتحدة أنه قلق على سلامة جنوده بالقرب من الحدود".
وتقدر قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، التي تراقب النشاط على طول الحدود بين إسرائيل وسوريا، أن معظم سكان المنطقة المنزوعة السلاح هم رعاة ومزارعون وصيادون يحملون أسلحة ويعملون في المنطقة، جزء منهم، لا سيما الرعاة، لا يحملون وثائق هوية لأسباب مختلفة.
7 خروقات إسرائيلية في 3 أشهر
ووفق تقرير أعدته قوة "UNDOF"، الأسبوع الماضي، فإن القوات الإسرائيلية اخترقت خط وقف إطلاق النار مع سوريا لأنشطة عسكرية 7 مرات في ثلاثة شهور، بين شهري آب وتشرين الأول الماضيين، أطلقت خلالها النار على مدنيين خارج السياج لمنعهم من الاقتراب من الحدود.
وأوضح التقرير أنه في 3 من أيلول الماضي، أطلق الجنود الإسرائيليون النار في محيط المنطقة الفاصلة، واحتجزوا راعياً قبل أن يطلق سراحه، وبعد أسبوعين في 19 من الشهر نفسه، تم إصابة سوري من بين 4 ألقوا متفجرات على السياج، وتم اعتقاله ونقله للعلاج قبل أن يفرج عنه بعد أيام، إلى جانب حوادث أخرى تم خلالها اجتياز الحدود بآليات عسكرية.
وانتقد التقرير وضع الجيش الإسرائيلي لبطاريات نظام "القبة الحديدية" وقاذفات صاروخية بالقرب من الحدود، في منطقة يحظر فيها وضع معدات عسكرية أو جنود بموجب الاتفاقيات، إلى جانب تسيير طائرات مسيرة.
وأشار تقرير "UNDOF" إلى أن الجيش الإسرائيلي منع مرتين قوات الأمم المتحدة من الوصول لنقاط مراقبة في المنطقة المنزوعة السلاح.
المنطقة المنزوعة السلاح
بعد حرب تشرين في عام 1973، أٌنشئت المنطقة المنزوعة السلاح بين الجيش السوري والجيش الإسرائيلي، بعرض يصل إلى 7 كيلومترات في أوسع المناطق و200 متر في أضيقها.
وتبلغ مساحة المنطقة المنزوعة السلاح 250 كلم مربعاً، مقسمة إلى 3 مناطق، إلى الشرق والشمال الشرقي من بحيرة طبريا.
وتسيطر قوات فك الاشتباك التابعة للأمم المتحدة "UNDOF" على المنطقة، وتسيّر فيها دوريات مستمرة، لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار وتتمثل مهامها في الحفاظ على وقف إطلاق النار بين الطرفين، والإشراف على فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية.
كما يقع على عاتقها الإشراف على ما تسمى "مناطق الفصل" وهي منطقة عازلة منزوعة السلاح، كما تشرف على مناطق "الحدّ"، حيث يتم تقييد القوات والمعدّات في مرتفعات الجولان.
وبشكل رسمي، وعلى الرغم من عدم اندلاع اشتباكات مباشرة، ما تزال سوريا وإسرائيل في حالة حرب، رغم إقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح بعد اتفاق الهدنة، وظلت هذه الحدود هادئة لفترة طويلة نسبياً حتى عام 2011.
وكثف الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة ضرباته في سوريا، وقال إنها تستهدف ميليشيات موالية لإيران في البلاد، فضلاً عن استهدافه لمواقع عسكرية لنظام الأسد.